تطورات ميدانية في ظل توتر مستمر على ضفاف نهر الفرات شرقي سوريا
تطورات ميدانية في ظل توتر مستمر على ضفاف نهر الفرات شرقي سوريا
● أخبار سورية ١٤ أغسطس ٢٠٢٤

تطورات ميدانية في ظل توتر مستمر على ضفاف نهر الفرات شرقي سوريا

اندلعت مواجهات عنيفة بالأسلحة الرشاشة ليلة أمس الثلاثاء، حيث اشتبكت مجموعات مسلحة تتبع لنظام الأسد المتواجدة في مدينة العشارة "شامية" مع مجموعات أخرى من "قسد" المتمركزة في بلدة درنج "جزيرة" على الضفة الأخرى من نهر الفرات، وسط وصول تعزيزات عسكرية لكلا الطرفين.

ميدانياً أيضا قصفت قوات "قسد" المتمركزة في بلدة "أبو حمام" بعدة قذائف قرى "الكشمة وصبيخان والبوليل ؛موحسن" الخاضعة لسيطرة قوات النظام على الضفة الأخرى من نهر الفرات.

وقصف قوات الأسد بلدات الكشكية وأبو حمام، الشحيل، البصيرة، الدحلة، ابريهة، الصبحة دون معرفة حجم الخسائر نتيجة القصف، إنسانياً شهدت قرى وبلدات شرقي ديرالزور نزوح متجدد للأهالي على طرفي النهر، وسط انقطاع لمياه الشرب ومعظم الخدمات.

ووثق ناشطون مقتل سيدة متأثرة بإصابتها بشظايا قذيفة أطلقتها مليشيات النظام أصابت منزلهم في بلدة "أبو حمام"، حيث شهدت بلدات ريف ديرالزور الشرقي تصعيداً بين ميليشيات قسد والأسد وصل إلى مستوى غير مسبوق استخدمت فيه الأسلحة الثقيلة.

وتحدثت وسائل إعلام تابعة لـ"قسد" عن عودة تدريجية لسكان مناطق بريف دير الزور مثل "الموح واللايذ وأبو حمام، والحويجة والبصيرة والدحلة"، إلى منازلهم، بعد ليلة شهدت هدوء وتوقف لتبادل إطلاق النار على ضفتي نهر الفرات شرقي سوريا.

وقالت إن المعابر الواصلة بين مناطق سيطرة الإدارة الذاتية والنظام تشهد حركة مرور طبيعية خلافاً لأنباء متداولة عن إغلاق المعابر تزامناً مع اشتباكات في دير الزور وتشديد أمني في الحسكة والقامشلي.

ويأتي ذلك مع استمرار دفع التعزيزات وكانت رفعت "قسد" سواتر ترابية على طول سرير نهر الفرات بالريف الشمالي الغربي، بدءاً ببلدة قصيبة وجزرة الميلاج وجزرة البوحميد وذلك تحسباً من هجمات قد يشنها مقاتلو العشائر هناك، انطلاقا من مناطق سيطرة نظام الأسد.

فك حصار المربعات الأمنيّة بالحسكة لا ينهي التوتر

ارتبط حدث إغلاق جميع المداخل والمخارج للمربعات الأمنيّة التابعة للنظام السوري في الحسكة كردة فعل من قبل "قسد" على الهجوم الذي وقع في السابع من آب/أغسطس الجاري من قبل مقاتلين ينسبون أنفسهم إلى مقاتلي العشائر انطلاقاً من مناطق سيطرة النظام باتجاه مناطق سيطرة "قسد".

ورغم الكشف عن استقبال متزعم ميليشيا "قسد"، الجنرال مظلوم عبدي، لقائد القوات الروسية في سوريا، الفريق سيرغي كيسيل، والموافقة على إنهاء الحصار على مربعات النظام الأمنية في الحسكة والقامشلي، لم يفلح ذلك بتخفيف التوتر، ولم يُعلم بنود الاتفاقية التي أفضت إلى إنهاء الحصار.

وأوضح ناشطون في "فرات بوست"، بأن المربع الأمني في القامشلي لا يزال محاصر، ورفع الحصار عن مربع الحسكة فقط، ونقل الموقع عن مصادر مقربة من "قسد" قولها إن خطوة رفع الحصار بالحسكة جاءت بادرة حسن نية لخفض التصعيد في انتظار تطبيق النظام باقي التفاهمات بدير الزور.

وعلى الرغم من كل هذه التطورات، من المرجح أن تستمر التوترات في دير الزور، ما لم يتم التوصل إلى تفاهمات جديدة بين الأطراف المتنازعة، وهو ما يبدو صعبًا في ظل التعقيدات الحالية والمصالح المتضاربة.

مداهمات مع استمرار حظر التجوال.. إجراءات أمنية أم عقابية؟

شنت ميليشيات "قسد" حملة دهم في بلدة العزبة شمالي دير الزور، دون معلومات دقيقة حول تسجيل اعتقالات هناك في وقت، داهمت "قسد" عدة مدن وبلدات بريف ديرالزور الشرقي، وسط استمرار فرضها حالة حظر التجوال في المنطقة.

ومن الآثار السلبية للصراع وتداعياته على الحياة العامة للمدنيين علاوة على مخاطر القصف والتدمير، تحولت عدة مرافق عامة من المدارس والمشافي ومنازل المدنيين ومحطات المياه لنقاط عسكرية ما أدى إلى توقف الخدمات الأساسية الشحيحة أساساً في ظل سياسة قسد الانتقامية والقمعية عبر العقاب الجماعي.

