وسط تجدد الاشتباكات بديرالزور .. "الهفل" يدعو لمواصلة الانتفاضة العشائرية ضد "قسد"
دارت اشتباكات عنيفة بين مقاتلين من قوات العشائر العربية من جهة و"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) من جهة أخرى نتيجة هجوم طال مواقع لـ"قسد" شرقي دير الزور، وسبق ذلك نشر رسالة صوتية منسوبة للشيخ "إبراهيم الهفل" خاطب خلالها مقاتلي العشائر داعياً إلى مواصلة الانتفاضة العشائرية ضد "قسد".
وقال "الهفل"، "إلى أبناء وادي الفرات العظيم، إن العزيمة هي الإرادة والإصرار التي تتحدى جميع العقبات وتذليلها من أجل تحقيق الهدف"، وأضاف، "أننا نسير على الطريق الصحيح، مع وقفة رجل واحد ويد من حديد ضد الظلم"، وبشّر أبناء المنطقة بأن المسار السياسي يتجه نحو الطريق الصحيح.
وأكد أنّ هذا المسار يهدف إلى إدارة المنطقة من قبل العشائر العربية، على المستوى العسكري والمدني، وتحسين الواقع المعيشي، ولفت إلى أن الحراك العشائري لن يتراجع حتى تطهير المنطقة من عصابات قسد، داعيا إلى مواصلة الانتفاضة حتى تحقيق أهدافها بالكامل.
وسبق ذلك دعوة متزعم "قسد"، مظلوم عبدي، خلال لقاء مع صحيفة "إلمونيتور"، إلى حوار مباشر مع شيخ قبيلة العكيدات إبراهيم الهفل الذي ردّ بعد ساعات قليلة، داعياً مقاتلي العشائر إلى التصعيد العسكري ضد "قسد"، والأهالي إلى التظاهر السلمي.
كما نشر القائد العسكري الميداني لقبيلة العقيدات "محمد البخيت"، الملقب بـ"أبو غامد"، تسجيلاً صوتياً دعا فيه جميع مقاتلي قوات العشائر في شرق سوريا إلى قتال "قسد"، وقال: "نحثكم ونهيب بكم بالاستمرار بالقتال حتى تتحقق مطالبنا وإدارة أرضنا بأنفسنا وإخراج مليشيا قسد المحتلة منها"، كما حث على فتح المعارك ضد "قسد" في الشمال السوري.
ميدانياً، قال ناشطون في شبكة "فرات بوست"، إن مسلحين مجهولين على متن دراجات نارية هاجموا نقاط عسكرية لقوات "قسد"، بالأسلحة الخفيفة بالقرب من آبار الصيجان و الحريجي شمالي شرقي دير الزور.
وأكدت الشبكة ذاتها، أن مقاتلي العشائر العربية نفذوا هجوما على عدد من نقاط "قسد" في بلدة ذيبان شرقي دير الزور، ما أسفر عن اندلاع مواجهات عنيفة بين الطرفين، فيما طال استهداف مجهول سيارة دفع رباعي قرب حاجز لقوات "قسد" في بلدة جديد عگيدات بريف ديرالزور.
وأكدت شبكة "نهر ميديا"، المعنية بأخبار المنطقة الشرقية انسحاب أرتال عسكرية لقسد من مناطق ريف ديرالزور الشرقي الممتد من الجرذي حتى الحدود العراقية، لأسباب مجهولة، ولفتت إلى اعتقال القوات المنسحبة تمركزت في بادية مدينة هجين وفي قاعدة التحالف الدولي بحقل العمر النفطي.
وفي سياق موازٍ سحبت "قسد" عدد من حواجزها التي نصبتها خلال الأيام الماضية في البصيرة والصبحة زابريهة و جديد بكارة شرقي ديرالزور، إلى الثكنات الرئيسية بمحطة مياه الصبحة وعلى جبل البصيرة، وأبقت على الحواجز الرئيسية القديمة.
في حين شهدت المنطقة الشرقية تحليق لطيران التحالف الدولي المسير في سماء ريف ديرالزور الشمالي، وأفاد ناشطون في شبكة "فرات ميديا"، بأن دورية تابعة للتحالف الدولي جابت مناطق الريف الشرقي وشوهدت عند مدخل مدينة الشحيل شرقي المحافظة.
في حين واصلت "قسد"، العمليات الأمنية والعسكرية الانتقامية، حيث أحرقت منزل "شاهر الشاهر" بمدينة البصيرة شرق ديرالزور بعد أن حولته لمقر عسـكري لعدة أيام، كما شنت حملة تفتيش واسعة في بلدة جديدة بگارة بريف ديرالزور.
