السياسي السوري الكبير الأستاذ "رياض الترك"
السياسي السوري الكبير الأستاذ "رياض الترك"
● أخبار سورية ٢ يناير ٢٠٢٤

قضى حياته معارضاً لعائلة الأسد ولقب بـ "مانديلا سوريا".. وفاة المعارض "رياض الترك"

نعى "الائتلاف الوطني السوري" وشخصيات سورية معارضة، وفاة السياسي السوري الكبير الأستاذ "رياض الترك"، الذي وافاه الأجل يوم الثلاثاء "1/1/2024" في مدينة باريس بعد صراع مع المرض، وعبر الائتلاف الوطني عن خالص تعازيه لعائلة الفقيد وأصدقائه ومحبيه وللشعب السوري.

ولد "رياض بن محمد علي الترك"، عام 1930 في مدينة حمص، ونشأ في ميتم للجمعية الإسلامية الخيرية، ودخل السجن أول مرة في العام 1952، بتهمة انتمائه للحزب الشيوعي؛ ليقضي فيه خمسة شهور، حصل بعدها على إجازة في الحقوق عام 1958، ثم أعيد إلى السجن السياسي لمدة سنة وأربعة أشهر في الفترة: 1958 ـ 1961.

وإثر انقلاب حافظ الأسد واستيلائه على السلطة، صعّد الترك من معارضته للنظام، ورفض الانضواء تحت عباءته، فقرر رأس النظام إخراج رياض الترك من اللعبة السياسية في سورية، فاعتقله في 28 تشرين الثاني من العام 1980، حتى 30 أيار 1998، ثم أعاد النظام اعتقال الترك بعد وفاة حافظ الأسد عام 2000؛ بسبب مقابلة له على قناة الجزيرة قال فيها: "الديكتاتور مات".

أطلق السوريون على الترك الذي أمضى عشرين سنة من عمره في سجون الطغاة لقب "مانديلا سورية"، لم يتوقف الترك عن معارضته للنظام وممارساته القمعية يوماً، وما برح يطالب بإطلاق المعتقلين السياسيين ورفع قانون الطوارئ والسماح بالتعددية السياسية وإلغاء تسلط "الحزب القائد" على البلاد، ومع انطلاق الثورة السورية في 2011، مضى الترك في طريقه مناضلاً ومشجّعاً وملهماً لشباب الثورة وشابّاتها على الثبات في طريق الحرية حتى الخلاص من الاستبداد والديكتاتورية.

أكد الراحل في مقال له في بداية الثورة، أن سورية لن تعود إلى قمقم الاستبداد من جديد، حيث قال: "كل ما أعرفه اليوم أن سورية لن تبقى مملكة الصمت، ولن يبقى الخوف مطبقاً على الصدور، ولن يبقى الوطن سجناً كبيراً، نعم "سورية الله حاميها"؛ لأنها باقية بشعبها...أما الاستبداد فإلى زوال، قصر الزمن أو طال، وإن غداً لناظره لقريب".

وقال "الائتلاف": إن رحيل الأستاذ رياض الترك سيترك فراغاً كبيراً في قلوب كل من عرفه والتقى به، لكن ستبقى سيرته ملهمة للسوريين الأحرار؛ من أجل متابعة الطريق حتى تحرير سورية من الاستبداد والديكتاتورية، وتحقيق تطلعات شعبها في التحرر والاستقلال.

وكان الترك من أبرز الموقعين على “إعلان دمشق”، الذي صدر عام 2005 بمبادرة من مجموعات معارضة سورية كانت تطالب بـ”التغيير الديموقراطي” في سوريا، ولدى اندلاع الثورة في سوريا، عام 2011، قدّم الترك دعمه لحركة المعارضة السلمية، وإلى “المجلس الوطني السوري”، الذي ولد صيف 2011 في إسطنبول جامعاً فصائل المعارضة السورية.

وفي تصريح له، في أكتوبر/تشرين الأول 2011، قال رياض الترك: “إن ثورتنا سلمية شعبية ترفض الطائفية، والشعب السوري واحد. لا تنازل ولا تفاوض حول الهدف المتمثل بقلب النظام الطاغية”.

وقالت ابنته خزامى الترك لوكالة "فرانس برس": "الوالد توفي وهو مطمئن وراض عن كل شي عمله، وكان محاطا بأحفاده وابنتيه"، وأضافت "أشعر بأن الكثير من السوريين يشعرون بالحزن عليه. لكن مثلما قال في كثير من الأحيان، بقية الشباب السوريين والسوريات سوف يكملون المشوار أكيد".

