مؤشرات على ارتباطها بـ"مشروع التطبيع".. "بشار" يتحدث عن "إصلاحات" بـ"البعث" في سوريا
مؤشرات على ارتباطها بـ"مشروع التطبيع".. "بشار" يتحدث عن "إصلاحات" بـ"البعث" في سوريا
● أخبار سورية ٢٦ ديسمبر ٢٠٢٣

مؤشرات على ارتباطها بـ"مشروع التطبيع".. "بشار" يتحدث عن "إصلاحات" بـ"البعث" في سوريا

نشرت صفحة "حزب البعث"، التابع لنظام الأسد، تصريحات صادرة عن "الأمين العام للحزب"، المنصب الذي يشغله رأس النظام الإرهابي "بشار الأسد"، تحدث خلالها عن أهمية الانتخابات معتبراً أنها "الطريق الأفضل لاختيار قيادات حزبية".

وقال رأس النظام خلال لقاء هو الثاني خلال أسبوع مع كوادر "حزب البعث"، إن من الضروري "استقلالية اللجنة العليا للإشراف على الانتخابات الحزبية وحيادها المطلق في أدائها مهمتها خلال كل مراحل المسار الانتخابي"، وفق تعبيره.

وأضاف، أن "لجنة الانتخابات يجب ألا تسمح لأي شخص أو جهة أن يتدخل بعملها أو يمارس ضغطاً عليها"، وذكر أن "الانتخابات بإيجابياتها وسلبياتها هي الطريق الأفضل لاختيار قيادات حزبية قادرة على تحمل مسؤولياتها تجاه الحزب وكوادره".

واعتبر رأس النظام أن ما يسمى بـ"اللجنة العليا للإشراف على الانتخابات"، هي أداة لتطوير العمل الحزبي وصيانة العملية الانتخابية"، وتحدث عن "الالتزام الصارم بقرارات اللجنة المركزية لمنع أية مخالفات انتخابية".

وبثت وسائل إعلام تابعة لنظام الأسد جانب من كلمة ألقاها رأس النظام الإرهابي "بشار الأسد"، مؤخرا خلال ترأسه اجتماع اللجنة المركزية لما يُسمى بـ"حزب البعث"، زعم خلالها أن ماصدر عن الاجتماع مهم لجهة تغيير وتجديد في منظومة العمل الحزبي والمجتمع والدولة، وفق تعبيره.

وذكر أن الانتخابات قد تكون خطوة ليست كبيرة في هذا المسار، لكنها ضرورية ومهمة لحزب من أقدم الأحزاب المستمرة حتى اليوم في الوطن العربي، واعتبر أن أن هذه الانتخابات ستعبر عن أشكال العلاقة بين البعثيين أنفسهم من جهة، وبينهم وبين المجتمع من جهة ثانية.

وجاءت هذه الجلسة بدعوى مناقشة جدول أعمال المقترح المقدم حول التحضير لإجراء الانتخابات الخاصة لاختيار ممثلي الحزب إلى اجتماع اللجنة المركزية الموسّع القادم، واعتبر أن ما تفرزه الانتخابات من إيجابيات سيكون مفيداً، وما تفرزه من سلبيات لن نخشاه بل سيكون مفيداً أيضاً.

وأقر رأس النظام خلال مقطع نشره حزب البعث تحت عنوان "جانب من الحوار والمداخلات خلال اجتماع اللجنة المركزية"، بوجود الفساد الكبير والتناقض بين أعضاء الحزب وأكد عزوف الشعب السوري عن الانتساب للحزب مشيرا إلى تكرار التعيين أكثر من مرة الذي كان في بعض الأحيان يستند إلى الثقة أو المحسوبيات.

من جانبه صرح أمين سر حزب "البعث"، بدى نظام الأسد "هيثم سطايحي"، أنه سيتم انتخاب ممثلي الحزب إلى اجتماع اللجنة المركزية الموسّعة التي تنتخب بدورها لجنة مركزية جديدة ومن ثم قيادة جديدة للحزب، الأمر الذي تكرر سابقا في نيسان 2017 مع بعض التغييرات وسبق ذلك بعام 2013 وتتم التغييرات باستثناء رأس النظام الذي يشغل منصب "الأمين العام للحزب".

ولفتت مصادر صحيفة إلى أن رأس النظام يحاول يريد الخروج بمظهر الإصلاحي، بهدف تثبيت مشروع التعويم بعد القطيعة العربية والدولية، ونوهت إلى أنه 
في العام 2018، كان مفاجئاً تغير شكل الحزب، من كونه حزباً عابراً للحدود إلى حزب محلي سوري. 

وربطت صحيفة "العربي الجديد"، بين انتخاب قيادة جديدة لحزب البعث وخطة روسية لإصلاح أجهزة الأمن لدى نظام الأسد ورأى مصدر مقرب من مركز القرار في حزب "البعث" أن رأس النظام تقصد ذكر كلمة "الحاكم" أكثر من مرة في خطابه مؤخراً، بهدف التأكيد على بقاء الحزب في قيادة الدولة والمجتمع في المرحلة المقبلة، "ولكن ضمن منظومة عمل جديدة، بالشكل التنظيمي والممارسة والأهداف".

وقال قيادي بعثي شارك في اجتماعات اللجنة المركزية، لموقع "العربي الجديد"، إن التغييرات القادمة ستطال الأشخاص "بما يشبه تغيير الجلد الكامل للحزب، مع تغييرات نصية في دستور الحزب، ونظامه الداخلي وشعاراته وأهدافه".

