تقرير يكشف تفاصيل سرية حول حادثة استهداف "مظلوم عبدي" في مطار السليمانية
كشف تقرير صحفي نشره موقع (داركا مازي) الذي تديره مجموعة من الكوادر السابقة البارزين في PKK، عن تفاصيل سرية حول ملف محاولة استهداف قائد قوات سوريا الديمقراطية "مظلوم عبدي" في مطار السليمانية، مؤكداً أن حزب العمال الكردستاني PKK وجهاز استخبارات الاتحاد الوطني (زانياري) تعاونا معاً بإبلاغ الأتراك عن موقع مكان عبدي لاستهدافه.
وأوضح تقرير (داركا مازي) أن "عبدي" توجّه بشكل سرّي تام من سوريا لمحافظة السليمانية في إقليم كوردستان، وأن الجهة الوحيدة المطلّعة على هذه الزيارة السرية كانت وكالة استخبارات الاتحاد الوطني الكوردستاني (مؤسّسة المعلومات - زانياري) وبعض الأشخاص المقرّبين منه.
وقال التقرير، إنه رغم هذه السرية، علمت الدولة التركية بزيارة عبدي للسليمانية وتواجده فيها ونفّذت غارة لاستهدافه واغتياله! ولولا تواجد جنرالات عسكريين أمريكيين في السيارة التي تقلّ مظلوم عبدي لكان بلا شكّ في عداد الموتى على خلفية الاستهداف التركي.
ولفت الموقع إلى أنه تمّ التخابر مع الدولة التركية وإعطائها المعلومات حول "مظلوم عبدي" من قبل أشخاص متنفّذين في المؤسّسة الاستخباراتية للاتحاد الوطني (زانياري) وأن هؤلاء الأشخاص مرتبطون بحزب العمال الكردستاني PKK ممّن انخرطوا وتوغّلوا في المؤسّسة الاستخباراتية للاتحاد الوطني.
وبين التقرير أن هذا ما أشار إليه تقرير كلا صحيفتي "وول ستريت جورنال والمينيتور" الأمريكيتين، فهاتان الصحيفتان أكّدتا خلال تقريريهما نقلاً عن مصادر استخباراتية أن المعلومات التي وصلت لأنقرة حول مظلوم عبدي يخمّن باحتمال كبير أنها أرسلت من جهاز مكافحة الإرهاب للاتحاد الوطني.
ويرى الموقع، أن الحادث كشف عن حقيقة هامّة، وهي أن حزب العمال الكردستاني PKK غيّر من جوهر تكتيكاته وأساليبه في عمليات التصفية الجسدية ضدّ كوادره وقادته، فلم يعد كالسابق يغتالهم بأيدي جلاديه، بل جلّ ما في الأمر هو أنه يعطي معلومات حول تحركاته ومحلّ تواجده لتقوم الدولة التركية أو طرف آخر سرّي مخفي بإكمال المهمة!.
وعن سبب إعطائه للمعلومات للدولة التركية حول مظلوم عبدي فالأمر ما زال غامضاً يشوبه الشكوك، ولكن ما هو مؤكّد أن PKK ممتعض ومستاء منذ فترة طويلة من تصرفات وتحرّكات مظلوم عبدي، ففي عام 2021 كان قد حاول إقالة مظلوم عبدي من منصبه وتعيين شخص آخر يُدعى (محمود برخدان-محمود رَش) محلّه، إلّا أنه لم يقدر على هذا الأمر خشية الاعتراضات الخارجية أو الرأي العام الكردي.
ورأى التقرير، أن الجماعة التأسيسية لـ PKK لا تستطيع أن تتعامل مع مظلوم عبدي كشخص دبلوماسي سياسي، ولا تقبل به، وأن PKK مستاء منذ أمد بعيد من مظلوم عبدي، وقيادة PKK تخطّط لكيفية القضاء على الأشخاص الذين يلعبون دوراً بارزاً أمام الراي العام أو الذين ظهروا بمظهر الشخصيات المؤثّرة على الساحة.
واعتبر أن جلّ مخاوفها تنبع من هؤلاء الأشخاص، فـ PKK يعتقد أن هويته و(مصالحه الحزبية) معرّضة للخطر بسبب وجود أمثال هؤلاء! ومظلوم عبدي معروف بعلاقاته القوية مع أمريكا وظهر على الساحة كقيادي ما شكّل تهديداً خطيراً لـ PKK ومنظومته ومصالحه الحزبية، لهذا ولإبعاد التهمة عن نفسه وجّه PKK كوادره ضمن استخبارات الاتحاد الوطني وجهاز مكافحة الإرهاب التابع للاتحاد بإعطاء المعلومات للدولة التركية حول تحرّكات وتواجد مظلوم عبدي، إلّا أن تركيا لم تقدر على إكمال مهمّة التصفية نتيجة تواجد جنرالات أمريكية في السيارة مع عبدي.