صورة
صورة
● أخبار سورية ٢٥ مارس ٢٠٢٥

"أغنيس مريم الصليب" وتناقضات السياسة الدينية: : "راهبة الأسد" التي أنكرت جرائم السفاح 

سلط تقرير لقناة "الجزيرة" الضوء على شخصية أثارت جدلاً واسعًا في سوريا خلال الأيام الماضية، وهي الراهبة اللبنانية أغنيس مريم الصليب، والمعروفة أيضًا بفادية اللحام وأغنيس مريم دي لاكروا. ترأس الراهبة دير القديس يعقوب الفارسي في بلدة قارة بدمشق، الذي يتبع لأبرشية حمص في سوريا. 


وقد تجمع شخصيتها بين العمل الرهباني والنشاط الاجتماعي والسياسي، حيث كانت تُعرف بقربها من النظام السوري المخلوع، وترويجها لروايته ضد الثورة السورية، مما جعلها محط انتقادات واسعة من معارضي نظام الرئيس بشار الأسد، حتى لقبت بـ "راهبة الأسد".

المولد والنشأة
وُلدت فادية اللحام في بيروت عام 1952 لأب فلسطيني نازح من الناصرة عام 1948 وأم لبنانية. نشأت في أسرة ميسورة الحال، وتعلمت في مدارس الراهبات الفرنسيات. منذ سن الخامسة عشرة، وبعد وفاة والدها، بدأت اللحام تواجه أسئلة وجودية عميقة حول حياتها، وشعرت بخيبة أمل تجاه الوضع الاجتماعي في بلادها. وفي سعيها عن "الحقيقة والرب"، انضمت إلى حركة "الهيبيز" في أواخر الستينيات، التي رفضت العادات والتقاليد السائدة في المجتمع، ودعت إلى "الحرية والسلام".

التكوين الديني والتحول الروحي
بعد عام من انضمامها لحركة الهيبيز، سافرت اللحام إلى أوروبا والهند وباكستان وإيران، حيث حملت معها إنجيلها. هذه الرحلات أعادتها في النهاية إلى الحياة الدينية، حيث التحقت بدير الكرمل في بيروت عام 1971. ومنذ ذلك الوقت، بدأت في العمل على إحياء التراث الروحي للكنيسة الأنطاكية وتعزيز الوجود المسيحي في بلاد الشام والعراق، وهو ما حصل على دعم وموافقة من رئيسة ديرها والمجتمع الرهباني.

التجربة الدينية والإنسانية في سوريا
في عام 1994، اكتشفت اللحام ديرًا قديمًا في الصحراء السورية يعود تاريخه إلى القرن الخامس أو السادس، ورأت في ذلك "إشارة إلهية" لبدء مشروعها. تم ترميم الدير وبدأت أعماله تحت إشرافها، حيث أسست جماعة رهبانية تضم راهبات ورهبانًا من 10 جنسيات. كرّست الجماعة جهودها للصلاة والعمل على وحدة المسيحيين وحماية التراث المسيحي في المنطقة.

مواقفها السياسية الجدل
منذ بداية الحرب في سوريا، كانت أغنيس من أبرز الشخصيات التي عبرت عن دعمها لنظام الأسد. وعلى الرغم من تقديم جماعتها مساعدات إنسانية للمتضررين من الحرب السورية، إلا أن مواقفها السياسية ظلت مثار جدل. من أبرز هذه المواقف دفاعها عن النظام السوري في قضايا متعددة، بما في ذلك المجازر التي ارتكبها في حق شعبه باستخدام الأسلحة الكيميائية.

مواقفها من مجزرة الكيماوي في الغوطة
أغنيس كانت من الشخصيات التي شككت في مقاطع الفيديو التي تداولها ناشطون عن مجزرة الكيماوي في الغوطة الشرقية عام 2013. وادعت أن الفيديوهات التي تم استخدامها لدعم اتهام النظام كانت "مفبركة". وقالت إنها قدمت نتائج بحثها عن تلك الفيديوهات في تقرير مكون من 50 صفحة، وأشارت إلى أنها كانت تحتوي على "تناقضات"، مما أثار مزيدًا من الشكوك حول موقفها من النظام السوري.

علاقتها مع الأسد والاتهامات بالتحريض
برزت أغنيس في الإعلام كمدافعة شرسة عن النظام السوري، وهو ما أدى إلى إطلاق لقب "راهبة الأسد" عليها من قبل منتقديها. كما طالتها الاتهامات بالتورط في مقتل الصحفي الفرنسي جيل جاكيه عام 2012، حيث ساعدته في الحصول على تأشيرة دخول إلى سوريا، ما جعله يتعرض لمخاطر كبيرة خلال تغطيته للحرب. اتهمت زوجة الصحفي الراحلة أغنيس بالتواطؤ مع مسؤولين في النظام السوري في تدبير عملية اغتياله.

موقفها من الحكومة الجديدة في سوريا
بعد سقوط نظام الأسد في ديسمبر/كانون الأول 2024، أعلنت أغنيس أن سوريا قد تتجه نحو حكم ديني. وانتقدت ما وصفته "بالمجازر" التي ارتكبت في الساحل السوري، متهمة فصائل مسلحة غير سورية بارتكابها. 


وأثارت الجدل أيضًا بتصريحاتها حول التدخلات الدولية، داعية روسيا وإسرائيل إلى التدخل إذا أرادوا تقسيم سوريا. وبسبب مواقفها المثيرة للجدل، دعا المحامي السوري ميشال شماس إلى رفع دعوى ضدها لمحاسبتها على تحريضها على تقسيم سوريا ودعوتها إسرائيل للتدخل.

تظل أغنيس مريم الصليب واحدة من الشخصيات المثيرة للجدل في سوريا، حيث تباينت مواقفها بين الروحانيات والنشاط السياسي. وبينما تقدم نفسها كمنقذة للتراث المسيحي، فإن مواقفها السياسية تثير العديد من الأسئلة حول مدى ارتباطها بنظام الأسد ودورها في الأحداث التي شهدتها سوريا.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