رسائل تهديد!! .. قناة إيرانية تنشر لقطات "حصرية" لهجوم "داعـ ـش" على السويداء 2018
أثارت قناة تلفزيونية موالية لنظام الأسد وإيران، جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد نشرها ما قالت إنها مشاهد حصرية تظهر هجوم تنظيم داعش على محافظة السويداء عام 2018، وفُسرت على أنها رسائل تهديد للسكان في سياق محاولات النظام تقويض الحراك المستمر في المحافظة جنوبي سوريا.
وبثت قناة الميادين المدعومة إيرانياً، مقاطع مصورة قالت إنها "تُنشر للمرة الاولى عن هجوم تنظيم داعش على محافظة السويداء السورية وريفها في عام 2018"، وذلك بحجة "تسلط الضوء على النظرة التكفيرية للمنظمات الإرهابية تجاه غيرها وخطورة ما يجري اليوم في السويداء من تطورات"، وفق تعبيرها.
وقالت القناة إنها حصلت على مشاهد حصرية، أثارت الجدل في توقيت نشرها، واعتبرت رسائل تهديد للسكان، وذكرت أن المشاهد تظهر "لحظة هجوم عناصر من داعش على منازل سكان السويداء وطردهم منها وما قاموا به من جرائم عبر قتل أهل السويداء والسيطرة على قرية شبكي الواقعة في أقصى الشرق من السويداء بعد ارتكاب الجرائم فيها".
واستضافت القناة كلا من "وئام وهاب"، السياسي اللبناني المقرب من نظام الأسد، و"خالد العبود"، البرلماني الداعم للأسد، واتفقا على أن هذه المشاهد تعد أقل خطورة مما يجري من حراك في السويداء، مؤخرا، وتحدث كلا من "وهاب وعبود"، عن مؤامرات ومخططات إسرائيلية تهدف إلى إدخال أمريكا للجنوب وفصل السويداء عن سوريا.
وروجت شخصيات داعمة لنظام الأسد هذه المشاهد، حيث قال "على رفعت الأسد"، إنه أصيب بمشاعر متناقضة وضجيج بالأعماق بين الحزن والفرح والغضب والحقد والراحة والطمأنينة، واعتبر أن لولا نظام الأسد وانتصار ميليشياته لارتكب الدواعش مجازر بكل مناطق سوريا.
بالمقابل نشر الكاتب السوري "ماهر شرف الدين"، مقطعا مصورا تعليقا على فيديوهات الميادين الإيرانية، وأكد أنها جاءت دون مناسبة مبررة، حيث لا تصادف الذكرى السنوية، أو حدوث حدث مهم يتصل بالحدث الأساسي، وأكد أن مخابرات الأسد تريد ترهيب أهل السويداء من خلال هذه المقاطع.
وقالت الفنانة السورية "آية مهنا"، إن الميادين أرادت تمرير رسائل لتخويف سكان السويداء، وطرحت عدة تساؤلات منها، عن سبب الاحتفاظ بهذه الفيديوهات بما أنها من تصوير داعش منذ 5 سنوات، وأكد متظاهرين ردا على التهديدات أنها "أساليب قديمة وباهتة"، وفق مقابلات من ساحة الكرامة، بثتها قناة أورينت.
وانتقد ناشطون إغفال القناة عمدًا ذكر الاتفاق الذي جرى بين النظام وروسيا وقيادة التنظيم في الحجر الأسود ومخيم اليرموك اتفاق بموجبه تم نقل قادة وعناصر التنظيم من جنوب دمشق إلى البادية ومحيط السويداء في نهاية شهر أيار/مايو 2018، ثم هاجم التنظيم القرى الشرقية من السويداء.
وقال الإعلامي "نورس عزيز"، إن "من خلال توقيت النشر نعرف تماماً أن ورقة الدواعش كانت بيد النظام المقاوم واليوم اختار زمان ووقت للنشر غير موفقين أبداً لأن المعادلة اختلفت، فأصبح الناس يعرفون القمحة والطحان".