وذكر أن رأس النظام "حصل على التطمينات اللازمة لبقائه في السلطة، وشرع في تقديم جزء من المطلوب منه عربياً ودولياً، ولعل الإجراءات القريبة المتخذة بالتعيينات الوزارية وإلغاء وزارة شؤون القصر واستبدالها بالأمانة العامة لرئاسة الجمهورية، هي خطوة لتحييدها عن المساومات في وقت لاحق".

وأضاف: "كذلك سيتم العمل على ضبط الإدارات الأمنية تحت قيادة موحدة وقرارات التسريح من الجيش والبدل النقدي وأطروحات الجيش الاحترافي وغيره، كل هذا يؤكد اتفاقات عربية ودولية غير معلنة، يمهد الأسد لها بخطوات متسارعة استوجبت مؤتمراً استثنائياً للقيادة المركزية لحزب البعث".

وقال "حسين حمادة"، وهو قاضٍ سابق في محكمة النقض وعضو قيادة فرع "البعث" في حلب الذي تركه في 2005، أشار إلى أنه في "بداية استلام بشار الأسد السلطة نادى بالتحديث والتطوير والعمل المؤسساتي والشفافية، ومجابهة ما سماه الحرس القديم، لكن هذا القول ثبت عدم جديته".

وأضاف أنه "في العام 2005 عقد حزب البعث مؤتمره القطري العاشر، حينها عمد بشار الأسد إلى تعيين لجنة مركزية وقيادة قطرية"، معتبراً أن "الأسد شخصية دكتاتورية متناقضة متهورة، ويريد تحميل فشله على غيره، وبالتالي فإن قوله بإصلاح حزب البعث فكرياً وتنظيمياً أصبح - الآن - غير وارد بعد أن أوغل في الدم السوري وأصبح مليشيا محلية تقاتل إلى جانب مليشيات طائفية أجنبية".

وكان كتب الصحفي الداعم للأسد "هيثم يحيى محمد"، بطرطوس، منشورا على هامش اجتماع اللجنة المركزية للحزب، قائلا "هل تستفيد القيادة الجديدة من أخطاء الماضي؟"، مشيرا إلى إنهاء عضويته بقيادة فرع حزب البعث بطرطوس في آذار 2015 بعد عام ونصف من تكليفه بحجة تقييم الأداء رغم أنه ترتيبه كان الأول واعتبر القرار يعود لأسباب غير موضوعية، رغم أنه كان عضو قيادة الفرع الوحيد الذي لديه ابن في قوات الأسد. 

واعتبر أنه ذكر ذلك من "باب الحرص ومن أجل ألا يُظلم أي رفيق غيري من كوادر حزبنا المميزة بفكرها المتجدد وأدائها ونزاهتها ومواقفها الجريئة في قادمات الأيام بقرارات تصدر عن القيادات الفرعية أو القيادة المركزية القادمة فالاستفادة من هذا الخطأ وغيره من الأخطاء الصغيرة أو الكبيرة التي ارتكبت في السابق ضرورة حزبية ووطنية"، وفق تعبيره.

وأصدر ما يُسمى بـ"مجلس الشعب"، لدى نظام الأسد، المعروف باسم "مجلس التصفيق"، بياناً قال إنه بمناسبة الذكرى السنوية 76 لتأسيس حزب البعث الذي صادف 7 نيسان/ أبريل الماضي، وأثار البيان جدلاً لما تضمنه من كذب مفضوح ومحاولات التضليل وسخرية من مزاعم وادعاءات النصر على المؤامرة الكونية.

وزعم البيان بأن "حزب البعث رفض كل أشكال التجزئة والتخلف وشكل جذوة الأمل لدى الشعب السوري لصياغة المستقبل المنشود وتحقيق آماله وتطلعاته نحو الأفضل"، وروج البيان بشكل فج وبعبارات التملق والتشبيح لرأس النظام "بشار الأسد"، ووالده "حافظ"، معتبرا إياهم رموز التطوير والإصلاح.

والجدير بالذكر أنّ صفحات "حزب البعث"، تنشط في نشر صور وأقوال تعود إلى حافظ وبشار الأسد بشكل يومي فيما باتت تشكل التعليقات الواردة عليها موجة من التذمر مطالبة بأن تتطابق مع الأفعال التي لم يروا منها شيء، كما تعد تلك الصفحات مقصداً لبشيحة النظام لتمجيد النظام المجرم وإبراز الولاء له.

وكان كشف موقع مقرب من نظام الأسد عن قيام قيادة حزب البعث بطلب من كافة البرلمانيين ضمن ما يسمى بـ"مجلس التصفيق"، عدم انتقاد الحكومة بأي شكل من الأشكال خلال الوقت الراهن، ملمحا بعدم انتخابهم لمرة جديدة.

هذا وتأسيس "حزب البعث"، في أبريل/نيسان 1947، متخذا شعار "أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة"، ويعرف عن "الحزب" الهيمنة على كل المشهد السياسي والاستفراد بالسلطة، وقام حافظ الأسد في 1970 بحركة انقلابية داخل الحزب سميت بحركة تصحيحية تسلم على إثرها قيادة الحزب، ولا يزال الإرهابي "بشار الأسد" يشغل منصب قيادة "الأمين العام" في "حزب البعث"، الذي طالما أثارت قياداته جدلا وسخرية واسعة خلال السنوات الماضية.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