"أنقرة" تستهدف عشرات المواقع لميليشيا "قسد" وضحايا مدنيون في تل رفعت شمالي حلب
سجل نشطاء في مناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية"، سقوط عدد من المدنيين، ضحايا جراء قصف مدفعي وجوي للقوات التركية استهدفت عشرات المواقع العسكرية والمناطق المدنية في مناطق سيطرة الميليشيا، بينهم خمسة مدنيين في مدينة تل رفعت شمالي حلب.
وقالت المصادر، إن قصف مدفعي استهدف عدة مدن وبلدات في منطقة الشهباء، بينها تل رفعت، خلفت سقوط خمسة مدنيين بينهم سيدة وطفلة، إضافة لعدد من الجرحى من عائلات تنحدر من ريف عفرين، في حين سجل قصف عشرات المواقع التابعة لقوات سوريا الديمقراطية في عدة قرى بنواحي شران وشيراوا.
وتعرضت قرى (تنب ومرعناز والمالكية في ناحية شران وعقيبة وبينه وكالوته وقنطرة وزرعنيت بناحية شيراوا في ريف عفرين، وعين دقنة وبيلونية ونيربية والشيخ عيسى وحربل وتل المضيق وتل جيجان ورار الشعالة ومدينة تل رفعت) لقصف مدفعي مكثف طال مواقع قوات سوريا الديمقراطية.
وفي منطقة عين العرب "كوباني" تعرض مركز المدينة لقصف عبر مسيرة تركية استهدفت بصاروخين، حاجزا لـقوات PYD على طريق حلب، ومركزاً لتلك القوات في مركز مدينة كوباني، مما أدى إلى وقوع جريحين في حصيلة أولية.
وتعرضت قرية قزعلي بريف كوباني لقصف مدفعي تركي، كما قصف الجيش التركي القصف على قرى منبج بالأسلحة الثقيلة، تركز على قرى الصيادة، عون الدادات، التوخار والدرج، وقرىً بريف مدينة تل أبيض شمال الرقة، ومنطقة كوجرات بريف مدينة ديريك، إضافة إلى ريف تل تمر.
واستهدفت غارات تركية، موقعين على الأقل في مدينة القامشلي بريف الحسكة، استهدفت الغارة الأولى موقعاً بالقرب من دوار عفرين، فيما استهدفت الغارة الثانية موقعاً بالقرب من مستوصف الخليج.
وقالت مصادر محلية من المنطقة، إن "الطيران التركي المسير قصف مراكز وحواجز قوى الأمن الداخلي (الآسايش) وقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، كما محطات الكهرباء والنفط في القامشلي وعامودا وكوباني وتل أبيض ما أدى إلى اندلاع النيران وإلحاق أضرار كبيرة فيها، كون "قسد" تستخدمها مراكز لقواتها.
وكانت أعلنت "وزارة الدفاع التركية" في بيان لها، أن قواتها دمرت 32 موقعا لإرهابيين في عملية جوية على شمالي العراق وسوريا، ما أسفر عن تحييد العديد منهم، وتحدثت عن شن عملية في 23 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري بما يتماشى مع حق الدفاع عن النفس، وفق المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة.
وأوضحت الوزارة أن هدف العملية القضاء على خطر الهجمات الإرهابية التي تستهدف الشعب والقوات التركية وضمان أمن الحدود، عبر تحييد إرهابيي تنظيم "بي كي كي/ كا جي كا" والعناصر الإرهابية الأخرى.
وأشارت إلى تدمير 32 موقعا تابعا للإرهابيين، وأن العمليات الجوية ما زالت مستمرة بكل حزم، وشددت الوزارة على أنه تم تحييد العديد من الإرهابيين باستخدام أكبر قدر ممكن من الذخيرة المحلية والوطنية في العمليات.
ولفتت إلى أن "القوات المسلحة التركية، ستواصل الكفاح ضد الإرهاب بكل عزيمة وإصرار حتى القضاء على آخر إرهابي، من أجل ضمان بقاء وأمن بلدنا وأمتنا"، وأشارت إلى اتخاذها جميع الاحتياطات اللازمة لمنع إلحاق الضرر بالمدنيين الأبرياء والعناصر الصديقة والأصول التاريخية والثقافية والبيئة خلال العمليات.
في السياق، أدانت "الإدارة الذاتية" التابعة لميليشيات قوات سوريا الديمقراطية"، في بيان لها، بشدة ما أسمتها الهجمات التي تشنها الدولة التركية على مناطق شمال وشرق سوريا، معتبرة أن هذه الهجمات، التي استهدفت المدنيين العزل، تمثل جريمة حرب جديدة ترتكبها الدولة التركية بحق الشعب السوري، وهي انتهاك صارخ لكل القوانين والمواثيق الدولية.
وقالت الإدارة في بيانها إن "استهداف الأطفال والنساء يعكس الوجه الحقيقي الوحشي للدولة التركية، الذي لطالما سعت لإخفائه، الهدف من هذه الاعتداءات هو كسر إرادة المقاومة لدى شعوب شمال وشرق سوريا، وزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وفق البيان.
ودعت الإدارة، المدنيين في مناطق سيطرتها "إلى التصدي لهذه الانتهاكات، ورفع صوته عاليًا ضد جرائم الحرب التي ترتكبها الدولة التركية" وفق تعبيرها، ودعت المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف واضح، كما دعت التحالف الدولي والقوات الروسية بتحمل مسؤولياتهم تجاه السيطرة على المجال الجوي، ووقف سياسة الازدواجية والصمت.
وفي السياق، اتهم "مظلوم عبدي" قائد "قوات سوريا الديمقراطية" أنقرة بارتكاب "جريمة حرب حقيقية"، وقال في تدوينة له على موقع "إكس" إن "تركيا تقصف مناطقنا بشكل عشوائي دون مبرر، مستهدفة المراكز الخدمية والصحية والمدنيين. إنها جريمة حرب حقيقية".
وأضاف: "أبدينا مرارا جاهزيتنا للحوار، إلا أننا نؤكد أن قواتنا مستعدة للدفاع عن شعبنا وأرضنا". حسبما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية.
ووفق نشطاء ومصادر محلية، فإن قصفاً مدفعياً وجوياً عنيفاً استهدف مواقع ميليشيات قوات سوريا الديمقراطية ومناطق سيطرتها شمال وشرق سوريا، طال العديد من المدن والبلدات والمواقع العسكرية، خلف ضحايا بينهم مدنيون في تل رفعت ومناطق بريف الحسكة.
وجاء الهجوم بعد ساعات من تفجير مسلحين أكراد مشتبه بهم عبوات ناسفة وفتح النار على شركة الطيران والدفاع (توساش) في أنقرة، وقال وزير الداخلية "علي يرلي قايا" إن المهاجمين، وهما رجل وامرأة، قُتلا أيضًا. وأصيب ما لا يقل عن 22 شخصا، من بينهم سبعة من أفراد الأمن، خلال الهجوم.
وأعرب ييرلي قايا عن اعتقاده أن حزب العمال الكردستاني، هو الذي يقف وراء الهجوم على شركة الدفاع. كما أشار وزير الدفاع التركي يشار غولر بأصابع الاتهام إلى حزب العمال الكردستاني، وقال: "إننا نعطي هؤلاء الأوغاد من حزب العمال الكردستاني العقوبة التي يستحقونها في كل مرة... لكنهم لم يعودوا إلى رشدهم أبدا. سنلاحقهم حتى القضاء على آخر إرهابي".