تصريف أعمال لبنان تُجري اتصالات مع نظام الأسد لوضع "خطة جديدة لعودة اللاجئين السوريين"
كشف "عصام شرف الدين" وزير المهجرين في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، عن تنسيق يجري مع وزارة الإدارة المحلية في حكومة الأسد في دمشق، لوضع "خطة جديدة لعودة اللاجئين السوريين" من لبنان إلى بلدهم، كاشفاً عن إعداد قوائم بأسماء السوريين "الراغبين في العودة إلى ديارهم"، وتسليمها إلى السلطات السورية للحصول على موافقتها.
وأضاف شرف الدين، أن الخطة الجديدة ستجعل من الممكن تنفيذ الاتفاق الثنائي مع دمشق، الذي تم التوصل إليه في أيلول (سبتمبر) 2023، وينص على تمكين 200 ألف لاجئ في لبنان من العودة إلى وطنهم خلال عام، مرجحاً استئناف عملية إعادة اللاجئين السوريين، التي توقفت بسبب التصعيد العسكري في الشرق الأوسط، في نهاية الشهر الحالي.
وكان قال رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، نجيب ميقاتي، يوم السبت إنه يريد حل سياسي يعتبر معظم المناطق السورية أمنة لإعادة وترحيل اللاجئين السوريين في لبنان، واعتبر أن حل أزمة النزوح في البلاد يكمن في اعتبار معظم المناطق في سوريا مناطق آمنة من أجل ترحيل السوريين الذين يدخلون لبنان كلاجئين، وأوضح "نعمل على حل لأزمة النزوح ونعمل على رزمة كاملة للموضوع".
وأكد ميقاتي في تصريح له من بكركي، بعد لقائه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي: "نجري إتصالات دولية بشأن ملف النازحين والحلّ الأساسيّ باعتبار معظم المناطق في سوريا آمنة لترحيل السوريين الذي أتوا إلى لبنان تحت عنوان اللاجئين"، مشيراً إلى أنّ "هذا الأمر مسار وموضوع النازحين يوحّد اللبنانيين والاتصالات التي نقوم بها هي لأخذ الضوء الأخضر للبدء بعملنا اللازم في هذا الإطار".
وتشير المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان على موقعها الإلكتروني إلى أنه، بحسب تقديرات حكومية، يعيش في البلاد نحو 1.5 مليون لاجئ سوري، بالإضافة إلى 13 ألفا و715 لاجئا من جنسيات أخرى، ويعيش 90 في المائة من اللاجئين السوريين في فقر مُدقع، فيما تبرز منطقة البقاع كأكثر المناطق استقطابا للاجئين في لبنان.
وسبق أن حذر الباحث بالشأن اللبناني في منظمة "هيومن رايتس ووتش" رمزي قيس، من محاولة جعل اللاجئين السوريين "كبش فداء" بعد حادثة اغتيال المسؤول في "حزب القوات" اللبنانية باسكال سليمان، مؤكداً ضرورة أن يكون التحقيق في القضية "شاملاً وشفافاً".
رأى النائب اللبناني السابق مصباح الأحدب، أن هناك من يريد توريط المؤسسات العسكرية اللبنانية واللبنانيين في مواجهة مع أكثر من مليون لاجئ سوري في لبنان، ودعا الأحدب، الحكومة اللبنانية إلى البدء بإعادة أنصار حكومة دمشق من السوريين إلى مناطق سيطرتها، وأنصار المعارضة إلى مناطق سيطرتها.
في السياق، استنكر "بدر جاموس" رئيس "هيئة التفاوض السورية"، أعمال العنف التي قام بها البعض ضد اللاجئين السوريين في بعض المناطق في لبنان، على خلفية مقتل منسّق حزب القوات اللبنانية في جبيل باسكال سليمان، واتهام سوريين بتنفيذ العملية.
وطالب "جاموس"، المنظمات الدولية وفي مقدمتها المفوضية السامية لحقوق الإنسان والمفوضية السامية للاجئين بحماية اللاجئين السوريين في لبنان وتحمّل مسؤولياتها والتزاماتها، وقال إن "الشعبان السوري واللبناني الشقيقان دفعا ثمن ممارسات وإجرام النظام السوري وحلفائه بحقهما معاً؛ وتُضاف اليوم جريمة جديدة إلى هذا السجل الإجرامي الطويل باغتيال منسّق حزب القوات اللبنانية في جبيل باسكال سليمان".
وكان أدان "الائتلاف الوطني السوري" بأشد العبارات جريمة اغتيال منسّق حزب القوات اللبنانية في جبيل باسكال سليمان، وتقدم بأحر التعازي لأسرته ورفاقه ولعموم الشعب اللبناني، داعيًا الله لهم بالصبر والسلوان.
وأدان الائتلاف الوطني بشدة الموجة الخطيرة من الاعتداءات والانتهاكات والاعتقالات التعسفية وإساءة المعاملة التي طالت اللاجئين السوريين، الذين هجروا من وطنهم بسبب جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها بحقهم نظام الأسد وميليشيا حزب الله والميليشيات الطائفية الأجنبية التابعة أو المسيطر عليها من قبل إيران، واستمرار تواجدهم في سورية.
وكانت تصاعدت التصريحات "المحرضة" ضد اللاجئين السوريين في لبنان، بعد اتهام سوريين بقتل المسؤول في حزب "القوات اللبنانية" باسكال سليمان، وقال وزير الداخلية اللبناني وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، بسام مولوي، إن الوجود السوري بهذه الطريقة "غير مقبول" ولا يتحمله لبنان، داعياً إلى الحد منه بطريقة واضحة.
وأكد أن لبنان لن يقبل ببقاء السوريين على أراضيه مقابل مكاسب مالية، في إشارة إلى اتفاق مرتقب مع الاتحاد الأوروبي، وتعليقاً على تصريح وزير المهجرين، عصام شرف الدين، حول وجود 20 ألف مسلح داخل مخيمات السوريين، قال مولوي: "لا أعلم إذا قام بعدهم، ولدى القوى الأمنية جميع المعلومات فيما يخص المخيمات".
وكان شرف الدين قال لوسائل إعلام روسية، إن هؤلاء المسلحين "ينتظرون الإشارة من مشغليهم"، وتحدث عن "وجود خلايا إرهابية نائمة وتتشكل داخل مخيمات النازحين السوريين على الأراضي اللبنانية، مهمتها تقويض الأمن في سوريا لمآرب سياسية معروفة تخدم الجهات التي تمولها وعلى رأسها الولايات المتحدة، ودول الغرب عامة"
وأشعل نبأ مقتل سليمان غضبا في لبنان، فيما دعا رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إلى ضبط النفس، ورغم أن التحقيقات الأولية أشارت إلى أن مقتل سليمان ناتج عن عملية سرقة، أصر حزب "القوات اللبنانية"، على باسكال سليمان "تعرض لعملية اغتيال سياسية"، معتبرا أن ما أدى إلى عملية الاغتيال هو الوجود غير الشرعي لـ"حزب الله"، ونفى الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله الاثنين أي علاقة لحزبه بالقضية، معتبرا أن من يوجهون الاتهام إليه إنما يثيرون نعرات طائفية.