
اتحاد الصحفيين يدين الاعتداء على الصحفيين في السويداء ويطالب بتوفير الحماية لهم
أدان اتحاد الصحفيين اليوم الاعتداء الذي تعرض له مجموعة من الصحفيين أثناء قيامهم بواجبهم المهني في تغطية تطبيق الاتفاق بين محافظ السويداء ومشايخ العقل في المحافظة.
وأكد الاتحاد في بيانه أن استهداف الصحفيين أثناء أداء عملهم يشكل جريمة وفقًا للقوانين والأعراف الدولية التي تشدد على حماية الصحفيين وتأمين سلامتهم في مناطق النزاعات والأزمات. وأشار إلى أن تجاهل المسلحين لهوية الصحفيين الواضحة، بما في ذلك معداتهم الصحفية، وإصرارهم على الاعتداء عليهم يعد استخفافًا بحرية الصحافة وحق الجمهور في الحصول على المعلومات.
وطالب الاتحاد الجهات المعنية والمجتمع الدولي بتحمل مسؤولياتهم تجاه هذه الانتهاكات الخطيرة، ومحاسبة المتورطين فيها لضمان عدم تكرارها. كما دعا إلى توفير الحماية الكاملة للصحفيين في سوريا بما يتوافق مع الاتفاقيات والمعاهدات الدولية ذات الصلة، وعلى رأسها اتفاقيات جنيف وبروتوكولاتها الإضافية.
وأعرب الاتحاد عن تقديره للأهالي الشرفاء في السويداء الذين تدخلوا لحماية الصحفيين وتأمينهم، مؤكدًا تضامنه الكامل مع الصحفيين الذين تعرضوا للاعتداء، وشدد على ضرورة توحيد الجهود لحماية حرية الصحافة وكرامة الصحفيين في سوريا.
وكان ذكر المصور الصحفي أحمد فلاحة في منشور له عبر فيسبوك، أن مسلحين من فصائل السويداء أطلقوا النار باتجاهه ورفيقه الصحفي معاوية الأطرش أثناء توجههما لتغطية تنفيذ الاتفاق. وأوضح فلاحة أنهم تعرضوا للتوقيف وسط المدينة وهددهم المعتدون بالقتل، مع توجيه ألفاظ نابية ومذلة لهما.
وأضاف فلاحة أنه تم إجباره على النزول من السيارة ووضع السلاح في رأسه، ثم إطلاق النار بجانبه، قبل أن يتدخل أحد الرجال الشرفاء من المدينة ويمنع المعتدين من أذيتهما، مع تأمين سيارتهما حتى انتهاء التغطية.
وأشار فلاحة إلى أن عدداً من الصحفيين الآخرين تعرضوا للاعتداء من قبل نفس العناصر، وهم: محمد هارون، إبراهيم تريسي، عمار اصطيفي، عامر العاصي وآخرون كانوا برفقتهم. كما ذكر أن بعض الصحفيين تعرضوا لسرقة معداتهم ومبالغ مالية.
من جانب آخر، أعلن محافظ السويداء مصطفى البكور، في تصريح للصحفيين اليوم الأحد، عن بدء تنفيذ بنود الاتفاق الذي تم مع مشايخ العقل ووجهاء المحافظة. وأوضح أن الحكومة قد بدأت في تنفيذ البيان الذي صدر يوم الخميس الماضي، مؤكداً أن الإجراءات العملية ستبدأ بشكل فوري.
وأوضح البكور أن المحافظة ستسعى لمعالجة نقص المواد الأساسية بسبب التوترات الأخيرة التي أدت إلى إغلاق طريق دمشق، مؤكداً أن الأمن العام سيتولى حماية الطريق ويبدأ بتسيير دوريات تطمئن الأهالي وتؤمنهم.
وفي المقابل، نفى مشايخ العقل في السويداء، في بيان رسمي صدر يوم الجمعة 3 أيار 2025، ما يتم تداوله حول وجود اتفاق لتسليم السلاح. وأكدوا أن الاجتماع الذي جرى مع وجهاء المحافظة لم يتطرق لهذا الموضوع، مؤكدين أن أي مساس بكرامة الأهالي مرفوض تماماً.
وأكد المشايخ في بيانهم أنه لم يُصدر عن الاجتماع أي قرار بهذا الخصوص، وشددوا على أن "سلاحنا كرامتنا"، مشيرين إلى أن الاتفاق تم بين جميع المجتمعين. كما دعوا إلى تحكيم العقل والمسؤولية وابتعاد الجميع عن الشائعات.
