![أحمد عبد الإله أبازيد.. صاحب “أجاك الدور يا دكتور” وأحد أبرز شهداء محافظة درعا](/imgs/posts/2025/2/1739220627155.webp)
أحمد عبد الإله أبازيد.. صاحب “أجاك الدور يا دكتور” وأحد أبرز شهداء محافظة درعا
في مثل هذا اليوم، 10 شباط/فبراير 2013، فقدت الثورة السورية أحد أبرز ناشطيها ومقاتليها، أحمد عبد الإله أبازيد، المعروف بـ”أبو أنس”، الذي كان من أوائل من حملوا راية الحراك الثوري في درعا البلد، مهد الثورة السورية.
بداية الشرارة.. “أجاك الدور يا دكتور”
لم يكن أبو أنس مجرد ناشط ثوري، بل كان أحد الشخصيات التي صنعت لحظة مفصلية في تاريخ سوريا الحديث. وفق شهادات عديدة، كان هو من كتب العبارة الشهيرة “أجاك الدور يا دكتور” على جدار مدرسة ثانوية البنين في درعا البلد ليلة 17 شباط/فبراير 2011، والتي أدت إلى اعتقال أطفال درعا، ما أشعل شرارة الاحتجاجات التي سرعان ما تحولت إلى ثورة شعبية ضد نظام الأسد.
يذكر أحد الأطفال الذين اعتقلهم نظام الاسد، أنهم كانوا قد كتبوا أسمائهم على جدران المدرسة في وقت سابق، ولكن لاحقا قام أحد الأشخاص بكتابة العبارة الشهيرة "اجاك الدور يا دكتور" على ذات الجدار، ليقوم النظام باعتقالهم وتعذيبهم ظنًا منه أنهم من كتب تلك الكلمات.
طالب أهالي درعا البلد بأطفالهم من نظام الأسد وخاصة محافظ محافظة درعا "فيصل كلثوم" ورئيس فرع الأمن السياسي "عاطف نجيب"، مرارا وتكرار ورفضوا ذلك، وتم نقلهم من سجن درعا إلى سجن السويداء حيث تعرضوا للتعذيب والضرب، وهذا السبب أدى لغضب الأهالي وتخطيطهم للخروج بمظاهرة ضد المحافظ.
في يوم 18 آذار/مارس 2011، كان أبو أنس بين المجموعة الأولى التي خرجت من جامع الحمزة والعباس باتجاه الجامع العمري، في أول مظاهرة للثورة السورية، التي شكلت نقطة الانطلاق لمسار التغيير في سوريا.
من المظاهرات إلى السلاح.. دفاعًا عن الثورة
مع استمرار قمع النظام ودمويته، لم يتردد أبو أنس في الدفاع عن مدينته، فشارك في التصدي لمحاولة قوات الأسد اقتحام درعا بتاريخ 25 نيسان/أبريل 2011، وكان من أوائل من حملوا السلاح في وجه النظام. سرعان ما انضم إلى صفوف الجيش السوري الحر، ليصبح جزءًا من المجموعات الأولى التي تشكلت لمقاومة النظام، والتي انضوى كثير منها لاحقًا تحت لواء “توحيد الجنوب”.
بصفته المتحدث باسم اللواء وقائدًا ميدانيًا فيه، شارك أبو أنس في حماية المظاهرات واستهداف الحواجز العسكرية التابعة للنظام، ثم في معارك التحرير التي خاضها الثوار ضد قوات الأسد في الجنوب السوري.
الشهادة في معركة تحرير درعا
في بدايات معركة الرماح العوالي لتحرير مدينة درعا، أصيب أبو أنس بجروح بليغة، ليُنقل إلى مدينة المفرق الأردنية حيث فارق الحياة يوم 10 شباط/فبراير 2013. استشهاده جاء بعد يوم واحد فقط من استشهاد رفيقه، قائد لواء توحيد الجنوب، أبو سارية المصري، في ذات المعركة.
دُفن أبو أنس في الأردن، لكن اسمه ظل محفورًا في ذاكرة الثورة السورية كأحد أبنائها الأوفياء، الذين سطروا بدمائهم ملامح النضال من أجل الحرية.
رحل أحمد عبد الإله أبازيد، لكنه بقي حاضرًا في ذاكرة الثورة، من الكتابة على الجدران إلى قيادة معارك التحرير، من الدفاع عن المظاهرات إلى قيادة المعارك، كان أبو أنس تجسيدًا لنضال السوريين في وجه الاستبداد، وواحدًا من أوائل الذين رسموا طريق الحرية بدمائهم.