الأردن يفتح معبر إنساني مؤقت ووصول أول دفعة مساعدات لمحافظة السويداء
كشفت مصادر إعلام محلية جنوب سوريا، أن المملكة الأردنية الهاشمية افتتحت معبراً إنسانياً نحو محافظة السويداء، يوم الأربعاء 11 كانون الأول، حيث سلمت أول دفعة من المساعدات الإنسانية الطارئة للمحافظة، على أن يتم إرسال المزيد من المساعدات خلال الفترة المقبلة.
وذكر موقع "السويداء 24" أن غرفة العمليات المشتركة، التي تتولى إدارة الشؤون الأمنية في المحافظة، استلمت دفعة المساعدات عبر معبر إنساني خصصه الجانب الأردني على الحدود بين البلدين، جنوب محافظة السويداء.
تضمنت الدفعة كميات من الطحين الأبيض، والأدوية، بالإضافة إلى 1000 بطانية و200 مدفأة، ولفتت المصادر إلى أن هذه الدفعة الأولى تُعد جزءاً من مرحلة تجريبية للمعبر الإنساني، مع توقع وصول دفعات إضافية في المستقبل القريب.
أكد مصدر في غرفة العمليات المشتركة صحة الخبر، موضحاً أن الغرفة أمنت عملية الاستلام على الحدود، ونقلت المساعدات إلى فرق الإغاثة والاستجابة الطارئة، واللجان الأهلية في عدة مناطق من السويداء، لتوزيعها على مستحقيها.
وصرّح المصدر لموقع "السويداء 24"، أن هذا المعبر مخصص بشكل مؤقت لتسهيل المساعدات الإنسانية فقط، مضيفاً أنه من المرجح إرسال المزيد من الشحنات الإغاثية إلى المحافظة قريباً. وأشاد المصدر بالتحرك الأردني، مشيراً إلى أن المملكة الأردنية لطالما دعمت الشعب السوري في أوقات الأزمات.
من جانبه، قال المحلل السياسي الأردني المختص بالشؤون السورية، صلاح ملكاوي، لـ السويداء 24، إن السلطات الأردنية ستواصل إرسال المزيد من المساعدات الإنسانية إلى الشعب السوري عبر المعبر الإنساني خلال الأيام المقبلة.
وأشار ملكاوي إلى أن الأردن سيحث شركاءه الدوليين على تقديم المزيد من الدعم للشعب السوري في هذه المرحلة الحرجة، مؤكداً: "هذا واجبنا تجاه أشقائنا السوريين، وسنبقى عوناً لهم في كل الظروف".
وسبق أن قال "أيمن الصفدي" وزير الخارجية الأردني، إن بلاده تتابع تطورات الأوضاع في الجمهورية العربية السورية الشقيقة باهتمام وحرص شديدين على أمن سوريا وسلامتها ووحدتها وتماسكها وسيادتها وأمن شعبها الشقيق.
وأكد أن الأردن سيقدم كل اسناد ممكن للشعب السوري الشقيق في جهوده إعادة بناء وطنه ومؤسساته ونظامه السياسي، وبما يضمن أمن سوريا وسيادتها وحريتها والعيش الحر الكريم لكل مواطنيها.
وعبر عن دعم بلاده أي عملية سياسية يطلقها الشعب السوري لبناء نظام سياسي يلبي طموحات الشعب السوري الشقيق، ويحفظ حقوقه، ويضع سوريا على طريق بناء المستقبل الآمن المنجز الذي يستحقه شعبها الشقيق.
وأكد على ضرورة حماية سوريا من الانزلاق نحو الفوضى والحفاظ على مؤسساتها الوطنية، وأشار إلى أن الأردن مستعد لتقديم أي مساعدات يحتاجها الشعب السوري الشقيق، ونقف بالمطلق مع أمنه واستقراره.
