رئيس لجنة التحقيق الأممية: الاعتقال في سوريا "اختفاء" ومعظم المعتقلين دفنوا بمقابر جماعية
قال "باولو بينيرو" رئيس لجنة التحقيق المعنية بسوريا في الأمم المتحدة، خلال مؤتمر عقد في العاصمة البلجيكية بروكسل، الجمعة، حول مصير المعتقلين في سجون نظام بشار الأسد، إن الاعتقال في سوريا هو بمثابة اختفاء.
ولفت بينيرو، إلى أن مصير عشرات آلاف المدنيين السوريين مجهول، ومعظمهم يقبعون في معتقلات النظام منذ 10 سنوات، وذكر أن التوقعات تشير إلى أن معظم المعتقلين أعدموا ودفنوا في مقابر جماعية، وتعرض آخرون للتعذيب وسوء معاملة في ظروف غير إنسانية.
وأضاف: "التعرض للاعتقال في سوريا اليوم هو بمثابة الاختفاء"ـ وأشار إلى ضرورة إنشاء آلية مستقلة ذات سلطة دولية للتحقيق في أوضاع المدنيين المختفين، وشدّد المسؤول الأممي على أن التأخر في إنشاء هذه الآلية سيزيد من صعوبة الكشف عن مصير هؤلاء الناس.
وفي وقت سابق، نبه الائتلاف الوطني في بيان له، إلى أن العفو المزعوم الذي أصدره نظام الأسد ما هو إلا زيف أطلقه للتغطية على جريمته التي كشفتها صحيفة "الغارديان" مؤخراً بحق مدنيين في حي التضامن بدمشق.
وتحدث الائتلاف الوطني عن جملة من النقاط، أولها: إن أعداد المفرج عنهم خلال العفو المزعوم لم تتجاوز 200 شخص حسب منظمات حقوقية، في حين هناك عشرات الآلاف من المعتقلين ما زالوا في سجونه وأقبية أجهزته الأمنية؛ يواجهون مصيراً مجهولاً، وثّقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان منهم بالاسم أكثر من 132 ألف معتقل.
وأكد الائتلاف أن المعتقلين في سجون النظام يتعرضون لأشد أنواع التعذيب الجسدي والنفسي، ويذكّر بما قالته منظمة العفو الدولية بأن سجن صيدنايا هو “مسلخ بشري”، وأنه “أسوأ مكان على وجه الأرض” حيث يشهد عمليات الشنق الجماعية والإبادة الممنهجة بحق المعتقلين، كما أن الصور التي سربها قيصر والتي تظهر عشرات الآلاف من المعتقلين المقتولين تحت التعذيب يجب ألّا تمحى من أذهان البشرية.
ولفت إلى أن المشاهد المروعة التي شاهدناها من دمشق لآلاف العائلات السورية وهي تستجدي كل خارج لمعرفة أدنى معلومة عن معتقليهم ومعرفة إن كانوا على قيد الحياة أم لا، إضافة للأوضاع الصحية التي خرج بها المعتقلون من فقدان للذاكرة أو إعاقة جسدية أو مرض مزمن، لهي مرآة تعكس فظاعة ما يتعرض له المعتقلون وأهاليهم على يد نظام الأسد الوحشي.
وأشار الائتلاف إلى أن هذا الكم الكبير من الجرائم التي ارتكبها نظام الأسد بحق الشعب السوري عموماً والمعتقلين خصوصاً، تجعل كل الدول التي تساند هذا النظام أو تحاول ترميم علاقتها معه دولاً مدانة وشريكة في قتل السوريين، فهي لم تحترم دماءهم وتضحياتهم التي بذلوها من أجل أن تكون سورية حرة مستقلة.
وطالب الائتلاف، الأمم المتحدة بالتحرك الفوري والعمل بجدية لإطلاق المعتقلين السوريين والكشف عن مصيرهم وإيقاف المذبحة التي يتعرضون لها، وإنصاف جميع السوريين عبر محاسبة نظام الأسد على جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها طيلة السنوات السابقة، وتحقيق الانتقال السياسي في سورية وفق قرارات مجلس الأمن الدولي ولا سيما القرار 2254.