رياض عباس
رياض عباس
● أخبار سورية ١٧ يونيو ٢٠٢٤

وسط توترات في العلاقات.. النظام يعين قائما جديدًا بأعمال سفارته بالأردن

أعلن النظام السوري تعيين رياض عباس قائماً بالأعمال في سفارته لدى الأردن، ليحل محل عصام نيال. وذكرت وسائل إعلام مقربة من النظام، ومنها جريدة "الوطن"، أن عباس قد تم تعيينه في هذا المنصب دون إعلان رسمي حتى الآن.


من هو رياض عباس؟

شغل رياض عباس سابقاً منصب سفير النظام السوري في الهند، قبل تعيينه مديراً لإدارة الوطن العربي في وزارة الخارجية. كما تولى مناصب متعددة، منها مدير إدارة الأمن في وزارة الخارجية، والقائم بالأعمال في سفارة نيودلهي بين 2003 و2004، ونائب رئيس بعثة السفارة السورية في كوريا الشمالية بين 1995 و2000، ونائب مدير إدارة الوطن العربي، ونائب مدير إدارة الرقابة الداخلية.

رياض عباس حاصل على دكتوراه في العلوم السياسية من "جامعة هامدرد" في الهند عام 2008، وماجستير في الدبلوماسية بالإسلام من الجامعة نفسها، وإجازة في العلوم السياسية من "جامعة دمشق" عام 1985.


توترات في العلاقات الأردنية مع النظام السوري

شهدت العلاقات بين الاردن والنظام السوري توترات وبروداً في الأشهر الأخيرة نتيجة عدم وفاء النظام السوري بتعهداته لضبط الحدود والحد من تهريب المخدرات باتجاه الأردن وبلدان الخليج العربي. وتتهم السلطات الأردنية جهات رسمية عسكرية وأمنية في النظام السوري بالتورط في هذه التجارة، بالتعاون مع ميليشيات تدعمها إيران، أبرزها حزب الله اللبناني.

وهذا التوتر في العلاقات بين النظام والدول العربية واضح من خلال إعلان النظام السوري نفسه أن بشار الأسد تبادل التهنئة بعيد الأضحى فقط مع الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد والملك حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة ملك مملكة البحرين، في حين تلقى وتبادل برقيات مع عدد من رؤساء الدول العربية والإسلامية.

ومنذ اندلاع الثورة السورية في عام 2011، وقمع النظام السوري الوحشي لها بكل أنواع الأسلحة، شهدت العلاقات بين الأردن والنظام السوري تذبذباً ملحوظاً. في البداية، أيد الأردن المعارضة السورية ودعم الجهود الدولية للإطاحة بالنظام السوري. ومع مرور السنوات، تغيرت السياسة الأردنية بإتجاه التقارب أكثر مع النظام السوري، خاصة مع ازدياد تدفق اللاجئين وعدم وجود أي استراتيجية إقليمية او دولية للحل في سوريا، ما أدى لتزايد المخاوف الأردنية وسعت للتقارب مع الأسد في محاولة منها لإيجاد أرضية للحل لإعادة اللاجئين والتوصل لحل سياسي.

في عام 2018، أعادت الأردن فتح معبر نصيب الحدودي مع سوريا، مما اعتبر خطوة نحو تحسين العلاقات الاقتصادية والسياسية. ومع ذلك، استمرت التوترات، لا سيما مع تصاعد مشكلة تهريب المخدرات والاتهامات الأردنية المتكررة للنظام السوري بالتورط فيها. يظل التعاون الأمني وضبط الحدود محوراً رئيسياً في العلاقة بين البلدين، وسط محاولات مستمرة لتحقيق استقرار وأمن المنطقة.


محاولات الأردن للحل في سوريا


خلال السنوات الماضية، تسارعت وتيرة التطبيع العربي مع النظام السوري، حيث أجرى النظام السورية اجتماعات وزيارات متبادلة مع أطراف عربية بهدف بحث جهود حل الأزمة السورية.

مبادرة السلام الأردنية


طرح الأردن مبادرة سلام تقوم على دور عربي مباشر ينخرط مع النظام السوري في حوار سياسي يستهدف حل الأزمة ومعالجة تداعياتها الإنسانية والأمنية والسياسية، وفق مبدأ "خطوة مقابل خطوة". ونشرت مجلة "المجلة" وثائق سرية مسربة لمسودة المبادرة الأردنية ومقاربة "خطوة مقابل خطوة"، تتضمن المواضيع الأساسية والخطوات التي يجب على النظام السوري تنفيذها، والعروض التي سيحصل عليها مقابل تنفيذ هذه الخطوات.


محتوى المبادرة


تتضمن المبادرة عدة بنود تتعلق بتوفير المساعدات الإنسانية، وخلق بيئة مناسبة لعودة النازحين واللاجئين، وتحقيق تقدم في تنفيذ قرار مجلس الأمن 2254، ومكافحة الإرهاب، والحد من نفوذ الميليشيات الإيرانية في سوريا. وتشير الوثائق إلى أن الأردن أعد الورقة في عام 2021 بعد خيبات من خطوات التطبيع السابقة إزاء ملفي المخدرات والنفوذ الإيراني، وتضمنت تصوراً للحل في سوريا.


الخطوات والمكاسب


وفق المبادرة، يجب على النظام السوري الموافقة على الحفاظ على المساعدات الإنسانية عبر الحدود، وتسهيل قوافل الأمم المتحدة داخل سوريا، ومنح المفوضية الأممية حق الوصول الكامل في المناطق المعنية لعودة النازحين واللاجئين، والمشاركة الإيجابية في اللجنة الدستورية، والإفراج عن المعتقلين والسجناء السياسيين. مقابل ذلك، ستقدم المبادرة رفعاً تدريجياً للعقوبات على النظام، وإعادة فتح البعثات الدبلوماسية، وتقديم مساعدات إنسانية وصحية، ودعم مشاريع الاستقرار والإنعاش المبكر.

وتجدر الإشارة أن توتر العلاقات العربية مع نظام الأسد عائد لعدم وفائه بأي من تعهداته السابقة، على الرغم من إعادته للجامعة العربية وعودة العلاقات وفتح السفارات، خاصة مع ملاحظة إزدياد محاولات تهريب المخدرات وانتشار المليشيات الايرانية على كامل الحدود مع الأردن.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