أكاديمية اتساق: منصة تعليمية إلكترونية تسعى لتطوير التعليم في سوريا
شهدت سوريا خلال السنوات الماضية تحولات كبيرة، ومعها برزت الحاجة إلى مشاريع تعليمية حديثة تتماشى مع متطلبات المرحلة الجديدة. في هذا السياق، انطلقت أكاديمية اتساق كأول منصة تعليمية إلكترونية في سوريا، حيث بدأ إطلاقها التجريبي في 8 أيار/مايو 2024، مقدمة نموذجًا تعليميًا مرنًا ومتميزًا.
فكرة الأكاديمية وأهدافها
أوضحت إدارة أكاديمية اتساق أن انطلاقتها جاءت بعد سنوات طويلة من العمل في ظل القمع والاستبداد، حيث باتت الفرصة سانحة للعمل في سوريا التي تتجه نحو العدالة والحرية. وتؤكد الأكاديمية أنها مستقلة بالكامل، ولا تنتمي لأي حزب أو جماعة، مستندةً في عملها إلى مبادئ الإسلام وفق كتاب الله وسنة نبيه محمد ﷺ. وتهدف إلى بناء المعرفة، وتعزيز الوعي، وتطوير الشخصية المتوازنة في مختلف النواحي المعرفية والانفعالية والاجتماعية.
مرونة في نظام التعليم
تتميز الأكاديمية بنظام تعليمي مرن، حيث لا تفرض جداول زمنية صارمة على الطلاب، بل تتيح لهم متابعة الدورات وفق البرنامج الزمني الذي يناسبهم، مما يمنحهم الفرصة لتحقيق الاستفادة القصوى دون قيود زمنية تقليدية.
تصميم البرامج التعليمية
تعتمد الأكاديمية على منهجية دقيقة في تصميم برامجها التعليمية، حيث يتم اختيار المساقات بعناية وفق خطة علمية، ثم التواصل مع نخبة من العلماء للاستفادة من المحتوى المرئي المتاح على منصات مثل يوتيوب. يتم بعد ذلك إعادة تقسيم الدورات، وإضافة مقدّمات توضيحية، وتحديد الأهداف التعليمية، مع توفير أسئلة تقويمية، وأنشطة إثرائية، واختبارات نهائية لرفع كفاءة المتعلمين.
الشهادات والتقييم
تمنح الأكاديمية شهادات خاصة للطلاب بعد اجتياز المساقات التعليمية، لكنها غير معتمدة رسميًا حتى الآن. ومع ذلك، تعتبر هذه الشهادات إثباتًا لاكتساب المعرفة والمهارات العملية، في حين تسعى الأكاديمية مستقبلًا للحصول على اعتراف رسمي بشهاداتها.
وأكدت إدارة أكاديمية اتساق أن الالتحاق ببرامجها التعليمية متاح مجانًا، حيث يمكن للمتعلمين الوصول إلى العديد من الدروس في مجالات متنوعة مثل اللغة، والدين، والتربية، وتطوير الذات، ومشاهدتها دون أي رسوم، مما يسهم في إتاحة المعرفة لأكبر شريحة ممكنة من الطلاب.
تحديات التأسيس
لم يكن إطلاق الأكاديمية خاليًا من التحديات، حيث أبرزت الإدارة أن ضمان جودة المحتوى التعليمي كان أحد أكبر التحديات، خصوصًا في ظل الانتشار الواسع للمنصات التعليمية والمحتويات غير الموثوقة. كما واجهت الأكاديمية صعوبة في بناء الثقة مع المتعلمين، في ظل تعدد الاتجاهات الفكرية والتوجهات التعليمية المتاحة عبر الإنترنت.
خطط التطوير المستقبلية
تعمل الأكاديمية حاليًا على توسيع نطاق المساقات التعليمية، وبناء شراكات مع مؤسسات تعليمية أخرى لتعزيز محتواها. كما تطمح إلى تطوير نموذج تعليمي أكثر تنوعًا، يساهم في تحقيق رؤيتها في بناء بيئة تعليمية مستدامة ومؤثرة.
تسعى أكاديمية اتساق إلى أن تصبح بيئة تعليمية مؤثرة، تسهم في بناء الجيل الجديد من طلاب المعرفة بمنهجية علمية متكاملة. كما تأمل أن تحقق مكانة تُمكّنها من منح شهادات معترف بها مستقبلاً، تفتح آفاق العمل للخريجين في المؤسسات التعليمية المختلفة.
في ظل التحولات التي تعيشها سوريا، تبرز أكاديمية اتساق كإحدى المبادرات التي تسعى إلى إعادة بناء التعليم بطرق حديثة، تجمع بين الجودة والمرونة، وتوفر فرصًا واسعة للمتعلمين. وبينما تواصل الأكاديمية تطوير برامجها، تبقى آمالها معقودة على أن تصبح نموذجًا تعليميًا يليق بسوريا الجديدة، ويساهم في إعادة نهضة المعرفة في البلاد.