نائب لبناني يدعو لاشتراط عودة النازحين إلى بلدهم قبل عودة سوريا لـ "الجامعة العربية"
دعا النائب اللبناني "جورج عدوان"، رئيس لجنة الإدارة والعدل، الدول العربية إلى اشتراط عودة النازحين إلى بلدهم قبل عودة سوريا إلى الجامعة العربية، في ظل مساعي لبنانية واسعة النطاق لتمكين إعادة اللاجئين بشكل قسري إلى مناطق النظام رغم كل التحذيرات الدولية المعارضة لهذا الإجراء.
وقال عدوان إن "موضوع النازحين وطني والجميع معني به، وكمجلس نيابي علينا وضع كل القوانين التي تمنع كل أشكال الدمج، ويجب التعاون مع الجميع"، مشدداً على "أننا سنضع كل الضوابط القانونية لمنع دمج النازحين السوريين وغيرهم بأي شكل من الأشكال وتحت أي مسمى".
وفي السياق، اعتبر وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية ناصر ياسين، أن أزمة اللاجئين السوريين في لبنان تحولت إلى أزمة دولية، مشيراً إلى "إخفاقات" بالتعاطي مع أزمة بهذا الحجم على المستوى الدولي والسوري واللبناني.
وقال في لقاء مع قناة "LBC" اللبنانية، إن ملف اللاجئين السوريين في لبنان "إنساني، ولا يجب أن يكون له أبعاد سياسية أو خلفيات طائفية"، وأضاف: "لا أظن أن هناك مطبخاً سياسياً يريد أن يثير موضوع اللاجئين الآن، ولكن بعد عشر سنوات من الأزمة يجب إعادة النظر بكل الأعداد المسجّلة".
وكان اعتبر عضو تكتل "الاعتدال الوطني" اللبناني النائب أحمد الخير، أن لبنان معني بمواكبة الانفتاح العربي على دمشق من منظور إيجابي، ما دامت السعودية تقود هذا الانفتاح تحت سقف ميثاق جامعة الدول العربية، وتحقيق تسوية سياسية في سوريا.
وقال الخير لصحيفة "الشرق الأوسط"، إن استعادة العلاقات الطبيعية بين لبنان وسوريا مطلب للجميع، سواء على صعيد ملف عودة اللاجئين السوريين، أو إعادة الإعمار، في وقت لفت النائب السابق فارس سعيد، إلى أن إعادة تأهيل سوريا عربياً تخضع لشروط فوق الإرادة اللبنانية والسورية، وبيروت غير قادرة على التأثير فيها.
وأوضح سعيد أن الموقف اللبناني يجب أن يكون رسالة من اللبنانيين إلى الجامعة العربية، تدعو لربط عودة دمشق بعودة اللاجئين السوريين، بينما اعتبر أن إعادة الإعمار أمر يخضع للعبة الأمم، وحتى الدول العربية غير قادرة على الدخول فيه، خارج إرادة المجتمع الدولي والقرار 2254.
من جانبها، شددت الدبلوماسية السابقة في الأمم المتحدة بريجيت خير، على ضرورة أن يتأقلم لبنان مع المستجدات الإقليمية، خصوصاً الانفتاح العربي على دمشق، وأن يحجز لبنان موقعاً متقدماً في إعادة الإعمار.
وكان وجه الرئيس اللبناني السابق، ميشال عون، اتهاماً لدول لم يذكرها بالاسم، بالوقوف وراء إرسال اللاجئين السوريين إلى بلاده، معتبراً أن لبنان أدركت مؤخراً أن إرسال اللاجئين "مؤامر كبيرة"، وفق وصفه.
وأضاف عون في تصريحات ألقاها في مدينة جزين التي زارها برفقة رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل: "نبّهت الحكومات المتتالية إلى خطورة نتائج النزوح، لكنّها لم تكن على قدر كاف من الوعي، لاتّخاذ الإجراءات أو المواقف السّياسيّة أو الإنسانيّة اللّازمة".
والجدير بالذكر أن المسؤولين اللبنانيين دائما ما ربطوا بين الأزمتين الاقتصادية والمالية اللتين تعصفان بالبلاد وبين أزمة النزوح، للتغطية على فشلهم الذريع في إدارة البلاد، وفي آذار/مارس الماضي جدد الرئيس اللبناني "ميشال عون"، خطابه العنصري ضد اللاجئين السوريين في لبنان، زاعماً أن بلاده لم تعد قادرة على تحمل أعباء وأحمال النزوح السوري، معتبراً أن أخطر تحديات الأزمات الراهنة، هي الهجرة الكثيفة إلى الخارج للنخب اللبنانية.
وصدرت تصريحات عنصرية كثيرة من مسؤولين لبنانيين تجاه اللاجئين السوريين، والذي ساهم حزب الله الإرهابي بتهجيرهم من منازلهم في مختلف المدن والقرى السورية، حيث سبق أن قال وزير الخارجية اللبناني "جبران باسيل" إن لبنان "أثمرت أنبياء وقديسين، لن يحل محلنا فيها، لا لاجئ، ولا نازح، ولا فاسد"، في تصريح يدل على العنصرية البشعة تجاه السوريين.