صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
● أخبار سورية ١٥ نوفمبر ٢٠٢٣

تشابه حدَّ التطابق .. إليك أبرز القواسم المشتركة بين إعلام الاحتلال "الإسرائيلي" والأسدي في حربهما على المدنيين

اعترض على عبارة "بشار الأسد يقتل شعبه"، فهو لم يعتبر السوريين كذلك ضمن ما خُيِّلَ إليه بأنها مزرعة سكانها عبيد، ورثها عن والده السفاح المتوحش، فأوغل بالقتل والإجرام، وأعتقد أنه لا خلاف على أن نظام الأسد يمثل فعلياً قوة احتلال كاملة الأوصاف، تعمل على نهب ثروات البلاد والتنعم بها، وقتل وسحق كل المناهضين لهذه السلطة الاستبدادية، ولم يكتفِ بذلك بل لإثبات عدم وجود "انحطاط إجرامي" ينافسه راح يستجدي احتلالات أخرى للمشاركة بقتل الشعب السوري واغتيال أحلامه البسيطة والحقوق المشروعة.

بعيداً عن النفاق و"الدعارة الإعلامية"، التي يقدمها إعلام نظام الأسد بكافة أشكاله، حول مزاعم مساندة القضية الفلسطينية ومحاربة الاحتلال، حيث بات الخبر السوري نادر الظهور عبر إعلام النظام، فإنّ ما يزيد مشاعر الألم المشترك بين الشعبين السوري والفلسطيني هو مشاهد الإجرام المشتركة هناك في فلسطين على يد الاحتلال "الإسرائيلي"، وهنا في سوريا على يد نظيره الأسدي، وأما عن سبب عدم الحديث وإبداء الرأي حول تكثيف النظام التغطية الإعلامية، فهذا لا يعدو كونه محاولة الهروب إلى الأمام واستغلال الأحداث، كما يفعل مرارا، مثل تغطية "كورونا، غزو أوكرانيا، زلزال شباط"، وغيرها الكثير التي وجد بها إعلام النظام ضالته.

ولشدة التشابه بين ما يفعل الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني، وما يفعله الاحتلال الأسدي بحق الشعب السوري، تداولت وسائل إعلام منها موالية "وقحة" مقاطع مصورة من قصف مدينة أريحا السورية، على أنه غزة الفلسطينية، وحتى يكتمل عقد التشابه بحق هذه القضايا العادلة، يرى الناظر إليها بأنها توأم يعاني البطش والتنكيل ذاته، وسط خذلان القريب والبعيد، في ظل تضحيات وعطاء يثبت بما لا يدع مجال للشك بأنّ أبناء هذه القضايا الأبطال أقرب بمقاومتهم وحربهم الشريفة وكفاحهم النبيل للأساطير ولن يتراجعوا رغم سنوات الجوع والقتل والتشريد، وعلى وقع الكارثة تتكشف زيف عدالة المجتمع الدولي واحترام حقوق الإنسان.

 

"نفي الوقائع".. التشابه الأول بين الاحتلال الأسدي ونظيره "الإسرائيلي"

عملت وسائل إعلام إسرائيلية ناطقة بكافة اللغات على نفي الوقائع من جذورها، وبث دعايات و بروباغاندا ممنهجة ونشر الأكاذيب تخدم العدوان على قطاع غزة المحاصر، الأمر الذي فعله نظام الأسد منذ بداية عمليات حصار واقتحام المدن السورية الثائرة، واتخذ من الكذب قاعدة أساسية بهدف شيطنة الخصم صاحب الحق، رغم تحوله في كثير من الأحيان إلى مادة للسخرية والتهكم.

ومثالاً واحداً على ذلك من بين الكثير من النفي والإنكار، نفى الجيش الإسرائيلي في بيان رسمي استخدام ذخائر الفوسفور الأبيض في عملياته، رغم أن جهات دولية منها "هيومن رايتس ووتش"، قد وثقت قيام قوات الاحتلال الإسرائيلي باستخدام هذه الذخائر في عملياتها العسكرية وأكدت أن استخدامها يهدد المدنيين بإصابات خطيرة.

ورغم وجود دلائل وأشرطة مصورة، نفى الجيش "الإسرائيلي" استخدام الفسفور في غزة وقال إنه "غير صحيح ولم يستخدم مثل هذه الذخائر"، ويعيد بذلك الأذهان إلى تكرار نفي نظام الأسد استخدام الأسلحة المحرمة، وكان نفى استخدام أسلحة كيماوية في ريف دمشق وذكر أنها "ليست سوى جزء من دعاية كاذبة"، وتشارك كلا الاحتلاليين بنفي "الجرائم والإبادة وقطع المياه والكهرباء وإغلاق المعابر والحصار" رغم وجود الأدلة الدامغة والتقارير الدولية والحقوقية.

