نشطاء أكراد يستنكرون إجبار موظفي "الإدارة الذاتية" الخروج بمسيرات ترف صور أوجلان
استنكر نشطاء أكراد، إجبار كوادر حزب العمال الكردستاني PKK، موظفي "الإدارة الذاتية"، يوم أمس الاثنين، على الخروج في مسيرات للمطالبة بالإفراج عن زعيم الحزب "عبد الله أوجلان"، رافعين صور منفذي عملية أنقرة، بالتوازي مع التصعيد التركي ضد "قسد" في سوريا، مؤكدين أن حزب العمال سيدمر المنطقة.
وتساءل الكاتب والحقوقي الكردي "حسين جلبي" في منشور على صفحته في "فيس بوك"، أنه "كيف ستقنع مجتمعك المحلي، قبل المجتمع الإقليمي والدولي، بأنك لست مؤيداً أو منتمياً إلى منظمة مصنفة على لائحة الإرهاب العالمي، وتطلب تضامنه معك ووقف العدوان عليك، وأنت ترفع صور رئيس تلك المنظمة في كل مكان، وتقسم برأسه منذ بداية نشاطك العسكري".
وأضاف الكاتب "كذلك تعقد النشاطات ليل نهار للمطالبة بالإفراج عنه، وتؤيد جميع أنشطة حزبه، آخرها العملية الانتحارية في أنقرة، التي ترفع صور منفذيها لتؤكد بأنك تؤيدها، كأنك تدعو تركيا لمواصلة الهجمات على منطقتك، في وقت تضامنت فيه جميع دول العالم بسبب العملية معها، واتخذتها هذه ذريعة لاستهداف المنطقة".
وقال: "لنتخيل أن إرهابيين من دولة مجاورة، قاما بعملية انتحارية في منشأة بمنطقتنا، ثم نرى الناس في تلك الدولة يرفعون صورهما ويمجدون فعلتهما، وينشطون تحت عنوان الحزب الذي ينتميان إليهما ويرفعون صور رئيسه، ألن نتمنى زوالهم جميعاً عن الوجود، ونفعل كل ما في وسعنا لتحقيق ذلك، وهذا ليس تبريراً للهجمة الهمجية التي تتعرض لها منطقتنا طبعاً، ولكن لنضع أنفسنا في موضع الآخر، لنفهم ما الذي يجري لنا؟".
وأوضح الكاتب جلبي: "قبل أن تفتح فمك وتدين، أزل رداء الإرهاب الدولي عن نفسك، لتكن لديك الشجاعة لإزالة كل ما يتعلق بتلك المنظمة من منطقتك، وسيتغير كل شيء عندها من تلقاء نفسه، وإلا سيسوء الحال أكثر مما هو عليه الآن، حيث أعطت أمريكا وروسيا الضوء الأخضر لتركيا لاستهداف المنطقة، تحت عنوان محاربة الإرهاب، وهي كما يبدو بصدد تفريغ الشريط الحدودي من كل أثر كردي"
في السياق، قال الناشط الإعلامي "رامان يوسف"، إن القصف التركي سيستمر وحزب العمال يدمر المنطقة، موضحاً أنه "ليلة البارحة فقدنا العشرات من خيرة شبابنا في مجزرة قرية حمزة بك والرقم كبير وحزب العمال التركي يكذب ويخفي الحقيقة عنكم، و اليوم بدلاً من الخروج لاستنكار الهجمات وتنظيم مظاهرة ضد الانتهاكات التركية والصمت الأمريكي والغرب على المجازر الحاصلة، نظموا مسيرات ضد المؤامرة الكونية بحق (القائد آبو)".
ولفت إلى أنهم "أجبروا الآلاف من الأطفال والنساء والموظفين للخروج رغماً عنهم وذلك لمنح تركيا وأمريكا ذريعة أخرى على وجود الحزب في سوريا ولاستمرار القصف ومنح الأتراك شرعية لقتل أطفال ونساء الكورد في (قامشلو و كوباني و ديريك وعفرين والحسكة)".
واعتبر أنه "الأنكى من ذلك وبدلاً من إعلان التبرئة من جرائم حزب العمال، خرج صالح مسلم رافعاً شعار فك العزلة عن أوجلان ليضيف للغرب وأمريكا دلالات أخرى وضرورة استمرار القصف وإنهاء من تبقى في المنطقة"، وفق موقع "باسنيوز".
وأضاف يوسف: "أنتم تعلمون أن الغارات التركية تستهدف المواقع الخدمية والبنى التحتية ومحطات النفط والغاز ومعسكرات التدريب"، متسائلاً: "لماذا لم تغلقوا أبواب أكاديميتكم وصرفتم الشباب إلى بيوتهم؟"، وقال: "أنتم قتلتم أولادنا".
وكان كشفت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في تصريحات، عقب اجتماع الحكومة في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، عن تدمير194 هدفا، وتحييد 162 إرهابيا نتيجة لعمليات بلاده العسكرية الجارية منذ مطلع أكتوبر/ تشرين الأول في شمالي سوريا والعراق.
وقال أردوغان: "نريد من القوى التي لها علاقات وثيقة مع التنظيمات الإرهابية، إبعاد عناصرها في المنطقة عن الإرهابيين تجنباً لتضررهم من عملياتنا"، ولفت إلى أن تركيا ستواصل تنفيذ العمليات ضد التنظيم الإرهابي والمناطق الخاضعة لسيطرته بـ"حزم وشدة وفعالية أكبر".
وكانت أعلنت ما يسمى بـ"الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا"، المظلة السياسية لميليشيات "قسد"، عن حداد عام لمدة ثلاثة أيام بعد مقتل 29 عنصراً من "قسد"، وجرح 28 آخرين بجروح إصابات عدد منهم خطرة، نتيجة ضربات جوية تركية طالت عدة مقرات ونقاط تتبع للميليشيات الانفصالية.
وحسب بيان الإدارة الذاتية يوم الاثنين، فإنّ ليلة أمس الثامن من تشرين الأول الجاري، قصفت طائرات تركية عدة نقاط في المالكية، ورميلان، من ضمنها ما قالت إنها "أكاديمية مكافحة المخدرات"، وكذلك "مواقع نفط ومناطق مدنية بينها مشاريع زراعية في ريف الدرباسية"، وفق تعبيرها.
ويذكر أن "الإدارة الذاتية"، الذراع المدني لـ"قسد"، استنفرت وسائل إعلامها لتغطية الضربات الجوية التركية وحشد البيانات بهذا الشأن، ليضاف إلى حالة التخبط التي تعيشها "قسد"، في ظل تصاعد وتيرة الاستهداف التي تطال تحركات ومواقع "قسد"، وجاء هذا التصعيد بعد تبين أن منفذي الهجوم الانتحاري الذي استهدف مبنى المديرية العامة للأمن التابعة في أنقرة، وتبناه "حزب العمال الكردستاني pkk"، جاءا من سوريا.