رغم الانتقادات .. استخبارات "قسد" تحكم قبضتها على الاتصالات بمناطق نفوذها بحلب
أفاد عدد من أصحاب وموزعي خدمة الإنترنت في مناطق نفوذ ميليشيات "قسد" في محافظة حلب، ضمن ما تُسمّيه "مقاطعة الشهباء"، بمعلومات عن قيام "قوى الأمن الداخلي" (الأسايش) بإحكام سيطرتها التامة على قطاع الاتصالات في سياق الاحتكار وتشديد قبضتها، رغم الانتقادات المتصاعدة بهذا الشأن.
وفقاً لما أورده صفحات إخبارية على مواقع التواصل الاجتماعي، عبر بيان يمثل أصحاب وموزعي الإنترنت في مقاطعة الشهباء وحيي الشيخ مقصود والأشرفية عند الأطراف الشمالية الشرقية لمدينة حلب، فإن محاولات تسلط "الأسايش" جاءت رغم كل الصعوبات والتحديات التي تواجههم وعدم توفر المحروقات.
ونوه مزودي الخدمة أنه قبل فترة استدعت قوات الأسايش، "الذراع الأمني لميليشيات قسد"، علما أنها جهة عسكرية أمنية وليست مدنية، العاملين في القطاع لعقد اجتماع لتعديل الأسعار، ولفتت إلى وجود مساعي من قبل استخبارات "قسد" لتمديد خط إنترنت من تركيا بشكل مباشر وإلغاء جميع شبكات الإنترنت.
وانتقد مزودي الخدمة هذه الخطوة التي قالوا إنها جاءت تحت التهديد وأكدوا أن هذا القرار مرفةص ولم يتم التقيد به ولا يخدم المصلحة العامة لعدة أسباب، وناشد العاملون في الاتصالات "الإدارة الذاتية"، ومتزعم ميليشيات قسد "مظلوم عبدي"، أن يقوم بتشكيل لجنة تحقيق موسعة تستهدف المعنين بالقرار ضمن قوات الاسايش.
وطالب البيان بفتح تحقيق بالموضوع وإبعاده السياسية على منطقة وشدد على ضرورة قيام إدارة الاسايش بتسليم إدارة الانترنت كونه شأن مدني وليس عسكري، وتداولت صفحات مقاطع صوتية لما قيل إنها تهديدات بالضرب والاعتداء على مزودي الخدمة ومصادرة معداتهم في حال الاعتراض على القرار.
واتهم مزودي خدمات الانترنت في مقاطعة الشهباء وحيي الشيخ مقصود والأشرفية، قيام كوادر من "الأسايش"، بمساعي لفرض شبكة واحدة رئيسية أسوة بمناطق شمال شرقي سوريا، وسط معلومات عن تأسيس أرضية لشبكة Rcell التابعة لما يسمى بـ"الإدارة الذاتية".
ويأتي ذلك وسط مؤشرات على مواصلة "قسد" وذراعها الأمني "الأسايش"، ممارساتها ضد السكان، وتحدثت حسابات باللغة الكردية عن وجود "مؤامرة" من المسؤولين عن شبكة الانترنت لتفكيك الشبكات الإنترنت السورية وتركيب شبكات تركية من أجل التجسس وتحدد المواقع، وفق تعبيرها.
وفي نيسان/ أبريل الماضي، كشفت وكالة "هاوار" المقربة من "الإدارة الذاتية" عن توقفت شبكات الاتصالات الخلوية السورية والانترنت السوري بشكل كامل في مقاطعة الشهباء في محافظة حلب التي تتبع لـ "الإدارة الذاتية"، نتيجة الحصار المفروض من قبل النظام السوري.
وأشارت إلى أن شبكات الانترنت والاتصالات الخلوية خرجت عن الخدمة نتيجة انقطاع الكهرباء، بعد توقف المولدات الكهربائية بسبب نفاد مادة المازوت، فضلا عن نفاد شحن بطاريات الطاقة التي تغذي أبراج الاتصالات في المقاطعة.
وكانت أصدرت "الإدارة الذاتية" في شمال وشرق سوريا، بياناً في يونيو/ حزيران الماضي حظرت من خلاله استخدام أي مزود خدمة من خارج مناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد).
وقال مكتب الاتصالات التابع للإدارة إن على جميع الشركات المخدمة للإنترنت في مدينة منبج وريفها مراجعة مكتب الاتصالات التابعة للواجهة المدنية لقوات "قسد".
وبررت إلزام أصحاب الشبكات ومزودي الإنترنت والاتصالات بمراجعة مكتب الاتصالات من أجل التزود بخدمة الانترنت المقدمة من قبل الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا.
وذكرت أنها دعت مزودي الإنترنت لتحديد حجم حزم باقات الإنترنت وشددت في بيانها على أنها تعتزم منع استجرار خدمة الإنترنت من خارج مناطق سيطرتها.
واختتم مكتب الاتصالات التابع للإدارة الذاتية بقوله إن "من لم يلتزم بالتعليمات سيعرض نفسه للمخالفة والمسائلة القانونية بالإضافة إلى الملاحقة الأمنية"، وأثار التعميم استهجان وجدل متصاعد.
وكانت نفذت محلات ومزودي خدمة الإنترنت والاتصالات في مدينة منبج بريف حلب الشرقي، إضرابا عاما لكافة الشبكات في المدينة وذلك رداً على سياسات قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، التي تحاول فرض شروطها المجحفة بحقهم.
وتحظر "الإدارة الذاتية"، منذ العام 2019 استخدام النت التركي، لتوسع نطاق انتشار النت العراقي وقالت في بلاغ رسمي إنه يمنع جميع الشركات المستفادة من توزيع خدمة الإنترنت بمناطق سيطرتها، من استعمال خط الإنترنت التركي تحت طائلة المساءلة والمصادرة.
وبسبب سياسات "قسد"، تغيب خدمة الإنترنت التركي عن مناطق سيطرتها شرقي حلب، وسط مخاوف من وصول سلطات الأمر الواقع إلى بيانات المستخدمين من خلال هواتفهم النقّالة التي تستخدم الإنترنت العراقي الرديء وغير الآمن.