 

الجزار ينفي ارتكاب الجريمة بين فسفور إسرائيل وكيماوي الأسد

 

التشفي والشماتة بـ "المحاصرين" .. مضايا الأمس غزة اليوم

تداولت وسائل إعلام ناطقة باللغة العبرية بكل تفاخر مشاهد مصورة لأشخاص يشمتون في تعرض مئات الآلاف من الفلسطينيين للحصار المطبق وقطع كافة الخدمات الأساسية، حتى ظهر أحد المستوطنين ويبدو أنه شخصية مشهورة، وهو يشمت بالحصار المفروض على قطاع غزة من انقطاع للغذاء والمياه والكهرباء والانترنت و أدنى مقومات العيش للاستمرار على قيد الحياة.

وأجزم أن الثائر السوري الناظر على حجم الشماتة بعين هذا المستوطن الإسرائيلي يشعر بألم مضاعف فهو من ذاق طقم الحصار وتجرع الخذلان، ليزيد من هذه الأوجاع والمأساة عدو لا يعرف الإنسانية إطلاقاً، ومن يشاهد شماتة المستوطنين بالشعب الفلسطيني، سيكون المقطع مكررا بالنسبة له بعد رؤية نظام الأسد وهو يفعل الأمر ذاته طيلة سنوات خلت.

ولعل حصار مضايا السورية والهاشتاغ الشهير الذي كشف حجم الوحشية والتشفي بالمحاصرين من قبل قوات النظام وميليشيات حزب الله الإرهابي الذي يدعي المقاومة والممانعة، حيث نشر موالون للحزب الإرهابي صوراً لمأكولات ومشروبات، مرفقة بوسم "متضامن مع حصار مضايا"، مستهزئين فيها بأهالي البلدة السورية التي سامها نظام الأسد وحلفائه سوء العذاب وغيرها الكثير التي افترسها وحش الجوع والقتل.

 

مقارنة بين شماتة المستوطنين بغزة والموالين للنظام بمضايا
Caption

 

"إيف كوهين الإسرائيلية" و"أمل عرفة الأسدية"

ظهرت شابة "إسرائيلية" تدعى "إيف كوهين" بمقطع فيديو تسخر فيه من الأمهات الفلسطينيات اللاتي يتعرضن وأطفالهن لحملة إبادة في القصف الإسرائيلي المستعر على قطاع غزة، وذلك في خضم انتشار فيديوهات إسرائيلية وغربية كثيرة بذات السياق.

وفي مشهد يجسد سخرية الممثلة الداعمة لنظام الأسد "أمل عرفة"، من ضحايا الاحتلال الأسدي، لا سيما مجزرة الكيماوي، ظهر "الإسرائيلية"، وهي ترتدي لباساً تحاكي فيه شخصية امرأة فلسطينية على سبيل السخرية من آلاف الأمهات اللاتي يُقتلن مع أطفالهن  في الغارات الإسرائيلية على القطاع، وتعتبر أن مجازر وجرائم "إسرائيل" في غزة مفبركة.

ولاقى الفيديو غير الإنساني ردود غاضبة في ظل ما يتعرض له الفلسطينيون في القطاع من مجازر ومذابح مستمرة، أسفرت عن ارتقاء عدد كبير من الشهداء، ولفت ناشطون إلى أنه يتشابه مع "أمل عرفة"، التي يعرف عنها مواقفها الموالية للنظام حيث سبق أن شاركت في تمثيل لوحة من المسلسل الكوميدي "كونتاك" تسخر من ضحايا السلاح الكيماوي في سوريا، على اعتبار أن هجمات الكيماوي التي حصلت في سوريا وراح ضحيتها مئات السوريين، محض أكاذيب مفبركة كما يصورها العمل.

 

"إسرائيلية" تسخر من ضحايا غزة سبقتها "عرفة" بالسخرية من ضحايا كيماوي الأسد
Caption

وقفة على مسرح الجريمة.. نسخة كربونية لجنود الاحتلال في فلسطين وسوريا

عمدت قوات الاحتلال الإسرائيلي باستخدام لهجة التهديد بالإبادة ولم تخف هذه التصريحات وترجمتها إلى أفعال، وظهر جنود الاحتلال على ركام المنازل وأثاث البيوت المدمرة، في نسخة طبق الأصل عما فعلته قوات الاحتلال الأسدية بحق الشعب السوري منذ أكثر من عقد من الزمن على استمرار آلة القتل والتشريد الممنهج.