وأضاف، رسالة للإعلام الممانع والمقاوم لقد نشرنا نحن أبناء السويداء بعد عام على معارك الشرف في المقرن الشرقي مشاهداً أقسى وأقوى مما سربه لكم النظام من خلال أفرعه الأمنية، وثبتنا للتاريخ دور نظام الأسد في تسهيل دخول الدواعش وفي تقاعسه عن حماية الأراضي السورية.
وكان نشر الإعلامي اللبناني التابع لميليشيات "حزب الله"، الإرهابي والمقرب من نظام الأسد، "حسين مرتضى"، في 27 آب/ أغسطس الماضي، مقطعا مصورا عبر صفحته الشخصية على فيسبوك، حذر خلاله من التجهيز لتفجيرات إرهابية بعد دخول خلايا من داعش إلى محافظة السويداء وفق تعبيره.
وقال "مرتضى"، إنه نشر التحذير تعقيبا على بعض التطورات التي تشهدها المنطقة المنطقة الجنوبية في سوريا، وتحدث عن بعض الأمور الخطيرة جدا، مشيرا إلى وجود اتصالات تجري حاليا بين "الدولة السورية" وبين "بعض الوجهاء".
واعتبر الإعلامي أحد أشهر الأبواق الداعمة لنظام الأسد، أن هذا الأمر أزعج الولايات المتحدة الأمريكية، وتحدث عن استغلال بعض الطرقات وتم إدخال عدد من الانتحاريين وعدد من الإرهابيين إلى بعض المناطق خصوصا منطقة السويداء جنوبي سوريا.
وأضاف، وفي حال كان هناك نية للتهدئة فإن أمريكا تحاول تأجيج الموضوع مجدداً، حيث سيقوم الانتحاريين بتفجير أنفسهم داخل بعض الأحياء والمناطق جنوبي سوريا. وذلك لاتهام الدولة السورية وإعادة تأجيج الشارع، وزعم أن هذه المعلومات دقيقة جدا، وحذر من اقتراب حدوث هذه التفجيرات.
وأشارت الكاتبة "عالية منصور"، إلى وجود "ممانعجية لبنانية" في إشارة إلى ما يسمى بـ"محور الممانعة" يطالبون مرة بالبراميل ومرة بالكيماوي ومرات ومرات بالشتائم، ردا على مظاهرات السويداء وأضافت، أن السوريين مستمرين بثورتهم ويطالبون بإسقاط بشار الأسد، واستغربت هذه الردود العنيفة.
وكان اتهم الإعلامي الموالي لنظام الأسد، "رفيق لطف"، ونظيره "بشار برهوم"، المشاركين في المظاهرات المنادية برحيل الأسد في السويداء بالحصول على أموال من الخارج، قائلا: "هل تعلمون أنهم يوزعون 20 دولار للشاب و25 للفتاة؟ إسألوا أهل السويداء يجيبون" وفق تعبيره.
وخرج "لطف"، مؤخرا داعيا إلى سحق المتظاهرين واعتبر أن النملة لا تستطيع أن تصارع الفيل، وهدد توعد السوريين بالحل الأمني والقمع هذا ولم يكتفِ نظام الأسد باتهام المتظاهرين الغاضبين بالعمالة والارتباط بجهات تدعمهم إعلامياً، بل قال صراحة وعبر التلفزيون السوري الرسمي إن هناك دعم مادي للمحتجين من أجل التظاهر والكذب والفبركة.
هذا وقال الباحث العلوي "أحمد أديب أحمد"، إنه يبدو أن الكثير من المستويات الدرزية وعلى رأسها حكمت الهجري تؤيد نداءات الانفصال والتمرد على الدولة، وذكر أن ما يجري في السويداء من مظاهرات ضد الدولة وقيادتها موضوع خارجي بحت، لذا يجب الوعي كل الوعي من تنفيذ الأجندات الصهيونية.