قتـ ـلى وجرحى ومعتقلين بينهم أطفال مع استمرار المواجهات بين العشائر وقسد شرقي ديرالزور
أعلنت معرفات إعلاميّة تتبع لـ"جيش العشائر" عن تنفيذ هجمات متزامنة على نقاط ومقرات لمليشيا "قسد" بريف ديرالزور، في وقت ارتفعت فيه حصائل الضحايا والجرحى والمعتقلين على خلفية التوترات القائمة في ظل حالة من الفلتان الأمني شرقي سوريا.
وهاجم مسلحون ينسبون أنفسهم لمقاتلي العشائر، صباح اليوم السبت، مقرا يتبع لميليشيات "قسد" حي اللطوة ببلدة ذيبان، ونقاط أخرى في بلدة الحريجية، والشحيل والدحلة، في وقت أعلنت "قسد" حظر تجوال للدراجات النارية عبر مكبرات الصوت وصادرت بعضها في شوراع البصيرة بريف ديرالزور الشرقي.
وأقدم عناصر من ميليشيات قسد على قطع الطريق العام الرئيسي الذي يربط ما بين بلدتي ذيبان والحوايج من مفرق الرغيب شرقي ديرالزور، وسط منع مرور السيارات وإغلاق المحلات التجارية، إثر مقتل عنصرين من عناصرها بسوق ذيبان وتعرض حاجز "الشيحان" التابع لـ"قسد" لهجوم نفذه مجهولون.
ميدانيا أيضا سادت حالة استنفار كبير لقسد في بلدة أبوحمام بريف ديرالزور الشرقي وإغلاق شارع القهاوي بعد الهجوم الذي استهدف دورية أمنية تتبع لـ"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) وقتل نتيجته 3 عناصر من ميليشيات "قسد" وشخص مدني، يدعى طريف الجعيلة، كان رهن الاعتقال.
ونشر ناشطون محليون فيديوهات تُظهر استهداف مقرات "قسد"، في مدرسة برعوج ببلدة ذيبان بريف دير الزور الشرقي بالأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية، ويشن مقاتلون من العشائر، منذ أحداث دير الزور في آواخر آب الفائت شرقي ديرالزور هجمات شبه يومية وتشهد المنطقة تصعيداً لافتاً في الفترة الأخيرة.
وتعرض حاجز الهنكار الواقع بين بلدتي أبو حردوب و الجرذي شرق ديرالزور، لهجوم نفذه مجهولون، إلى ذلك شنت ميليشيات قسد في الساعات الأخيرة عدد من حملات الدهم والاعتقال بحق الأهالي المدنيين في عدة مناطق في ريف ديرالزور واسفرت عن اعتقال عدد من أبناء ديرالزور.
في حين شهدت بلدة الكسرة غرب ديرالزور حملة اعتقال طالت عدد من أبناءها وشهدت ايضا بلدة الجرذي شرق ديرالزور عدة اعتقالات كما شهدت بلدتي البصيرة أيضاً حملة دهم واعتقال طالت عدد من الأشخاص.
وفي سياق مواز كثفت ميليشيات "قسد" حملات اعتقال طالت عدد من الأشخاص بمناطق ديرالزور، وسط أنباء عن عزم الأخيرة إعلان "عفو عام" مزيف يتم بموجبه إطلاق سراح المعتقلين حديثا بشكل تعسفي دون توضيح التهم الموجهة إليهم.
فيما اعتقلت "قسد" طفلين في ناحية الصور شمالي ديرالزور، أحدهما ابن شقيق قائد مجلس ديرالزور العسكري المعزول أحمد الخبيل، وقالت مصادر إن قسد طلبت فدية لإطلاق سراح الأطفال، قبل أن ترضخ وتطلق سراحهم بعد احتجاجات وقطع الطرقات في بلدات الحصين والسعدة والحريجي والجاسمي والعزبة وجديد عكيدات بريف ديرالزور.
ويُعد اعتقال أطفال من ذوي المعتقلين لدى قسد انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان وتستخدمه قسد للضغط على الموقوفين ومثل هذه الاعتقالا تُعمق من حالة عدم الاستقرار في شمال شرقي سوريا، وتُزيد من حدة التوتر بين قسد والسكان المحليين وتُهدد بتصاعد العنف في المنطقة، وفق نشطاء.
وفي سياق تزايد حملات الاعتقال تم اعتقال الشاب أحمد الكردي، حملة مداهـمات نفذتها "قسد" في قرية أبو النيتل على خلفية إسقاط طائرة "درون" تابعة لها برصاص مجهولون على أطراف القرية وتم اعتقال شخص آخر بتهمة الانتماء إلى داعش في قرية الجاسمي فيما أطلقت سراح معتقلين من أبناء بلدة أبو حردوب ومدينة القورية عقب اعتقال نحو 8 أشهر.
