أطباء ولواء متقاعد وتاجر بارز.. النظام يعتقل شخصيات باللاذقية
تداولت مصادر إعلاميّة سورية معلومات عن اعتقال قوات النظام عدة شخصيات في محافظة اللاذقية، وسط تضارب الروايات حول أسباب هذه الاعتقالات التي طاولت الدكتور زهير خير بيك، والدكتور أحمد الصوفي، والتاجر إياد خير بيك، واللواء المتقاعد أحمد ديب، وسط تضارب الروايات حول الأسباب.
وعادة ما يشن نظام الأسد مثل هذه الاعتقالات ضد شخصيات معروفة بسبب وجود انتقادات صادرة منهم على مواقع التواصل الاجتماعي، أو بحال تصفية حسابات وخلافات داخلية وغيرها من الدوافع، إلا أن في هذه الحالات الأخيرة لم يتم رصد أي انتقادات صادرة عنهم.
وقال الكاتب السوري "ماهر شرف الدين"، إنه حصل على معلومات بثها على قناته في يوتيوب بتاريخ 12 أيلول تحت عنوان "الأسد يعتقل أحد رموز العلويين"، تشير إلى اعتقال الدكتور "زهير خير بيك"، رفقة "إياد خير بيك"، أحد التجار البارزين بالساحل السوري.
وحسب المعلومات المتداولة عن "زهير خير بيك"، فإنه طبيب أخصائي بالتوليد والأمراض النسائية وشغل سابقا منصب نقيب أطباء اللاذقية، ولا يتضح وجود أي موقف مناهض للنظام السوري عكس المتداول دون التأكد من صحة الأنباء حول خلافات بينه وبين "كمال الأسد".
وتبيّن أن له منشور على صفحته عام 2018 على فيسبوك رصدته "شام" أعلن فيه دعم ميليشيات الأسد
من خلال إعلان استقباله ذوي قتلى وجرحى النظام في عيادته بشكل مجاني، واعتبر ذلك "إيماناً منه بضرورة مساهمة كل مواطن بدعم الجيش بكل الإمكانيات"، وأضاف "أمام تضحياتكم ترخص التضحيات" -حسب نص المنشور-.
وحسب صحيفة "العربي الجديد" فإن النظام نفذ حملة اعتقالات في الأسبوعين الأخيرين، طاولت عددًا من "الشخصيات المعارضة" باللاذقية، بتهمة "التواصل مع جهات خارجية"، ونقلت عن "مصدر خاص" (لم تسمه) في جبلة حديثه عن تأسيس حركة وطنية معارضة من أبناء المحافظة، أغلبهم من "القرداحة".
ولفتت إلى أن مصادر من الساحل السوري نقلت أنباء عن اعتقال الدكتور "أحمد مظهر الصوفي"، 80 عاماً، في أحد شوارع مدينة اللاذقية للتهمة ذاتها، واعتقال الصوفي واللواء المتقاعد "أحمد ديب"، ورغم رواية أنشطة معارضة للنظام رجحت مصادر إعلاميّة أنه
قد يكون لأسباب وخلافات مالية حول ضرائب أو قضايا فساد.
وكانت حصلت شبكة "شام" الإخبارية، على معلومات تؤكد إفراج نظام الأسد عن محافظ اللاذقية السابق اللواء "إبراهيم خضر السالم" أحد أذرع المستشارة الرئاسية "بثينة شعبان" و-زوج شقيقتها-، بعد دفع كفالة مالية تقدر بـ 190 ألف دولار أمريكي، بعد أشهر على توقيفه في "السجن المركزي باللاذقية" (البصة).
وبحسب المعلومات التي حصلت عليها "شام" فإن هناك توجه إعلامي تدعمه مخابرات الأسد يدعو المواطنين ورواد مواقع التواصل الاجتماعي في مناطق سيطرة النظام، إلى حذف المنشورات القديمة التي هاجمت محافظ اللاذقية السابق خلال فترة اعتقاله.
وأكدت المصادر أن محافظ اللاذقية السابق أصبح خارج السجن بعد أن دفع كفالة مالية ضخمة، ومن بين مروجي هذه دعوات التي خرجت إلى العلن وتشدد على حذف المنشورات القديمة التي هاجمت محافظ اللاذقية السابق الصحفي الموالي للنظام "جعفر مهنا".
وحسب وثيقة منسوبة لـ"قسم الخزينة"، لدى "مديرية مالية اللاذقية" التابعة للنظام، فإن مصرف النظام المركزي استلم مبلغ قدره (190,000 دولار أمريكي) من "إبراهيم خضر السالم" عبر وكيله "إياد نصور"، بتاريخ 6 حزيران 2024 الحالي.
وتشير الوثيقة التي حصلت "شام" على نسخة منها إلى أن المبلغ المدفوع جاء لقاء "ملف تحقيقي"، ومن المرجح تناقل صفحات موالية الخبر بعد أن اعتبرت أن توقيف المحافظ جاء بـ"قرار أسطوري وغير مسبوق" لرأس النظام بدعوى مكافحة الفساد، إلا أن الإفراج عنه يؤكد شراكة النظام الذي يشكل شبكات الفساد ويديرها.
وفي تشرين الثاني من العام 2023 اعتقلت مخابرات الأسد محافظ اللاذقية "السالم"، وسط تباين الأسباب حول الاعتقال، التي يروج النظام بأنها جاءت في سياق حملة ضد الفساد، وتشير معلومات إلى منع سفر وحجز أموال عدد من المسؤولين السابقين بينهم وزير التعليم السابق "دارم طباع".
هذا وتجددت حالات الكشف عن قضايا فساد في الدوائر الحكومية الخاضعة لنظام الأسد، حيث تتصاعد المعلومات التي تتناقلها وسائل إعلام تابعة للنظام عن وجود انتهاكات للقوانين والأنظمة وتلاعب بالعقود وتغاضي عن مخالفات البناء واستغلال الممتلكات العامة وتزوير وفساد في الأعمال الإدارية.
وتصاعدت في الآونة الأخيرة، حالات الكشف عن قضايا فساد ضمن المؤسسات والدوائر الرسمية الخاضعة لنظام الأسد، وحسب بعض القضايا المثارة مؤخرا جرى الحجز ومصادرة أموال، وسط تقديرات بأن هذه الحالات أدت إلى فقدان مبالغ مالية على الخزينة بعشرات ملايين الدولارات.