سياسي كردي: عقلية ( ب ي د) لاتقبل أي شراكة حقيقية مع باقي الأطراف لخضوعها لقرارات قنديل
اعتبر "عماد برهو"، ممثل المجلس الوطني الكردي في سوريا ENKS في الائتلاف، أن حزب العمال الكردستاني PKK يقف دائما حجر عثرة أمام التوصل لأي توافقات بين الأطراف السورية، وأن عقلية حزب الاتحاد الديمقراطي PYD الجناح السوري لـ PKK لا تقبل بأي شراكة حقيقية بينها وبين الأطراف الكردية، أو السورية الأخرى، كونها تخضع لسيطرة كاملة لقرارات قنديل.
وأكد برهو في حديث لموقع "باسنيوز" :لا أعتقد أن الأجواء مهيئة لقيام تركيا بأي عملية عسكرية في شمال سوريا - بالوقت الحالي على الأقل - لكن إذا سنحت الظروف في أي وقت فإنها لن تتردد مطلقا بالقيام بعملية عسكرية قد تكون محدودة في أهدافها".
وأضاف: "أعتقد بأن مدينة كوباني هي الأكثر قرباً لتبدأ بها هذه العملية، كونها لا تخضع للنفوذ الأمريكي على أقل تقدير، لكن إلى الآن كل التصريحات الأمريكية والغربية تحذر تركيا من القيام بأي عملية عسكرية جديدة في سوريا".
وتابع قائلاً: "من حيث المبدأ، بالتأكيد نتفهم دوافع الدول في الحفاظ على مصالحها وأمنها القومي، ولكن لا جدوى لأية حلول ثنائية أو اتفاقيات منفردة مع النظام، ومحاولة إعادة تأهيل النظام ومكافأته على جرائمه التي اقترفها بحق الشعب السوري، لا يمكن أن تجلب السلام والاستقرار لسوريا وللمنطقة، والحل يكمن فقط في إيجاد حل سياسي شامل وفق القرارات الدولية الخاصة بالأزمة السورية، ولا سيما القرار 2254".
وأوضح برهو: "الآن ما يحدث من عملية تقارب أو تطبيع (كما تريدون تسميتها)، تدخل في الجانب الأمني ومحاربة الإرهاب وإيجاد حل للاجئين المتواجدين على أراضيها، وفق المفهوم التركي في السير نحو هذا التقارب".
وأكد أنه "في حال حدث أي تفاهم بين تركيا والنظام السوري، سيكون بضغط من روسيا (راعية هذا الاتفاق)، رغم عدم قناعتي بإمكانية حدوث ذلك في المنظور القريب، وإن حدث ستكون قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وإدارتها المدنية الخاسر الأكبر، كونها تشكل الهدف المشترك الحالي لنجاح أي تقارب، ولكن الموقف الأمريكي يبقى عامل الحسم الأول والأخير".
وحول الحوار مع النظام، قال برهو: "للأسف لا يزال PYD يراهن على إحداث ثغرة في جدار النظام الصلب تجاه أخذ اعتراف منه بإدارته وسلطته على المناطق في الشمال الشرق من سوريا، والذي يعتبر الخزان الرئيسي للثروات الطبيعية في البلاد، ولا أعتقد أن النظام سيوافق أبداً على التنازل عن طموحه في استعادة سيطرته مرة ثانية على هذه المناطق، الغنية بنفطها وثرواتها الزراعية".
ولفت برهو إلى أن "عقلية PYD الجناح السوري لـ PKK لا تقبل بأي شراكة حقيقية بينها وبين الأطراف الكردية، أو السورية الأخرى، كونها تخضع لسيطرة كامل لقرارات قنديل، ولا يوجد على مر التاريخ بأن هذا الحزب سعى إلى أي تقارب أو اتفاق بينه وبين أي طرف آخر، وهذا ما يمنع PYD من تحقيق أي تقارب أو تشكيل إدارة مشتركة حقيقية تضم كافة مكونات المنطقة".
وبخصوص الحوارات الجارية بين PYD وENKS التي مضى عليها عدة سنوات، دون التوصل لأي تقدم يذكر، قال برهو: "دائماً PKK يقف حجر عثرة أمام التوصل لأي توافقات بين الأطراف السوري".
وبين أن "الموقف الرسمي الأمريكي منذ بدء هذه الحوارات وإلى الآن مهتمون بضمان الاستقرار في مناطق شرق الفرات، وفي عموم سوريا، ويعملون مع جميع الأطراف لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، ولكن دون ممارسة أي نوع من الضغط على PYD لتقديم أي تنازل لإنجاح هذه الحوارات".
وختم عماد برهو حديثه بالقول: "ENKS يبدي حرصه الشديد على وحدة الصف والموقف الكردي في سوريا، ودائماً يركز في لقاءاته مع الجانب الأمريكي على أن وثيقة الضمانات، التي وقعها السفير الأمريكي وقائد (قسد) مظلوم عبدي، تمثل الأرضية المناسبة لإعادة واستكمال هذه المفاوضات للوصول لاتفاق يخدم شعبنا ويساهم في عودة الاستقرار للمنطقة".