متجاهلاً المسبب .. "مجلس التصفيق" يدعو لمكافحة عمالة الأطفال وظاهرة التسوّل بدمشق
نشر تلفزيون نظام الأسد الرسمي، تقريراً حول مخرجات جلسة عقدها ما يسمى بـ"مجلس الشعب"، المعروف بـ"مجلس التصفيق"، مشيراً إلى أنها تضمنت دعوات أعضاء المجلس إلى مكافحة ظاهرة التسول وعمالة الأطفال بدمشق، وسط تجاهل دور النظام المباشر في تفاقم هذه الظواهر في المجتمع.
وقال وزير "الشؤون الاجتماعية والعمل" لدى نظام الأسد "لؤي المنجد"، إنه يتم العمل على إعداد دراسة معمقة لكل الإجراءات المتخذة من قبل الوزارات المعنية لمواجهة ظاهرة التسول والحد منها، وفق تعبيره.
وتحدث عن تحليل جدوى هذه الإجراءات المتبعة طيلة 20 سنة ماضية، بهدف تشكيل منظومة متكاملة من الإجراءات والتدابير تكون أساساً لتشريع جديد يخلق حلولاً جذرية لهذه الظاهرة وخاصة الشق المتعلق منها بالإتجار بالبشر.
ودعا عدد من البرلمانيين لدى نظام الأسد إلى ضرورة مكافحة ظاهرة التسول ومن يقف وراءها بالتعاون مع الجهات المعنية، وضرورة وضع حد لعمالة الأطفال والقاصرين، وإيلاء المزيد من الاهتمام والرعاية للمسنين والعجزة، وفق تعبيرهم.
وقالت وسائل إعلام تابعة لنظام الأسد إن المجتمع السوري يعاني عدداً من ظواهر الخلل الاجتماعي مع تزايد حالات الطلاق أو العنف الأسري وما يترتب عليها من حالات التسول والتشرّد التي تزداد بشكل يومي في مناطق سيطرة النظام.
ويدعي إعلام النظام جهود الجهات المعنية لوضع إجراءات منظمة تكافح هذه الظاهرة، كما تم تخصيص خطوط ساخنة للإبلاغ عن هذه الحالات من أي مواطن أو جهة، وضبطها وإحالتها إلى مراكز الإيواء ومن ثم إلى مكتب المحامي العام بإشراف وتنسيق من مكتب مكافحة التسول.
وكان كشف إعلام النظام عن قيام مكتب مكافحة التسول والتشرد بدمشق، بجولة ميدانية إلى دار تشغيل المتسولين والمشردين بالكسوة للاطلاع على واقع النزلاء بالدار وتقديم الرعاية الطبية لهم، بإشراف مديرة الشؤون الاجتماعية والعمل بدمشق "دالين فهد".
واعتبرت مديرة الشؤون لدى نظام الأسد بأنه لا يمكن التعامل مع حالات التسول المنتشرة على أنها نتيجة للفقر أو الحاجة، فالأعداد الكبيرة والمتزايدة تشي بوجود مشغلين يقومون بتكريس الظاهرة عبر دفع الأطفال إلى مثل هذه الأفعال بغية تشغيلهم والاستفادة منهم.
وأكدت مصادر إعلامية انتشار ظاهرة التسول بشكل كبير ولاسيما خلال السنوات الأخيرة، والمتجول بشوارع دمشق يمكنه ملاحظة وجود المتسولين في كل ركن، والأخطر بالأمر أن نسبة كبيرة منهم من الأطفال وعلى مايبدو أن عملهم يتم بشكل منظم.
هذا وبرر مدير "مكتب مكافحة التسول في وزارة الشؤون الاجتماعية"، لدى نظام الأسد "علي الحسين"، تزايد ظاهرة التسول بقوله إنها زادت جرّاء "الأعمال الإرهابية" حسب وصفه، فيما تحدث قاضي التحقيق الثاني بدمشق "محمد خربوطلي"، عن تحول الظاهرة إلى مهنة لكسب المال.
وكانت تناقلت صفحات ومواقع إعلامية موالية للنظام تسجيلا لبرنامج يقدم عبر التلفزيون السوري الرسمي، فيما أثار حديث مذيعة موالية للنظام جدلاً وسخرية واسعة لا سيما مع حديثها عن ظاهرة التسول في أوروبا وسط تجاهل الأرقام المفزعة للظاهرة التي تتصاعد في سوريا.
ويذكر أن العديد من الظواهر السلبية التي تسببت بها حرب نظام الأسد الشاملة ضدَّ الشعب السوري والتي راح ضحيتها آلاف الأطفال واليافعين، في ظل تفاقم كبير لظاهرتي ظاهرتي "التسول" و "شم الشعلة" في مناطق سيطرة النظام لا سيما في محافظتي دمشق وحلب، في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية بشكل غير مسبوق.