توقف الاشتباكات شمال عفرين و"ثائرون" تتدخل كـ "قوات فصل" لبحث اتفاق جديد
توقفت الاشتباكات بين "هيئة تحرير الشام والفيلق الثالث" في وقت متأخر يوم أمس الاثنين، فيما تدخلت قوات تركية وأخرى من "هيئة ثائرون" للفصل بين الطرفين في بلدة كفرجنة التي شهدت معارك عنيفة يوم أمس بين الطرفين، وسط أنباء عن مفاوضات تجري لإتمام اتفاق جديد.
وقالت مصادر محلية بريف حلب الشمالي، إن الاشتباكات توقفت بين الطرفين بشكل كامل، بعد معارك وصفت بأنها كانت الأعنف على جبهات مريمين وكفرجنة، استخدمت فيها جميع أنواع الأسلحة، وحققت فيها "هيئة تحرير الشام" تقدم على المحورين المذكورين، قبل التوصل لوقف إطلاق النار بشكل مفاجئ.
وأفادت المصادر، أن رتلاً عسكرياً تابع لـ "هيئة ثائرون" التابعة للجيش الوطني السوري، دخل مدينة إعزاز، ومن ثم بلدة كفرجنة، ليلعب دور "قوات الفصل"، بين الطرفين، علما أن الفصيل لم يتخذ أي موقف من تمدد "هيئة تحرير الشام" في المنطقة طيلة الأيام الماضية.
وتشير المعطيات على الأرض وفق متابعين، إلى أن "هيئة تحرير الشام" نفذت المرحلة الأولى من حملتها، بالوصول لمشارف مدينة إعزاز، حيث واجهت مقاومة لم تكن تتوقعها، وبالتالي تعمل على كسب الوقت لبدء مرحلة جديدة قد تتبعها بتمكين الحصار على المنطقة بشكل رئيس للضغط على "الفيلق الثالث" لقبول الطروحات المقدمة، وقد يكون لأطراف خارجية دور في التوسط لتمكين اتفاق جديد.
وفي وقت سابق، أكدت مصادر لشبكة "شام" أن قوات عسكرية من الجيش التركي دخلت إلى خط المواجهة بين "الفيلق الثالث" و "تحـ ـرير الشـ ـام" على محور كفرجنة بريف حلب الشمالي، وقامت بقطع للفصل بين الطرفين.
وشهدت عموم المدن بريف حلب الشمالي، مظاهرات شعبية هي الأكبر، رفضاَ لتمدد هيئة تحرير الشام باتجاه مناطقها، واستنكرت الصمت التركي وصمت فصائل الجيش الوطني وهيئة أركان الوطني والحكومة المؤقتة، تجاه تمدد الهيئة ووصولها لأطراف مدينة إعزاز.
وفي وقت سابق، طالبت الولايات المتحدة الأمريكية بسحب "هيئة تحرير الشام" لقواتها من شمال حلب على الفور، وعبرت السفارة الأمريكية في دمشق على صفحتها الرسمية في موقع الفيس بوك، عن بالغ القلق بالتوغل الذي نفذته هيئة تحرير الشام في شمال وطالبت بانسحابها على الفور.
واعتبرت السفارة في المنشور على صفحتها في الفيس بوك أن "هيئة تحرير الشام" منظمة مصنفة كإرهابية، وأكدت الولايات المتحدة قلقها إزاء أعمال العنف الأخيرة في شمال غرب سوريا. وطالبت جميع الأطراف بحماية أرواح المدنيين وممتلكاتهم.
وكان متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية قال في 15 من الشهر الحالي، إن واشنطن "قلقة" بشأن العنف الأخير في شمال غرب سوريا وأثره على المدنيين، داعياً الأطراف المتناحرة في سوريا إلى خفض التصعيد وتركيز الأولوية على سلامة الشعب السوري.
وفي قراءة للمشهد الجاري نشرتها شبكة "شام" قبل يومين، أوضحت أن ماوصلت إليه مكونات "الجيش الوطني" اليوم بريف حلب، هو نتيجة حتمية للصراع الطويل بين مكونات عسكرية متفرقة في (كلمتها وأهدافها ومشاريعها)، رغم كل المحاولات لتوحيد جهودها في أن تكون كيان عسكري ممثل للحراك الثوري كـ "الجيش الحر"، وماخلفته تلك الصراعات من انتهاكات وجرائم ليس آخرها اغتيال "أبو غنوم".
وأوضحت القراءة أن هذا الصراع والتفكك، أعطى "الهيئة" دوراً فاعلاً ليست في المنطقة فحسب، وإنما لدى الأطراف الخارجية، التي يبدو أنها باتت أمام مرحلة بالتخلي عن بعض المكونات لصالح تمدد الهيئة بريف حلب الشمالي والشرقي، بعد أن نجحت الهيئة في تقديم مشروع متوازن مرن لها في إدلب، وإبداء استعدادها لتعويمه ونقله لشمال حلب.
وبينت أن الصمت التركي "الحليف الأبرز والمسؤول عن المنطقة"، جاء بعد سلسلة هزات وتنبيهات لعدد من المكونات العسكرية التابعة للجيش الوطني، لتدخل في مشروع اندماج حقيقي وتتخلى عن أسمائها ومشاريعها، ويبدو أن الصد والرفض، وعدم الاتعاظ من دخول الهيئة السابق إبان محاصرة "أبو عمشة" لم يأت بنتيجة، ولم يحقق الهدف في تنبيه حقيقي لتلك المكونات.
وجاء التطبيق في خضم التحالفات التي بنتها "الهيئة" مع مكونات من "الجيش الوطني" كانت على خصومة كبيرة معها سابقاً، يبدو أن المشهد يسير لتمكين الهيئة مع تلك المكونات وكل من يقبل التنازل، في بعض مناطق ريف حلب والبداية في عفرين، ولربما يكون المشهد أوسع في حال لم ترضخ المكونات الأخرى، وتواصل الهيئة تمددها لكامل ريف حلب وصولاً لجرابلس.