وكذلك شهدت مدينة الرقة، انتشاراً مكثفاً لدوريات الشرطة العسكرية التابعة لقسد في أحياء وشوارع المدينة، وتشهد مناطق سيطرة "قسد" تزايد كبير في حالات الفلتان الأمني، يضاف إليها الاقتتالات العشائرية التي تتهم "قسد" بلعب دور رئيسي في انتشارها كما يقول نشطاء أن الأخير تتعمد عدم فض النزاعات العشائرية رغم المناشدات بهذا الشأن.
في 26 مارس/ آذار الماضي نشر الموقع الرسمي لإمارة عشائر البكير في دير الزور بيانا استنكر فيه اعتقال قوات قسد شخصين من وجها عشيرة المشاهدة في قرية الشمساني، ووجهت قوات قسد للرجلين تهم باطلة بدعم تنظيم الدولة، حسب البيان وطالب الموقع التحالف الدولي بوضع حد لممارسات قوات قسد ضد أبناء العشائر.
ويتهم إعلام "قسد" مجموعات موالية لإيران وأخرى للنظام السوري بإثارة الفوضى وزعزعة الاستقرار بمحاولات التسلل التي تقوم بها في ريف دير الزور، وتكرر قوات قسد الإعلان عن التصدي لمحاولات تسلل لعناصر مدعومين من النظام على ضفاف نهر الفرات بريف دير الزور الشرقي.
فيما قتل الشاب "مجد دعار البوجاسم" برصاص قناص قوات الأسد أثناء عمله بصيد الأسماك في نهر الفرات بالقرب من بلدة الجنينة بريف ديرالزور الغربي، ونشبت اشتباكات بالأسلحة الرشاشة بين قسد و قوات الأسد على ضفتي نهر الفرات بالقرب من جسر مدينة الميادين شرقي ديرالزور، وسط قصف متبادل بين الطرفين ما أدى لإصابة عدة أشخاص.
وقتل طفل يبلغ من العمر عامين جراء طلقة نارية طائشة أثناء هجوم مجهولين ينسبون أنفسهم لمقاتلي العشائر على مواقع ميليشيات قسد في بلدة ذيبان شرق ديرالزور حيث عبروا من مدينة الميادين الخاضعة لسيطرة النظام السوري واشتبكوا مع نقاط ميليشيات قسـد قرب بلدة ذيبان، وجرحت طفلة برصاصة طائشة أثناء عبورها برفقة ذويها بين ضفتي نهر الفرات قادمة إلى مدينة العشارة بريف ديرالزور.
ووثق ناشطون مقتل الشاب عمر أحمد الطه الفرج برصاص قوات "قسد" المتمركزة قرب المعبر النهري في الضفة الشرقية لنهر الفرات، واستنكر ناشطون استمرار احتجاز جثث طفلين قتلتهم قسد خلال عملية مداهمة وزعمت أنهم كانا يزرعون عبوات ناسفة وكررت ميليشيات "قسد" مثل هذه الاتتهاكات حيث أخفت جثث العديد من الأشخاص بعد أن قامت بقتلهم بمناطق ريف ديرالزور الشرقي.
هذا وتتزايد الانتهاكات التي ترتكبها ميليشيات "قسد"، وكثير منها يكون انتقاما من انتفاضة أبناء العشائر ضدها في مناطق ريف ديرالزور الشرقي، ولا يقتصر ذلك على دير الزور، حيث تزيد من المضايقات على معظم مناطق سيطرتها شمال شرقي سوريا.
ومثالا على ذلك قامت مؤخرا باعتقال واختطاف أطفال أخرهم الطفلة ميرنا الويسي، لتجنيدها بريف منبج، وتداول ناشطون مقطعا يُظهر قيام عناصر قسد بإطلاق الرصاص على بناء سكني بمدينة منبج شرق حلب بعد قيام الأهالي برشق دورية بالحجارة.
وتشهد مناطق دير الزور خصوصا وشمال شرقي سوريا عموما فوضى وفلتان أمني مستمر منذ اعتقال قائد مجلس دير الزور العسكري وعدد من شيوخ العشائر وعشرات المدنيين والعسكريين في الحملة الأمنية التي أطلقتها قسد باسم "تعزيز الأمن" شهر آب الماضي برعاية التحالف الدولي، واتهمت قوات قسد المعتقلين بأنهم عصابات ومهربي مخدرات والتعاون مع النظام السوري، وأدت لتفجر انتفاضة أبناء العشائر وسقط المئات من القتلى والجرحى وهجر آلاف الأشخاص من المنطقة.