قتل واعتقال وحصار وتفجير منازل.. انتهاكات متصاعدة لميليشيا "قسد" بريف ديرالزور
وثق ناشطون جملة من الانتهاكات المتجددة على يد ميليشيا "قسد"، في أرياف دير الزور شرقي سوريا، على ضوء التوتر والفوضى الحاصلة في المنطقة، حيث شنت حملات اعتقالات وحاصرت عدة مناطق وفجرت منازل سكنية علاوة على مقتل أشخاص خلال مداهمات نفذتها بريف ديرالزور.
وحسب مواقع إخبارية معنية بأخبار المنطقة الشرقية، فإنّ دوريات لميليشيا "قسد" داهمت منازل عدة وسرقت محتوياتها، ثم عمدت إلى تفجيرها، حيث تم تدمير منزل "أسمر العميري" فجر اليوم في بلدة غرانيج شرق ديرالزور، بتهمة الإنتماء لمقاتلي العشائر.
وذكرت مصادر في موقع "فرات بوست"، أن المنزل يسكُن فيه والدته وشقيقه وفي سياق متصل، فجّرت "قسد"، منزل "كريم الجبير" بعد مداهمته في بلدة أبو حمام يذكر أن سياسة تفجير المنازل للمعارضين في دير الزور، أسلوب مكرر سبق أن نفذه داعش والنظام وصولا إلى "قسد".
واستنكر ناشطون سياسة تفجير المنازل ضمن سياسة الانتقام ومحاولة الإرهاب التي تتبعها ميليشيات "قسد"، علما بأنها ليست جديدة فهي سابقاً اعتقلت مدنيين لمساومة أقاربهم المطلوبين لتسليم أنفسهم وفجرت وأحرقت بيوت لعوائل مطلوبين لها.
ومنذ سيطرتها على مناطق شمال شرق سوريا ارتكبت الكثير من جرائم الحرب وقتل المدنيين واستخدامهم كدروع بشرية إضافة لخطف القُصّر وتجنيدهم في المعارك وتحاول إرهاب الناس بتفجير البيوت وحصار المدن بدعوى ملاحقة داعش وخلايا النظام.
وفي سياق تزايد انتهاكات "قسد" اعتدى أحد كوادر الميليشيات الانفصالية على رجل مسن سكب مادة الزيت المغلي، بعد أن سلبه هاتف محمول، كما دهس أحد عناصر "قسد" مجموعة من الأطفال بحي الناصرة في مدينة الحسكة، ثم يلوذ بالفرار دون إسعافهم.
وبالعودة إلى ريف دير الزور الشرقي التي تحولت إلى ساحة معارك وتوتر، منعت حواجز ميليشيات "قسد"، فجر اليوم، دخول شاحنات الخضار والمواد الغذائية إلى عدد من القرى الواقعة تحت سيطرتها بريف ديرالزور.
وأكدت مصادر أن إجراءات "قسد" شملت قرى وبلدات جديد عكيدات وجديد بكارة والدحلة، والصبحة شرقي دير الزور ونوهت أن منع دخول المواد الغذائية تسبب بنفاذ الخضار من المحال التجارية، ما أجبر أصحابها على إغلاقها.
واقتصرت المواد المتوفرة على كميات قليلة من الملوخية والباذنجان، والتي ارتفعت أسعارها بأكثر من الضعف، وسط نقص حاد في المواد الغذائية والخضار بريف ديرالزور وسط معاناة الأهالي منذ أيام بسبب منع ميليشيات "قسد"، دخول السيارات إلى الأسواق وفرض حظر التجوال.
ومع تأكيد مقتل شخصين خلال مداهمة لقوات "قسد"، تحدث إعلام "قسد" عن تفكيك خلية داعش في قرية سويدان الجزيرة المتاخمة لنهر الفرات في غربي دير الزور"، إلى ذلك كشفت "قسد" عن مقتل اثنين من عناصرها "ثائر المعجل، ومحمد السيد" بريف ديرالزور.
