أحدهم طفل ... شبكة حقوقية تكشف هوية المستهدفين بضربة التحالف في سرمدا بإدلب
كشفت مصادر حقوقية وأخرى محلية، هوية الضحايا جراء ضربة جوية نفذها طيران يعتقد أنه تابع لقوات التحالف الدولي يوم الأربعاء 15 كانون الثاني، طالت دراجة نارية على طريق عام قرب مدينة سرمدا بريف إدلب الشمالي، مؤكدين أن أحد الضحايا طفل، وآخر منتمي سابق لتنظيم "حراس الدين" وهو المستهدف على الأغلب.
وقالت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" إن الطفل حمود نايف العليوي، من أبناء قرية العنكاوي في ريف محافظة حماة الغربي، من مواليد عام 2009، قُتل في 15-1-2025، إثر قصف طيران مسير نعتقد أنه تابع لقوات التحالف الدولي ثلاثة صواريخ استهدفت دراجة نارية على طريق القلعة – سرمدا غرب مدينة سرمدا في ريف محافظة إدلب الشمالي، أثناء مروره قربها
ولفتت الشبكة السورية، إلى مقتل عنصر من تنظيم حراس الدين في الحادثة نفسها، مؤكدة ارتكاب قوات التحالف الدولي انتهاكاً للقانون الدولي الإنساني بقتل المدني عبر هذا القصف العشوائي أو المتعمد، ولم تُميّز بين المدنيين والمقاتلين، ويُشكل هذا جريمة حرب.
ولفتت الشبكة إلى تسجيل آلاف حالات القتل التي ارتكبتها قوات التحالف الدولي منذ بداية تدخلها في سوريا في 23 أيلول 2014، وتجاوزت حصيلة الضحايا المدنيين الذين قتلتهم قوات التحالف الدولي 3000 مواطن سوري مدني، مؤكدة أنه على المجتمع الدولي التدخل لحماية المدنيين في سوريا من عمليات القتل المستمرة.
ووفق مصادر محلية، فإن الطفل "حمود نايف العليوي" طالب في الصف الثالث الثانوي، كان في طريق عودته للمنزل من مكان دراسته في ثانوية سرمدا، لحظة قصف طيران التحالف الدولي الذي استهدف دراجة نارية تقل رجل، أدت لمقتل الرجل والطفل المتواجد في المكان.
وأوضحت ذات المصادر، أن المستهدف بالقصف هو "محمد الذيبان"، معروف بـ "أبو اليمان الشيخ إدريس"، ينحدر من ريف إدلب الشرقي، وهو من المنتمين لصفوف تنظيم حراس الدين سابقاً.
وسبق ذلك في أيلول 2024، قُتل 9 أشخاص، مقاتلين في صفوف تنظيم "أنصار الإسلام"، جلهم شخصيات غير سورية، جراء قصف طيران تابع لقوات التحالف الدولي، استهدف مقراً للتنظيم في قرية دوير الأكراد بريف حماة الغربي، كان من بينهم "أبو عبد الرحمن أسيد الأردني"، أردني الجنسية، وهو القائد العسكري للتنظيم.
وفي شهر آب 2024 قُتل رجل، يحمل جنسية غير سورية، بقصف طيران مسير تابع لقوات التحالف الدولي استهدف دراجة نارية كان يستقلها، على الطريق الواصل بين بلدتي احسم - البارة في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، تبين لاحقاً أن الشخص المستهدف يدعى "أبو عبد الرحمن المكي" وهو سعودي الجنسية، قيادي سابق في فصيل "حراس الدين" المتشدد، وأدى القصف لتدمير الدراجة ومقتله على الفور.
وليست المرة الأولى التي تتسب فيها الضربات الجوية للتحالف الدولي بقتل المدنيين، وكانت استهدفت طائرة مسيرة تابعة لـ "التحالف الدولي"، يوم الأربعاء 3/ أيار 2023، شخصاً في محيط بلدة قورقانيا بريف إدلب الشمالي، ما أدى إلى مقتله، وزعمت القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم)، استهداف قيادي قالت إنه بارز في تنظيم "القاعدة"، في وقت أكدت مؤسسة "الدفاع المدني السوري" ومصادر أهلية ومحلية أن الضحية رجل مدني يدعى "لطفي حسن مسطو" بعمر 60 عاماً.
وتزعم استهداف قيادات من داعش، ففي ٤ ديسمبر ٢٠٢١ قال متحدث باسم القيادة المركزية الأميركية، إن الجيش الأميركي، شن غارة بطائرة مسيرة عن بعد في سوريا استهدفت "زعيما ومخططا بارزا في القاعدة"، يوم الجمعة 3 كانون الأول 2021، وفق ما نقلت شبكة "فوكس نيوز"، إلا أن معلومات "شام"، أفادت حينها باستهداف شاب مدني عمل سابقاً عنصراً في تنظيم "حراس الدين"، وهو من أبناء ريف إدلب الجنوبي.
وقالت معلومات "شبكة شام"، إن الشخصية المستهدفة هي الشاب "مصعب خالد كنعان"، من بلدة احسم بريف إدلب الجنوبي، وهو عنصر سابق في تنظيم "حراس الدين" قبل تفكيك الفصيل قبل أشهر، ولاينتمي حالياً لأي فصيل، تسبب الاستهداف بمقتله وتحول جسده لأشلاء.
هذا ويكرر التحالف الدولي ضرباته بين الحين والآخر، وتسببت معظم الضربات بإصابة أو سقوط ضحايا مدنيين، وكان استهدف طيران مسير تابع للتحالف الدولي، خلال السنوات الماضية العديد من المواقع والشخصيات في مناطق شمال غربي سوريا.
والجدير بالذكر أن العديد من الطائرات المسيرة التابعة لـ "التحالف الدولي"، الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، تحلّق باستمرار في سماء مناطق إدلب لساعات طويلة، وينذر ذلك بمواصلة شن مثل هذه الاستهدافات التي يشنها طيران التحالف الدولي وقلما يعلن عن نتائج وهوية الشخصيات المستهدفة.