وقال "فضل عبد الغني" مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان": "رحل رياض الترك/ابن العم، الذي قاع وحشية الأسدين الأب والابن بشجاعة منقطعة النظير، ودفع في سبيل ذلك عمر من السجن والتعذيب، والتضييق والملاحقة، واستمر في نضاله ضد الدكتاتور بهمة وحيوية حتى آخر أيام حياته".

وقال الصحفي "غسان ياسين": "كان الأستاذ رياض الترك يخاطب كل من يحدثهم بابن العم ثم صار رفاقه يشيرون بها إليه خلال أحاديثهم بدلاً من أن ينطقوا اسمه لأن المجرم حافظ الأسد ولكثر ماكان حقوداً كان يعتقل كل من يتلفظ باسم رياض الترك.. كان يخاف منه رغم أنه في المنفردة طيلة 18 عاماً".

وأضاف: "عندما مات ملعون الروح خرج الاستاذ رياض في مداخلة شهيرة وقال جملته الخالدة: مات الديكتاتور ..جملة ظلت عالقة في رأسي وحين خرج من سوريا التي أفنى عمره دفاعاً عن حريتها وكرامتها إلى فرنسا ذهبت لأزوره وكنت في حيرة من أمري.. ماذا يمكن أن آخذ معي هدية لقامة وطنية مثله فلم أجد أفضل من جملته التي وضعتها في لوحة وأهديته إياها وأذكر أنه فرح بها".

وختم ياسين قائلاً: "اليوم توفي ابن العم.. مات اليوم اقدم سياسي سوري والأكثر جذرية بمواقفه ضد العصابة.. مات الأشجع والأصلب ومن حقه علينا وحق شهداء الثورة أن نواصل هذا الطريق الذي بدأوه قبل عقود ونحن لا نملك إلا أن نكمل هذا الطريق الطويل حتى آخره.. حتى مطلع الفجر".


وقال السياسي "حازم نهار": "رياض الترك معلَم من معالم تاريخ سورية المعاصر.. هذه حقيقة لا يستطيع دحضها أحد من دون الافتئات على الحقيقة والتاريخ .. في حالة رياض الترك يمكن القول فعلًا إن الاتفاق في المبادئ والأهداف، والاختلاف في الطرائق والآليات، لا يفسد للود قضية".

وأضاف: "مأثرته في وضوحه الكبير في ما يريد، وإصراره الشديد على ما يريد، واستعداده الصادق لدفع ضريبة ما يريد، وقد فعل... هي أشياء لا تشترى.. في دولة وطنية ديمقراطية سورية مستقبلية، الدولة التي ما زال التفكير فيها والعمل من أجلها مشروعَين وضروريين؛ سيكون أبو هشام حاضرًا في وجدان أبنائها وبناتها على نحو أكيد".

وقال "فايز سارة"، رياض الترك وداعاً.. غاب ابو هشام ابن العم كما كان يناديه البعض، وكما اعتاد ان ينادي الاخرين، لكن صفحته لن تغلق بغيابه، ففي الصفحة حياة انسان، افكاره ومواقفه، وعلاقاته مع بلده واهله ومواطنيه، وهذه كلها سوف تبقى بالايجابي وفي السلبي منها، لان الرجل كان جزءاً من تاريخ سوري امتد عقود متواصله".


وأضاف: "منذ عرفه الناس معارضا في سجون دولة الوحدة، التي طالما احبها ونادى بها وعمل من اجلها، ومناضلا من اجل تصحيح مسارات السياسة في الاحزاب كما  في السلطة، فاحتمل النبذ في الاولى والاعتقال المديد في الثانية، الامر الذي اهله عن حق ذات يوم للقول بوضوح وعلى الهواء: مات الدكتاتور مشيرا الى رأس جمهورية الصمت".

وختم بالقولك "سيبقى رياض الترك في كل ما ترك، وسيقول السوريون اشياء مختلفة عنه وفيه وفي مواقفه، لكنه لن يختلفوا عى انه رجل اعطى كل حياته الطويلة والعريضة والمتعددة الابعاد ايضاً لبلده ومواطنه".

وقال "هادي البحرة": "في بداية الثورة كتب المناضل الراحل رياض الترك "كل ما أعرفه اليوم أن سورية لن تبقى مملكة الصمت، ولن يبقى الخوف مطبقاً على الصدور، ولن يبقى الوطن سجناً كبيراً، نعم "سورية الله حاميها"؛ لأنها باقية بشعبها...أما الاستبداد فإلى زوال، قصر الزمن أو طال، وإن غداً لناظره لقريب".

 

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