وكانت أكدت السفارة السورية في الأردن، على استمراريتها بالعمل وتقديم خدماتها لأبناء الجالية السورية، وقالت عبر صفحتها على موقع الفيسبوك: "السادة أبناء الجالية السورية المقيمين في المملكة الأردنية الهاشمية في ضوء التطورات الأخيرة التي يشهدها وطننا الحبيب سوريا. ومع بزوغ فجر جديد، تُكتب معه صفحة جديدة في تاريخ سوريا. إن سفارة الجمهورية العربية السورية في المملكة الأردنية الهاشمية مستمرة بالعمل وتقديم الخدمات القنصلية للأخوة أبناء الجالية السورية".
وسبق أن وجهت "إدارة الشؤون السياسية" التابعة لحكومة الإنقاذ، رسالة إلى المملكة الأردنية الهاشمية، على خلفية التطورات الأخيرة لمعركة "ردع العدوان" وسيطرة الفصائل على الحدود مع الأردن ومعبر نصيب الاستراتيجي، مؤكدة سعيها لتعزيز العلاقات بين البلدين بما يحقق شراكات استراتيجية في المجالات المختلفة ويرسخ التعاون على أسس من الاحترام المتبادل لسيادة الدول وحقوق شعوبها.
وقالت الإدارة، إن "الروابط التي جمعتنا عبر التاريخ من وجوار كانت دائمًا مثالا للتعاون والتآزر وكنتم دائما عونًا للشعب السوري في مواجهة أزماته، فاتحين أبوابكم أمام اللاجئين الفارين من بطش النظام المجرم، متحملين معهم أعباء اقتصادية واجتماعية كبيرة".
ولفتت إلى أن "تحرير البلاد من نظام الأسد المجرم سيعيد ملايين اللاجئين السوريين لديكم إلى أرضهم وديارهم وينهي حقبة كالحة من فساد الأسد وإتجاره ونشره المخدرات في المنطقة ساعيًا لتحقيق مصالحه المحدودة، غير آبه بمصالح الشعوب والدول من حوله، وقد آن أوان زوال هذه الحقبة السوداء لنتشارك جميعًا في بناء سوريا المستقبل".
وأفادت وكالة الأنباء الأردنية "بترا"، أن العاهل الأردني عبدالله الثاني، ترأس اجتماعا لمجلس الأمن القومي، تم فيه بحث آخر المستجدات على الساحة الإقليمية، وخاصة الأحداث الجارية في سوريا.
وقالت إن الاجتماع تطرق إلى "الجهود الكبيرة التي تقوم بها القوات الأردنية في الحفاظ على الأمن الوطني وأمن الحدود، وإلى الخطوات الضرورية التي تقوم بها لضمان حماية وتأمين الحدود الشمالية."
واستعرض الاجتماع، بحسب الوكالة، "الجهود التي تبذلها مؤسسات الدولة المعنية من أجل سلامة الأردنيين المتواجدين في سوريا، والإجراءات المتخذة لتسهيل عودة المواطنين والشاحنات الأردنية إلى أراضي المملكة بعد قرار وزارة الداخلية يوم أمس بإغلاق معبر جابر الحدودي مع سوريا".
وكانت أعلنت "غرفة عمليات الجنوب" يوم الجمعة 6 كانون الأول، عن تحقيق سلسلة من الانتصارات الميدانية ضمن معركة "كسر القيود" التي تهدف إلى تحرير محافظة درعا من سيطرة قوات النظام السوري، حيث تمكنت من تحرير غالبية مناطق المحافظة، وسط انهيار وانسحاب عناصر ومواقع قوات النظام.
وسيطرت القوات على "معبر نصيب الحدودي"، أحد أهم المعابر الاستراتيجية في المنطقة، حيث سلمت عناصر النظام أسلحتهم بالكامل، وفي شرق درعا، تمكنت قوات الغرفة من تحقيق تقدم لافت بالسيطرة على مدينة بصر الحرير وبلدة الغارية الغربية، بعد اشتباكات عنيفة مع قوات النظام.