وفي سياق متصل استولت "قسد" على مدرسة بلدة الصبحة الشمالية شرق ديرالزور، ونصبت داخل المدرسة مدافع هاون، وكما قامت بإخلاء السكان من جميع المنازل المحيطة بالمدرسة، وارتكبت "قسد" على مدى العام الماضي الكثير من الجرائم تحت مسمى "تعزيز الأمن".

"الهفل" يجدد نفي التبعية.. سجالات وبيانات مُتبايِنة بين وجهاء من العشائر شرقي سوريا

خرج شيخ قبيلة العقيدات "إبراهيم الهفل"، في بيان مصور قال فيه إن "جيش العشائر هو مقاومة شعبية ليس له تبعية لأي جهة ودفعهم لقتال "قسد" حب الوطن وهدفه تحرير الأرض"، وذكر أن جيش العشائر ليس لديه مواقع عسكرية لتقصفها ميليشيا "قسد".

وأضاف أن ميليشيا "قسد"، تقصف منازل المدنيين وممتلكاتهم، وجيش العشائر ليس لديه أسلحة ثقيلة ويعمل على محاربة "قسد" بما يملك من وسائل، ويعمل جاهداً على تأمين سلامة الأهل والمدنيين وهي من أولوياته، وهذه الميليشيات سوف تزول وتطرد واذنابهم سوف يدفعون الثمن.

ونشرت صفحات إخبارية محلية صورا لـ"الهفل" قائد "قوات العشائر" خلال زيارة عدد من الجرحى داخل المشفى العسكري بديرالزور، إلا أن معرفات تتبع لجيش العشائر نفت ذلك وقالت إن الزيارة كانت لمستشفى ميداني أنشأته قبيلة العقيدات ورفضت المعرفات الاتهامات حول التبعية للنظام وإيران.

وكذلك نشرت جهات عشائرية تتبع لميليشيات نظام الأسد بيانات تدعم جيش العشائر في مواجهة "قسد"، فيما خرج العديد من الوجهاء عبر إعلام "قسد" للحديث عن تطورات الوضع بما يتوافق مع رواية الطرف الآخر معتبرين ما يجري مؤامرة على مشروع الإدارة الذاتية.

وهاجم قيادي لدى "قسد" يدعى "عبد الكريم الفندي" "الهفل" بما يخص الهجمات الأخيرة وتداولت صفحات مقطعا يعود للعام 2012 يوثق تمكن الجيش الحر من ضبط عدد من اللصوص من ضمنهم القيادي المذكور، وسط سجالات طويلة بين موالين لقسد وآخرين من أنصار "الهفل"، على مواقع التواصل الاجتماعي.

استنفار للميليشيات الإيرانية شرقي ديرالزور.. "داعش" يتبنى عملية تصفية "عميل"

أفادت مصادر محلية بأن المليشيات الإيرانية أعطت أوامر لمديرية الصحة وفرع "الهلال الأحمر" التابعين للنظام بمدينة ديرالزور، بالاستنفار التام لإسعاف مصابيها جراء المواجهات مع "قسد".

وقالت إن المدعو "الحاج جواد" قائد المليشيات الإيرانية بديرالزور، أصدر أوامر لمحافظ المدينة، بإعطاء إيعاز باستنفار كافة سيارات الإسعاف التابعة لـ مديرية الصحة و"الهلال الأحمر" للعمل لصالح المليشيات.

ومع تعدد أطراف النزاع والتوتر الأمني الحاصل تبنى تنظيم داعش عبر معرفاته الرسمية عملية تصفية المدعو ناظم حسن المطخ في بلدة سويدان جزيرة شرق ديرالزور، بتهمة العمالة لقوات "قسد".

"مسد" يتبنى نظيرة المؤامرة ويرفض تصفية الحسابات بين طهران وواشنطن بسوريا

قال "مجلس سوريا الديمقراطية" (مسد) إنه يرفض تحويل الأراضي السورية إلى ساحة لتصفية الحسابات بين طهران وواشنطن، داعياً حكومة نظام الأسد إلى عدم فتح الطريق أمام ذلك.

وذكر أن هجمات النظام السوري على ديرالزور، تهدف لضرب استقرار المنطقة ونموذجها الديمقراطي، وفتحت الطريق أمام تركيا لتكثيف هجماتها وكذلك فتحت المجال أمام داعش لزيادة نشاطه في المنطقة.

وكانت أصدرت خارجية الأسد بيان وصفت قوات سوريا الديمقراطية بالانفصالية والعميلة للولايات المتحدة، بينما وصفت الإدارة الذاتية خطاب حكومة نظام الأسد بـ"العدائي والمنفصم عن الواقع".

وزعمت "شهناز الهفل" الرئيسة المشتركة للمجلس التنفيذي التابع لقسد بديرالزور، أن هناك اتفاق أمني بين النظام السوري وتركيا يهدف لخلق فتنة بين مكونات إقليم شمال وشرق سوريا عبر استهداف المدنيين ومنازلهم ومحطات المياه، على حد قولها.

هذا وتواجه مناطق شرق سوريا، تصعيدًا ملحوظًا في التوترات والاشتباكات المسلحة بين قسد والنظام  وقوات عشائرية منذ أيام، هذه الأحداث المعقدة تتأثر بمجموعة من العوامل الإقليمية والدولية، وتتسبب في معاناة كبيرة للسكان المدنيين.

وتجدر الإشارة إلى أن "الشبكة السورية لحقوق الإنسان"، وثقت مقتل 17 مدنياً، وإصابة 34 آخرين بجروح، جراء الاشتباكات والقصف المتبادل بين قوات النظام و"قسد" في ريف دير الزور وأكدت نزوح مئات المدنيين، بسبب تصاعد الأعمال العسكرية والقصف المدفعي وقذائف الهاون ودعت إلى وقف التصعيد والهجمات العشوائية.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