فيما ظهر شيخ قبيلة العكيدات "إبراهيم الهفل"، في خيمة عزاء "فايز العنتر" قائد لواء ثوار البوجامل، الذي قتل خلال الاشتباكات مع قسد في بلدة ذيبان شرق ديرالزور، نافيا الأنباء التي تحدثت عن تعرضه للاعتقال من قبل الشرطة العسكرية الروسية أو إطلاق نار بريف ديرالزور.
بدورها صفحات إعلامية تابعة لقسد طالبت قبيلة البكارة بالرد على المجزرة التي حلت بأبناء القبيلة، مُحملين “إبراهيم الهفل” مسؤولية دماء أبناء البكارة، متجاهلين الفاعل الحقيقي وراء المجزرة، وهو ميليشيا الفرقة الرابعة.
واعتبر ناشطون هذا التجاهل يشير بوضوح إلى أن الحادثة ليست عرضية، بل وراءها قوى تسعى إلى جر المنطقة إلى فتنة عشائرية بين أكبر قبيلتين في سوريا، وبذلك يتكشف الهدف الحقيقي وراء التصعيد، وفق تعبيرهم.
ميدانيا أفادت مصادر إعلامية محلية بأن ميليشيات الفرقة الرابعة في قوات الأسد أجبرت عدد من أهالي بلدتيّ البوليل والطوب شرقي ديرالزور، على إخلاء منازلهم، مع استقدام تعزيزات عسكرية جديدة، تحتوي أسلحة ثقيلة ودبابات، وسط تسجيل تحليق للطيران المروحي التابع لقوات التحالف الدولي بريف ديرالزور.
في وقت تم تداول أنباء عن جرح عناصر من "قسد" نتيجة انفجار دراجة نارية بالقرب من الكسرة دون تأكيد رسمي، واندلعت اشتباكات في منطقة حوايج ذيبان، وحوايج بومصعة فيما قصفت "قسد" بقذائف الهاون، قرية صبيخان، لترد قوات النظام باستهداف مواقع إطلاق القذائف في بلدة أبو حردوب.
واستقدمت المليشيات الإيرانية وقوات النظام وقوات العشائر ليلة أمس، تعزيزات عسكرية إلى قرية مراط شرقي ديرالزور، وقالت مصادر إن التعزيزات شملت قذائف صاروخية ومدافع هاون ومضادات طيران من عيار 23مم.
وأوضحت أن المليشيات نشرت مدافع الهاون والقذائف الصاروخية بين منازل المدنيين، ما تسبب بحالة ذعر كبيرة بين الأهالي، وأشارت إلى أن عددًا من العوائل غادرت منازلها، خوفًا من قصف متبادل بين المليشيات و"قسد" ودفعت الأخيرة بتعزيزات عسكرية إلى بلدة الصبحة شرق ديرالزور، تضمنت مدافع هاون.
ولا تزال تفرض "قسد" منذ عدة أيام طوقًا أمنيًّا على المربع الأمني التابع للنظام في مدينتي القامشلي والحسكة، ومنعت الآليات من الدخول والخروج، واعتقلت "قسد"، الشاعر "غمكين رمو" من منزله في بلدة الدرباسية شمال الحسكة وتقتاده إلى جهة مجهولة.
وتسبب القصف المتبادل قبل يومين بين قوات النظام و"قسد" بمقتل وإصابة عدد من المدنيين في قرية الدحلة وبلدة البوليل شرقي ديرالزور، وتشهد مناطق سيطرة "قسد" منذ عدة أيام، اشتباكات وقصفًا متبادلًا بينها وبين "قوات العشائر" المتمركزة بمناطق سيطرة النظام.
هذا ويشهد ريف دير الزور الشرقي تصعيداً عسكرياً خطيراً أدى إلى حركة نزوح كبيرة للمدنيين من بلدات الدحلة وجديد بگارة وإبريهة باتجاه البادية، بالإضافة إلى نزوح أهالي بلدات البوليل والطوب كما أن المنطقة تشهد حالة من التوتر الشديد مع دفع طرفي الصراع إلى تعزيزات عسكرية ضخمة على ضفاف نهر الفرات بديرالزور شرقي سوريا.