"صالح مسلم" ينفي الاتهامات التركية حول علاقة "الإدارة الذاتية" بهجوم أنقرة
نفى "صالح مسلم" رئيس حزب "الاتحاد الديمقراطي" الكردي، أكبر أحزاب "الإدارة الذاتية، الاتهامات التركية حول علاقة "الإدارة"، بالهجوم الأخير في العاصمة أنقرة، والذي تبناه "حزب العمال الكردستاني".
وقال مسلم، إن الاستراتيجية المركزية والمستمرة من قِبل تركيا منذ سنوات، تتقصد الإطاحة بمشروع "الإدارة الذاتية" في مناطق شمال سوريا، وأضاف أن الأجهزة الأمنية والاستخباراتية التركية تعرف تماماً عدم وجود أي رابط بين "الاتحاد الديمقراطي" ووبين العملية الأخيرة في أنقرة، التي هي جزء من الصراع بين تركيا وحزب "العمال الكردستاني".
واعتبر "مسلم" في حديث لـ "المجلة"، أن جميع الجهات الدولية والإقليمية الفاعلة في الملف السوري "تعرف ذلك أيضاً، ولم تقدم تركيا أية دلائل أو معطيات تثبت العكس"، متهماً تركيا بمحاولة تصدير مشاكلها الداخلية إلى خارج الحدود، "عبر تحطيم كل ما هو متاح في منطقة شمال شرق سوريا، لأنها تعتبر هذه المنطقة الأضعف والأقل قدرة على الرد".
وانتقد القيادي، "صمت" دمشق على ما يحدث عما يجري بحق السوريين في شمال شرق سوريا منذ ثمان سنوات، جراء عمليات القصف الجوي التركية، "لكونه مشارك ومستفيد فعلياً منها"، حسب تعبيره
وكان حذر "رياض درار" الرئيس المشترك لمجلس "مسد" الديمقراطي، من أي خطوات تركية لشن عملية عسكرية برية في مناطق شمال شرقي سوريا، ضد ميليشيا "قسد"، مرجحاً وجود جهود لمنع مثل هذه العملية.
وقال درار، إن كل التهم التركية "ذريعة" من أجل التدخل في شمال شرقي سوريا، و"نقل الأزمة الداخلية في تركيا وإشغال الناس"، واعتبر أن الهجمات التركية تندرج ضمن "التحضير للانتخابات البلدية التركية وكسب الجمهور"، وفق زعمه.
واستبعد "درار" اندلاع مواجهة تركية - أمريكية في سوريا، معتبراً إلى أن واشنطن "ليس لديها تصور لمواجهة مع الأتراك، ولديها حسابات في المناطق الشرقية"، وفق شبكة "رووداو".
في السياق، قال "إسماعيل رشيد" عضو اللجنة السياسية في حزب "يكيتي"، أحد أحزاب "المجلس الوطني الكردي في سوريا"، إن إدارة "حزب الاتحاد الديمقراطي" الكردي، أكبر أحزاب "الإدارة الذاتية"، وارتباطه مع "حزب العمال الكردستاني" يقدم الذرائع إلى تركيا للتدخل في شمال وشرق سوريا.
ورجح رشيد، وجود "ضوء أخضر روسي وأمريكي، لهذه الخطوات التصعيدية، المحدودة الهدف والتوقيت"، مايعني أنه يستبعد العملية العسكرية البرية، في وقت تواصل الطائرات والمدفعية التركية دك مواقع "قسد" وتحقيق إصابات كبيرة في صفوفها.
وكانت أعلنت وزارة الدفاع التركية، أمس السبت، ارتفاع عدد الإرهابيين الذين تم تحييدهم شمالي سوريا إلى 58 إرهابياً، وذلك خلال عملية نفذتها القوات المسلحة التركية، الجمعة، شمالي سوريا "في إطار الدفاع المشروع عن النفس"، بحسب بيان لوزارة الدفاع.
وأكدت الوزارة أن تحييد الإرهابيين تم عبر "وسائط الدعم الناري"، ونشرت وزارة الدفاع التركية، السبت، مشاهد لعمليتها الجوية ضد تنظيم "بي كي كي/ واي بي جي" (PKK/YPG) الإرهابي شمالي سوريا.
وأظهرت المشاهد لحظات إقلاع الطائرات الحربية التركية وتدميرها مباني يستخدمها التنظيم الإرهابي، وبينها مستودعات ومخابئ، وتنفذ تركيا عمليات ضد "بي كي كي" الإرهابي الذي يستهدف قواتها ومواطنيها، وينشط في عدة دول بالمنطقة بينها سوريا والعراق وإيران.
وكثفت الطائرات الحربية والمسيرات التركية، من استهداف مواقع ميليشيات "قسد"، في مناطق بشمال وشرق سوريا، وأعلنت وزارة الدفاع التركية اليوم السبت عن تحييد 14 إرهابيا من الميليشيات الانفصالية، التي صعدت من لهجتها الإعلامية عبر معرفاتها الرسمية.
وقالت الدفاع التركية إنها قصفت مواقع الإرهابيين في مناطق عمليات "درع الفرات" و"غصن الزيتون" و"نبع السلام" طوال الليلة الماضية، كما نشرت الدفاع التركية مشاهد من عملية استهداف مواقع الإرهابيين وأكدت أنها ستواصل تدمير أوكارهم.
وقدرت "قسد"، حسب بيان رسمي أن الطيران الحربي التركي قصف مناطق شمال وشرق سوريا، 7 مرات، والمسير 14 مرة، وذكرت أن القواعد التركية قصفت مواقع تابعة لها ضمن مناطق شمال وشرق سوريا 74 مرة بالأسلحة الثقيلة، وغيرها من الاستهدافات المركزة ضد ميليشيات "قسد".
وقالت صحيفة "يني شفق" التركية، إن سلاح الجو التركي نفذ أكبر عملية جوية في شمال سوريا، استهدفت مواقع لحزب العمال الكردستاني، وقوات سوريا الديمقراطية، لافتة إلى أن 30 طائرة مقاتلة شاركت في هذه الغارات الضخمة.
وبينت الصحيفة أن العملية الجوية انطلقت مساء الخميس، ونفذت على عمق 40-50 كيلومترا، وتم تنفيذ الهجمات على قواعد "قسد" وآبار النفط التي يسيطر عليها حزب العمال الكردستاني ومستودعات الوقود ومواد التشحيم في مناطق تل رفعت والجزيرة وديريك.
ويذكر أن "الإدارة الذاتية"، الذراع المدني لـ"قسد"، استنفرت وسائل إعلامها لتغطية الضربات الجوية التركية، ليضاف إلى حالة التخبط التي تعيشها "قسد"، في ظل تصاعد وتيرة الاستهداف التي تطال تحركات ومواقع "قسد"، وجاء هذا التصعيد بعد تبين أن منفذي الهجوم الانتحاري الذي استهدف مبنى المديرية العامة للأمن التابعة في أنقرة، وتبناه "حزب العمال الكردستاني pkk"، جاءا من سوريا.