رسوم تشمل الجلوس والسباحة.. النظام يحتكر الشواطئ الشعبية بدواعي "الاستثمار"
منح نظام الأسد جهات نافذة معظمها إضافة لشركات روسية صلاحيات استثمار شواطئ في الساحل السوري، ما أدى إلى احتكار هذه الشواطئ لا سيّما في محافظة طرطوس، حيث يحرم الأهالي من ارتيادها إلا بدفع رسوم حتى على مقابل الجلوس والسباحة.
وقالت مصادر إعلاميّة تابعة لنظام الأسد إن "مجلس مدينة طرطوس" التابع للنظام "يعمل بكامل طاقته لاستثمار كل ما يمكن استثماره من حدائق وأرصفة وكراج انطلاق وصولاً إلى رمل الشاطئ"، إلا أن ايرادات هذه الاستثمارات لا تنعكس على الخدمات.
وأكدت أن الخدمات تتراجع وبشكل مخيف مع افتقاد المزيد من الأماكن السياحة الشعبية بطرطوس، ولفتت إلى أن "ابن مدينة طرطوس بات لا يملك شاطئاً شعبياً على طول الشاطئ ليسبح فيه إلا مقابل دفع المعلوم، فرمل الشاطئ تم تأجيره للمستثمرين".
وأشارت إلى أنه مع هذه الاستثمارات أصبح كل شيء بثمن و"السباحة في البحر ممنوعة والجلوس على الشاطئ ممنوع وحتى المرور ممنوع عدا الحواجز الموضوعة على الشاطئ"، ويتم طرد الأهالي بحال عدم دفع أجرة الجلوس على الساحل.
ومع حالة الاحتكار ارتفعت قيمة الرسوم المفروضة وحتى ما يتم تقديمه في ظل انعدام كامل لتقديم خدمات مطلوبة وقالت إحدى السيدات أن ثمن أربع كاسات متة 100 ألف ليرة وأكدت مصادر أن الاستثمارات تتمدّد على حساب المواطن والخدمات إلى الأسوأ.
وطلب عدد من سكان طرطوس مجلس المدينة بترك الشاطئ الشعبي لروّاده فمن يملك المال لن يأتي إلى هذا المكان، وزعم مدير المهن والشؤون الصحية في مجلس طرطوس "إياد ملحم" أن رخصة إشغالات على الكورنيش البحري بطرطوس، مؤقتة.
وذكر أنه "لا يحق لأي مستثمر مطالبة المواطن بأي بدل للسباحة في حال لم يستأجر طاولة أو كراسي، ونفى تلقي شكاوى بهذا الشأن، وأنكر علاقة المجلس بالأسعار، وقال هذا من شأن مديرية التجارة الداخلية فيما نفى مسؤول التجارة "نديم علوش"، تلقي شكوى عن الأسعار الزائدة في تلك الاستثمارات.
وفي حزيران الماضي أعلن وزير السياحة لدى نظام الأسد "محمد مارتيني"، عن إقامة مجمعات سياحية روسية جديدة على السواحل السورية غربي البلاد، وذلك بتنفيذ شركات روسية تنشط في مناطق سيطرة النظام في مساعي تزايد النفوذ الروسي في سوريا.
وكشف عن أحد هذه العقود مع شركة "أولمبيك تور"، باللاذقية والتي قال إنها "من أهم المستثمرين في القطاع السياحي بسوريا"، وقدر أن الشركة أنجزت 50% من بناء أحد المشاريع الذي يزيد عدد الغرف الفندقية ومقاعد المطاعم لاستيعاب تزايد السياح.
ولفت إلى أن الشركة الروسية ستقوم بتنظيم للسائحين الروس رحلات إلى المجمع وهناك شركة روسية أخرى -شركة Sinara-int، التي حصلت على عقد جديد بشروط تفضيلية مع مجلس مدينة اللاذقية تحت رعاية وزارة السياحة في حكومة نظام الأسد.
وكان كشف وزير السياحة لدى نظام الأسد عن سعي الأخير لجذب السياح الروس من خلال السياحة الدينية باتجاه المزارات المسيحية مثل قرية معلولا ودير صيدنايا، ومن خلال تطوير البنية التحتية للمنتجعات على الساحل السوري لاجتذاب المواطنين الروس للاستجمام فيها.