"تحـ ـرير الشـ ـام" تتحايل على بيان وقف النار وترفض الانسحاب من عفرين
نقضت "هيئة تحرير الشام" نص البيان الذي تم الاتفاق مع "الفيلق الثالث" لوقف إطلاق النار، وعادت الاشتباكات على محاور كفرجنة بريف عفرين، مع رفض الهيئة الانسحاب من ريف عفرين، بزعم أن بيان الاتفاق لاينص على الانسحاب الصريح، وإنما وقف إطلاق النار وفك الاستنفار.
وأكدت مصادر خاصة لشبكة "شام" أن تنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين "الفيلق الثالث" و "تحـ ـرير الشـ ـام" لوقف إطلاق النار، مرهون بانسحاب أرتال الهيئة إلى مواقعها خارج حدود منطقة عفرين، وأن أي تأخير في الانسحاب يعني عدم تقيدها بتنفيذ الاتفاق المتضمن عشرة بنود.
وعقب تداول بيان الاتفاق، بدأت تبريرات الهيئة بأن البيان لايتضمن صراحة انسحاب الهيئة من ريف عفرين، وإنما عودة الفيلق لمقراته وثكناته، وأن بند فك الاستنفار من طرف الهيئة لايعني الانسحاب، في تكرار لسياستها في الانقلاب على الاتفاقيات التي تبرمها في كل حرب تشنها على فصيل.
واعتبرت جهات في الهيئة، أن بند انسحابها غير موجود في نص الاتفاق، أو عودتها إلى إدلب، مايعني أنها مستمرة في تواجدها العسكري ضمن المناطق التي سيطرت عليها، وبالتالي جاء الاتفاق لتخفيف الضغط عليها بعد فشلها في التقدم على جهة كفرجنة، في محاولة منها لكسب الوقت بالاتفاق المبرم لا أكثر.
وعقب عودة الاشتباكات، قامت معرفات "الفيلق الثالث" بحذف البيان الذي تم نشره مسبقاً، وبدأت تنشر أخباراً عن حشود عسكرية إضافية باتجاه المنطقة وعودة المعارك، بسبب رفض قيادات الفيلق عدم انسحاب الهيئة من عفرين وعودة الأمور لما كانت عليه قبل تدخلها في المنطقة.
وكانت حصلت شبكة "شام" على ورقة تتضمن نص الاتفاق، يتضمن عشرة بنود أساسية، تقوم على وقف إطلاق نار شامل وإنهاء الخلاف الحاصل بين الطرفين، و إطلاق سراح كافة الموقوفين في الأحداث الأخيرة من جميع الأطراف.
ويتضمن الاتفاق أيضاً، عودة قوات "الفيلق الثالث" إلى مقراته وثكناته، وفك الاستنفار العسكري الحاصل لدى "هيئة تحرير الشام" مع استعادة "الفيلق الثالث" لمقراته وثكناته ونقاط رباطه.
وأيضاً عدم التعرض لمقرات وسلاح وعتاد وممتلكات الفيلق الثالث وعناصره، على أن يتركز نشاط الفيلق الثالث في المجال العسكري فقط، مع عدم ملاحقة أي أحد بناء على خلافات فصائلية وسياسية.
ويقوم البند التاسع على التعاون على "البر والتقوى في محاربة الفساد ورد المظالم"، وختم الاتفاق على قيام الفريقان باستمرار التشاور والمداولات لترتيب وإصلاح المؤسسات المدنية في المرحلة القادمة.
وفي وقت سابق، أكدت مصادر خاصة لشبكة "شام" أن جلسة مفاوضات جديدة بين قيادات من "الفيلق الثالث" و "تحـ ـرير الشـ ـام" من المتوقع أن تبدأ عصر اليوم لدراسة شروط الطرفين التي تم عرضها خلال جلسة التفاوض يوم أمس للتوصل لهل نهائي، بالتوازي مع وقف إطلاق النار في عموم المنطقة منذ صباح اليوم.
وكانت قالت مصادر لشبكة "شام" في وقت سابق، إن "هيئة تحرير الشام" لم تدخل هذه المرة لتوجيه أي رسائل لأي من مكونات الوطني على غرار تدخلها المرة الفائتة إبان مشكلة "السلطان سليمان شاه"، وإنما لفرض أمر واقع في المنطقة، بمشروع معد مسبقاً على جميع المستويات العسكرية والأمنية والمدنية، ستفرضه الهيئة بالقوة، بالتشارك مع الفصائل الأخرى التي تقبل التحالف معها، وربما يكون على مرحلتين.
وبين المصدر أن المرحلة الأولى طبقت فعلياً بمجرد دخول "هيئة تحرير الشام" لمركز مدينة عفرين، ونشرها الجهاز الأمني في المنطقة، في محاولة لطمأنة الحاضنة الشعبية وكسب موقفها، علاوة عن إيصال رسائل للمناطق الأخرى لتتقبل دخولها، ورسائل خارجية تظهرها بموقع قوي قريب وحريص على عدم إراقة الدماء.