
أهالي الأحياء الشرقية بحلب يرفعون نداءاتهم لتحسين واقع الحياة
بالرغم من مرور أكثر من ثمانية أشهر على تحرير البلاد من النظام السابق، ما تزال الأحياء الشرقية من مدينة حلب، الواقعة في شرق البلاد، تعاني من سوء الخدمات وتشكو من الإهمال وغياب الاهتمام من قِبل الفرق التطوعية والمبادرات الإنسانية، كما هو الحال في غيرها من الأحياء الأخرى بالمدينة، مثل الأحياء الغربية.
التقت "شبكة شام" بعدد من الأهالي المقيمين في الأحياء الشرقية، الذين أعربوا عن استيائهم من افتقار المنطقة لأبسط مقومات الحياة اليومية، واستمرار وجود العديد من المشاكل الخدمية التي تحرمهم من الشعور بالاستقرار وتعيق حياتهم اليومية.
وتتمثل تلك التحديات في انتشار أكوام القمامة وعدم جمعها بشكل منتظم، ما يؤدي إلى تجمع الذباب وانبعاث الروائح الكريهة، وهو ما ينذر بوقوع مشاكل صحية تهدد السكان، خاصة الأطفال، الذين قد لا يدركون خطورة الاقتراب منها أو العبث بها، إلى جانب إمكانية انتشار مرض حبة الليشمانيا.
إلى جانب ما سبق، يعاني الأهالي من ركام الأبنية المهدمة، الذي يحتاج إلى ترحيل عاجل، حتى لا يعيق حركة تنقلهم في المنطقة، وللحفاظ على المظهر الحضاري للأحياء في المدينة. كما يواجه السكان انقطاع التيار الكهربائي، ما حوّل حياتهم إلى ظلام مستمر في ظل غياب القدرة على تأمين بدائل مناسبة.
كما يعاني المدنيون من صعوبات كبيرة في تأمين المياه، ما يضطرهم للإنفاق على الحصول عليها من مواردهم الخاصة، وتحمل تكاليف مالية تفوق قدراتهم المادية الضعيفة، والتي تدهورت بشكل ملحوظ خلال السنوات الماضية نتيجة الظروف المعيشية القاسية المفروضة على الأهالي.
وأكدت العائلات أنها باتت تشعر بالتهميش نتيجة عدم الاستجابة لطلباتهم المتكررة لتحسين واقع الحياة في الأحياء الشرقية. وأعربت عن شعورها بالاستياء والغضب الشديد، نتيجة استمرار التدهور الحاد في الخدمات العامة، وتكرار الوعود غير المنفذة من قبل الجهات الرسمية بشأن الكهرباء والمياه والنظافة العامة، وفتح الطرق، وترحيل الأنقاض والقمامة، التي باتت مشهداً متكرراً.
وشددوا على أن الأحياء الشرقية تشغل مساحة كبيرة من مدينة حلب، لا تقلّ عن 50٪ منها، ومع ذلك لم تحظَ بالاهتمام الكافي من المبادرات التطوعية والخدمية التي استهدفت المدينة، مع أنها بحاجة ماسة لدعم واهتمام.
يواصل سكان الأحياء الشرقية رفع شكاواهم ونداءاتهم عبر وسائل الإعلام إلى الجهات المعنية، مطالبين بتحرك عاجل لتحسين واقع الخدمات في المنطقة، على أمل أن تلقى مطالبهم استجابة فعلية وجادة.