يُضاف إلى ذلك، داهمت "قسد" عدة منازل في مناطق بريف دير الزور، نتج عنها اعتقالات بالجملة وسط تسجيل انتهاكات تتعلق بإحراق المنازل وتعفيشها وسرقة الممتلكات العامة والخاصة، ومن بين القرى والبلدات التي طالتها حملات الدهم "أبو حمام والباغوز ومحيميدة والحصان والبصيرة وهجين بريف ديرالزور.
وكان قدر ناشطون في شبكة "الخابور"، بأن "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) اعتقلت أكثر من 70 شخصاً بتهمة الانتماء للعشائر العربية خلال حملة مداهمات طالت عدة مناطق بريف ديرالزور، وكانت رفعت "قسد" الحظر الكلي عن مناطق ديرالزور مع الإبقاء على الحظر الجزئي.
ومع تواصل انتهاكاتها لا تزال "قسد" تشن حملة مداهمات وتفتيش لمنازل المدنيين في ريف ديرالزور، وسط معلومات عن سقوط جرحى بينهم أطفال برصاص قناصة "قسد"، كما نعت صفحات إخبارية مؤخرا السيدة "مروة المعطي" متأثرة بإصابتها بقصف لميليشيات "قسد" على مدينة البصيرة شرق ديرالزور.
في حين نقلت شبكة "دير الزور 24"، ما قالت إنها وعود من قسد لوفد من مثقفي ديرالزور خلال اجتماع عقد مؤخرا حيث التقى القائد العسكري لمليشيات "قسد"، "مظلوم عبدي، يوم الثلاثاء الماضي وفداً من
مثقفي دير الزور للاستماع لمطالب أهالي ديرالزور، في قاعدة حقل العمر وبحضور منسق التحالف الدولي.
وحسب الشبكة ذاتها فإنّه تمت مناقشة عدة قضايا خلال الاجتماع، وتمّ الاتفاق بين الطرفين على عدة بنود منها، إلغاء المحاصصة العشائرية في المؤسسات المدنية، وإلغاء المظاهر العسكرية في دير الزور، وإخراج المعتقلين في الأحداث الأخيرة ممن لم تتلطخ أيديهم بالدماء، وإلغاء ما هو معروف ببطاقة الوافد.
يضاف إليها بنود تتعلق بمكافحة الفساد وتفعيل الرقابة والتفتيش وتفعيل قانون الأحزاب السياسية، وإعادة هيكلة المجلسين العسكري والمدني لدير الزور وإعطاء حصة من ثروات المنطقة للأهالي، تفعيل دور مكتب شؤون الموقوفين في دير الزور وملف المختفين قسرياً في سجون "قسد".
وقالت شبكة "ديرالزور24"، العاملة بمناطق سيطرة "قسد"، إن هذا الاجتماع يأتي ضمن مجموعة اجتماعات عقدتها "قسد" مع فعاليات من أرياف ديرالزور وبحضور ممثلين عن التحالف الدولي، على أعقاب الصدام العسكري الذي شهدته المنطقة مؤخراً بين قسد، ومقاتلين من أبناء العشائر.
وفي سياق متصل، قالت شبكة "الخابور"، مؤخرا إن قوات التحالف الدولي عقدت اجتماع في حقل العمر مع أعضاء مجلس ديرالزور المدني، حضره قادة من ميليشيا "قسد" ( عادل قائد إقليم ديرالزور و باران المنسق العام لمجلس ديرالزور المدني).
وذكرت أن التحالف الدولي أوعز بضرورة التركيز على الخدمات و دعم المشاريع التنموية في ديرالزور، فيما طلب قادة "قسد" من مجلس ديرالزور المدني الإسراع بتوزيع المحروقات، و بتلبية كل متطلبات الأهالي والتعامل معهم بإيجابية مع الإشارة بأن من كل يعطل الخدمات هو المدعو "أحمد الخبيل" "أبو خولة".
وكانت أفادت مصادر إعلاميّة محلية في المنطقة الشرقية بأن ميليشيات "قسد"، صعدت من استهداف تحركات المدنيين في عدة مناطق بدير الزور، ما أسفر عن سقوط ضحايا، نتيجة الاستهدافات المتكررة من قبل القناصة وحتى المسيرات والاستهداف المباشر بالرشاشات الثقيلة، رغم إعلان "قسد" إنها العملية العسكرية الأساسية والانتقال إلى العمليات الأمنية المحددة.