 

جلسة متشابهة بين جندي إسرائيلي وآخر أسدي على أريكة التشفي بالضحايا
Caption

 

تحريض وتجييش والتطاول على المقدسات.. بين جيش "بشار ونيتنياهو"

أطلقت المقاومة الفلسطينية معركة "طوفان الأقصى"، في 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، رداً على تزايد الانتهاكات وتدنيس المسجد الأقصى وغيرها من الأسباب التي تذكرها المقاومة في خطابها الرسمي، وقابل ذلك رد وحشي و إجرامي من قبل الاحتلال الإسرائيلي الذي عاد وركز على التحريض ضد الفلسطينيين والتطاول على المقدسات الدينية.

وعلى خطى ميليشيات النظام الطائفية كثفت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الانتهاكات التي تطال المقدسات الدينية، وترافق ذلك مع الكثير من التجييش واللعب على وتر المعتقدات والديانة، حيث نشرت مشاهد لجنود الاحتلال خلال تأدية طقوس دينية مختلفة وتلاوات تلمودية، وكان أخرها ما قالت إنها "صلاة الفجر" "تمهيدا لمواصلة الحرب على حماس الداعشية"، وفق نص منشور للناطق الرسمي باسم رئيس الحكومة "الإسرائيلية".

 

مآذن المساجد هدف مشترك مقارنات بين سوريا وفلسطين
Caption

ودمر نظام الأسد المساجد والكنائس كما فعل الاحتلال الإسرائيلي، وعمل جاهدا على التحريض الطائفي ولا يكاد يخلو أي تسريب مصور يوثق انتهاكات نظام الأسد إلا ويظهر فيه جنود الاحتلال الأسدي وهم يسخرون من الدين ويقرون بالعبودية لرأس النظام وغيرها الكثير من التجاوزات الفظيعة بهذا الشأن.

 

رفع الأذان على ركام مسجد في غزة ومشهد مماثل من مسجد دمره النظام في سوريا
Caption

وفي الوقت الذي يعاني فيه المدنيين شتى أصناف القتل والتشريد يظهر جنود من الاحتلال الإسرائيلي لما قالت وسائل إعلام إسرائيلية إنه قرر "عدد من العشاق "الإسرائيليين" عدم تأجيل حفل زفافهم والزواج في الميدان"، وسبقهم في ذلك حفل زفاف مماثل على أطلاق مدينة حمص وسط سوريا، وسط تشابه كبير في إقامة مراسم الزفاف على الأنقاض، وترافق ذلك أيضا مع حملات التهديد بمسح غزة عن وجه الأرض وحرق وإبادة شعبها الأمر الذي طالما أطلقه نظام الأسد عبر الكثير من الشخصيات التابعة له بحق المناطق السورية.

زفاف على أطلال غزة وأخر على ركام حمص
Caption

 

نفاق منقطع النظير.. تأييد الإجرام بسوريا ومعارضته في فلسطين

نشر أو إن صح التعبير تاجر عدد من الممثلين والفنانين والسياسيين وحتى العسكريين في نظام الأسد، بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، حيث تحول الممثل عارف الطويل إلى صحفي ينقل أحداث غزة ويهاجم العدوان بينما هو أول المؤيدين والمحرضين على قتل الشعب السوري، ورافق قوات الأسد، كذلك نظيرته الممثلة "لورا أبو أسعد" التي قالت إنها أصيبت بأنهيار عصبي نتيجة أحداث غزة، بينما لم تصب بالشيء ذاته خلال تأييدها قتل وجرح واعتقال وتهجير ملايين السوريين خلال مشاركتها في انتخاب رأس النظام الإرهابي "بشار الأسد"، ويقابل كل هذه المتاجرة بالقضية الفلسطينية، مشاعر صادقة من الشعب السوري في المناطق المحررة شمال سوريا، حيث شهدت حملات تبرع وتضامن واسعة.

 

قصف وتدمير وتشريد مشاهد من فلسطين وسوريا
Caption

وما يختصر تصريحات المتاجرة بالقضية الفلسطينية "بثينة شعبان وفيصل المقداد"، يضاف إليهم جوقة قادة الميليشيات التي تستخدم اسم فلسطين وتقاتل الشعب السوري، مثل متزعم ميليشيا "لواء القدس"، متاجرة إعلامية تفضحها حفرة التضامن ومجازر "حافظ الأسد"، الذي ولغ في دماء الفلسطينيين قبل السوريين، ووريثه بالإجرام "بشار الأسد" الذي دمر وقتل وحاصر آلاف الفلسطينيين في سوريا ويفضحها كذلك كشف زيف المقاومة والممانعة لنظام الأسد الذي يمنع حتى التضامن مع غزة المنكوبة إلا بشروط وموافقات أمنية، وتبين أنه لم يفتح جبهة الجولان التي قدمها والده للاحتلال "الإسرائيلي" ليثبّت نفسه بحكم سوريا بصفة المحتل الأسدي.

 

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 
الكلمات الدليلية:

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