إيران تعيد سفيرها في ذروة الثورة السورية إلى الواجهة ممثلاً خاصًا.. خطوة تثير ملفات جرائمه
أعلنت إيران، الأحد، عن تعيين محمد رضا رؤوف شيباني ممثلًا خاصًا لوزير الخارجية عباس عراقجي في الشؤون السورية، في خطوة قد تُعد استفزازية للسوريين نظرًا لخلفية شيباني المثيرة للجدل.
ووفقًا لقرار صادر عن وزارة الخارجية الإيرانية، فإن شيباني، باعتباره دبلوماسيًا بارزًا وذو خبرة، سيعمل على تعزيز التعاون والمشاورات بشأن الملف السوري.
وشغل شيباني منصب سفير إيران في سوريا بين عامي 2011 و2016، وهي الفترة التي شهدت خلالها سوريا اندلاع الثورة السورية وتصاعد الاحتجاجات الشعبية ضد نظام الأسد. كما كانت هذه السنوات من أشد الفترات دموية في تاريخ البلاد، إذ وقعت خلالها عشرات المجازر بحق الشعب السوري، بالتزامن مع تزايد النفوذ الإيراني في سوريا من خلال انتشار الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران.
وتضم هذه الميليشيات آلاف المقاتلين من مختلف الجنسيات، ما يشير إلى دور محوري لشيباني في تسهيل هذا التواجد العسكري وربما التخطيط لبعض المجازر والانتهاكات التي تعرض لها السوريون.
وأكد وزير الخارجية الإيراني في خطابه أن سوريا تُعد دولة استراتيجية لإيران، مشددًا على ضرورة احترام إرادة الشعب السوري وحقه في تقرير مصيره دون تدخل أجنبي. لكنه أضاف أن العلاقات الإيرانية مع أي نظام حكم في سوريا ستُبنى على أساس المصالح المشتركة والاحترام المتبادل.
وأوضح الخطاب أن إيران ترى أن استقرار وأمن المنطقة لا يمكن تحقيقهما إلا من خلال التعاون والفهم المشترك بين دولها. وأشار إلى أن السياسة الخارجية الإيرانية ترتكز على حسن الجوار وتعزيز العلاقات الودية مع الدول المجاورة والإسلامية، متجاهلة دورها المثير للجدل في سوريا خلال الأعوام الماضية.
تعكس هذه الخطوة محاولة من إيران لاستمرار نفوذها في سوريا عبر شخصية مثيرة للجدل، إذ يُنظر إلى تعيين شيباني على أنه رسالة تجاهل لمعاناة السوريين الذين عانوا من المجازر والانتهاكات خلال فترة وجوده سفيرًا في دمشق.
ويرى مراقبون أن هذا التعيين قد يؤدي إلى تصعيد التوترات بين إيران والإدارة السورية الجديدة التي تبنت خطابًا معاديًا لطهران بعد سقوط نظام الأسد،، وهروبه في ديسمبر الماضي.
وأكّد قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع في تصريحات سابقة "سوريا لا تستطيع أن تستمر بدون علاقات مع دولة إقليمية كبيرة مثل إيران، لكن يجب ان تكون على أساس احترام سيادة البلدين وعدم التدخل في شؤون البلدين".
كما أردف أن “شريحة واسعة تطمح لدور إيراني إيجابي في المنطقة"، وأوضح أن إدارة العمليات العسكرية “قامت بواجبها تجاه المقرات الإيرانية رغم الجراح"، وقال: “كنا نتوقع تصريحات إيجابية من طهران”.
يثير تعيين شيباني تساؤلات حول نوايا إيران تجاه سوريا، حيث يأتي في سياق محاولة للحفاظ على نفوذها الإقليمي، لكنه قد يُفسر من قبل السوريين على أنه تحدٍ لمشاعرهم وتجاهل للدماء التي أُريقت خلال سنوات الثورة.