وأشار البيان إلى أن الاجتماع الذي ضم الشيخ حكمت الهجري، الشيخ يوسف جربوع، الشيخ حمد الحناوي وعددًا من وجهاء المحافظة، قد خلص إلى عدة مطالب أبرزها عدم تفعيل الضابطة العدلية إلا بموافقة أبناء المحافظة وبالتنسيق مع المشايخ الثلاثة، بالإضافة إلى تأمين طريق السويداء – دمشق تحت مسؤولية الدولة وبسط الأمن على جميع الأراضي السورية.
واعتبر البيان أن الأخبار التي تم نشرها في بعض الصحف حول "إجلاء الصورة" هي معلومات غير دقيقة، مطالبين الجميع بتحري الدقة قبل النشر، في ختام البيان، دعا المشايخ إلى الابتعاد عن الخطاب التحريضي والتحلّي بالمسؤولية الوطنية والعمل من أجل وحدة الصف.
اتحاد الصحفيين السوريين: الصحافة الحرة ركيزة بناء المجتمع السوري بعد سنوات من القمع
جدد اتحاد الصحفيين السوريين، في بيان له، في الثالث من أيار، اليوم العالمي لحرية الصحافة، تأكيده على الأهمية الحيوية لإتاحة فضاء صحافي حر ومستقل في سوريا. إن حرية الرأي والتعبير، التي تشكل الصحافة الحرة ركيزتها الأساسية، ليست مجرد حق إنساني، بل هي ضرورة أساسية لبناء مجتمع ديمقراطي مزدهر وقادر على مواجهة التحديات.
في هذا اليوم، نستذكر بتقدير عميق التضحيات الجسيمة التي قدمها وما زال يقدمها الصحفيون السوريون من أجل وطن حر وصحافة حرة. لقد تحمّل زملاؤنا أعباءً ضخمة، وواجهوا مخاطر كبيرة، وفقدوا أرواحهم في سبيل نقل الحقيقة وتنوير الرأي العام. ولن تذهب تضحياتهم سدى، بل ستظل مصدر إلهام لنا في سعينا نحو مستقبل أكثر حرية وعدالة.
وأكد "اتحاد الصحفيين السوريين"، على ضرورة نبذ جميع أشكال خطاب الكراهية والتحريض الطائفي والمناطقي الذي عانى منه مجتمعنا السوري طويلاً. إن مسؤولية الصحافة والإعلام تقتضي تعزيز الوحدة الوطنية والتسامح والحوار البناء، ونشر قيم السلام والمحبة التي تجمع السوريين بمختلف انتماءاتهم.
وأشار الاتحاد إلى إيمانه بأن الصحافة الحرة والمسؤولة هي الضمانة الحقيقية لمستقبل سوريا، مؤكداً مواصلة العمل بكل إصرار وعزيمة لتحقيق هذا الهدف النبيل، وتوفير البيئة الآمنة والمناسبة لعمل الصحفيين والإعلاميين السوريين.
توثيقات حقوقية
وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان منذ آذار/مارس 2011 حتى أيار/مايو 2025، مقتل 724 من العاملين في الحقل الإعلامي، بينهم أطفال، و6 سيدات أنثى) بالغة، كما أن من بينهم 9 من الصحفيين الأجانب، بينهم 559 على يد قوات نظام الأسد.
وسجلت الشبكة الحقوقية ما لا يقل عن 486 من العاملين في الحقل الإعلامي بينهم 9 سيدات (أنثى بالغة)، و17 صحفياً أجنبياً ما زالوا قيد الاختفاء القسري حتى الآن، بينهم 392 على يد قوات نظام الأسد، مؤكدة أن تحقيق العدالة في سوريا يبدأ بكشف الحقيقة، وضمان عدم إفلات من ارتكبوا الجرائم ضد الصحفيين من العقاب."
وكانت أصدرت رابطة الصحفيين السوريين بالتعاون مع الاتحاد الدولي للصحفيين، بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، الذي يوافق الثالث من مايو، تقريرًا بعنوان "الإعلام السوري بين التحديات والأمنيات – نظرة على التحولات بعد سقوط النظام". ويستعرض التقرير واقع الإعلام السوري في مرحلة ما بعد النظام، مع التركيز على التحولات الإيجابية التي يشهدها القطاع، على الرغم من التحديات المستمرة.
وأوصت الرابطة ضرورية لضمان بيئة آمنة ومستدامة للعمل الصحفي في سوريا، أبرزها: ضرورة محاكمة المسؤولين عن الجرائم ضد الصحفيين، وإلغاء القوانين التي شرعنت القمع الإعلامي، ومراجعة شاملة للقوانين المتعلقة بحرية الصحافة، بما يضمن تعزيز استقلالية الإعلام وحماية الصحفيين، والإفراج الفوري عن جميع الصحفيين المعتقلين والكشف عن مصير المختفين قسريًا، وإعادة هيكلة المؤسسات الإعلامية لتكون مستقلة وتعزيز ثقافة احترام حرية التعبير وحقوق الصحفيين.