أساليب التعذيب التي تتبعها هيئة تحرير الشام في سجونها
أساليب التعذيب التي تتبعها هيئة تحرير الشام في سجونها
● أخبار سورية ٢٣ فبراير ٢٠٢٤

مصير مجهول لآخرين.. ضحايا بينهم عناصر للهيئة تحت التعذيب في سجون "الجـ ـولاني" بإدلب

حصلت شبكة "شام" الإخبارية من مصادر عدة، معلومات عن وفاة ثلاثة معتقلين في سجون "هيئة تحرير الشام"، بسبب التعذيب، اثنين منهم من كوادر الهيئة، وآخر من "جيش الأحرار"، كان جرى اعتقالهم على خلفية قضية "العملاء" خلال الأشهر الماضية، في وقت بدأت تتكشف تفاصيل صادمة عن صنوف التعذيب التي واجهها المعتقلون بما فيهم قيادات الهيئة خلال فترة الاعتقال.

وقالت مصادر "شام" إن الأجهزة الأمنية التي تولت ملف التحقيق مع الشخصيات التي جرى اعتقالها ضمن "قضية العملاء"، تعرضت لأصناف عديدة من التعذيب بشتى أشكاله وأنواعه، عدا عن الإهانات التهديد والوعيد بالقتل وانتهاك الأعراض، تسبب ذلك في مقتل عدد من المعتقلين خلال تعذيبهم، منهم اثنين من عناصر الهيئة وثالث من "جيش الأحرار"، في ظل حديث عن مصير مجهول لآخرين لم يتكشف مصيرهم بعد.

ووفق المعلومات، فإن الهيئة أبلغت عائلة الشاب "أبو عبيدة الحكيم" التابع لـ "جيش الأحرار"، وفاته خلال التحقيق معه خلال فترة اعتقاله، ووفق مصادر "شام" فإن الشاب سلم نفسه للهيئة قبل تسعة أشهر، بعد ورود اسمه في التحقيقات مع معتقلين من الهيئة في قضية ترتبط بالعمالة، وأن الشاب كان واثقاً من براءته لذلك سلم نفسه للتحقيق.

وأوضحت المصادر، أن الهيئة لم تسلم جثة الشاب لذويه، في وقت تطالب قيادة "جيش الأحرار" تسليم الجثة وتسليم المتورطين بقتل الشاب وتعذيبه حتى الموت خلال فترة اعتقاله، في وقت وردت معلومات عن وفاة اثنين آخرين من عناصر الهيئة تعذيباً لم تكشف هوياتهم بعد.

وقبل أسابيع، نشرت شبكة "شام" الإخبارية تقريراً بعنوان (روايات صادمة عن التعذيب في سجون "هيـ ـئة تحـ ـرير الشـ ـام" وهذه أبرز أشكالها)، تطرقت فيها عما كشفته الأحداث الأخيرة المتعلقة باعتقال المئات من كوادر "هيئة تحرير الشام"، بتهم العمالة بينهم قادة بارزون، ومن ثم الإفراج عنهم، لتكشف عن استمرار النهج لدى الذراع الأمني في الهيئة، في تطبيق شتى أنواع الممارسات في تعذيب المعتقلين، حتى عناصر الهيئة أنفسهم لم يسلموا منها.

وتحدث التقرير عن روايات متعددة وصلت لشبكة "شام" عبر عدد من المفرج عنهم من كوادر "هيئة تحرير الشام" في قضية العملاء، أكدوا تعرضهم للتعذيب والإهانة بأصناف شتى، من قبل أمنيين في غالبيتهم مجهولي الهوية، خلال فترة اعتقالهم، كما كشفت المقاطع التي روجت لاستقبال المفرج عنهم من قيادات عدة، عن تعرضهم للضرب والتعذيب، وهذا ما أقره أيضاً "أبو محمد الجولاني" وقال إن هناك أخطاء حصلت في التحقيقات.

ليس الضرب والشبح وحده، والاحتجاز في ظروف غير إنسانية فحسب، بل هناك أصناف عديدة مورست بحق المعتقلين من قيادات الهيئة وعناصرها منهم قادة كبار معروفين، وفق ماقال أحد المفرج عنهم لشبكة "شام"، متحدثاً عن ضرب وتعنيف بالكرباج والشبح والسلاسل، بالتوازي مع إهانات لفظية تطعن في الدين والأعراض، وتهدد بالقتل والتنكيل حتى الموت، أو الاعتراف.

وقال آخر، إنه احتجز في غرفة منفرد صغيرة لأسابيع، ومنع عنه الطعام والماء، حتى أنه منع من أداء الصلوات، وتعرض وفق قوله لأصناف عديدة من التعذيب، منها الترهيب والتهديد بأهله وعائلته، الشبح، التابوت، الدولاب، الصعق بالكهرباء، الماء البارد، وكثير من الأصناف التي تعرض لها لإجباره على الإدلاء بأسماء واعترافات أكد أنه لم يكن على دراية فيها.

وذكر الشاهد (مطالباً بعدم ذكر اسمه) بأنه رصد عمليات تعذيب يومية، وأصوات بكاء وصراخ في الزنازين المجاور، حتى أنه سمع أصوات أطفال صغار ونساء محتجزين في المعتقلات المظلمة التي أعدتها الهيئة ضمن الجبال، وقال إن قيادات بارزة من الهيئة تعرضت لشتى أنواع التعذيب لنزع الاعترافات منها بشكل إجباري.

وأظهرت الفيديوهات لعدد من المفرج عنهم من قيادات الهيئة خلال استقبالهم، عدم قدرتهم على التحرك والمشي، فيما ظهر عدد آخر أنهم في وضع صحي متعب، جراء ما تعرضوا له من تعذيب في السجون، وأكثر ما تحدث عنه الشهود، هو الإهانات اللفظية بالسب بالأعراض والدين والاتهام بالعمالة  والخيانة العظمى، التي حللت ممارسة كل أصناف التعذيب بحقهم.

ولم تكن تلك الممارسات بجديدة، فسبق أن تحدث المئات من المعتقلين الذين كتب لهم النجاة من سجون "هيئة تحرير الشام"، عن أصناف عديدة من التعذيب والتنكيل بالمعتقلين في السجون، فيما قضى العشرات منهم، وأخفي مصيرهم وحتى جثثهم، في ظروف ليست إنسانية ولا قانونية، ولا تمد للدين حتى بصلة، في الوقت الذي تواصل فيه الهيئة إنكار التعذيب والادعاء بالمعاملة الحسنة وفق الشريعة، وهو الذي فضحها أمام عناصرها وقياداتها أنفسهم.

وفي تقرير حقوقي سابق، قالت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان"، إن "هيئة تحرير الشام" تستخدم  أساليب تعذيب متعددة ضمن مراكز الاحتجاز التابعة لها، مؤكدة أنها تشابهت إلى حدٍّ ما مع أساليب التعذيب التي يمارسها النظام في مراكز احتجازه، وأن هناك تشابهاً حتى ضمن استراتيجية التعذيب التي تهدف إلى إجبار المحتجز على الاعتراف، وتتم محاكمته بالتالي بناءً على اعترافات انتزعت منه تحت التعذيب.

ولفت تقرير الشبكة إلى أن الهيئة تمكنت من ابتكار أساليب تعذيب مميزة، وسجلت 22 أسلوب تعذيب، وقد يتعرض المحتجز غالباً لأزيد من أسلوب تعذيب واحد، وزعتها الشبكة إلى ثلاثة أصناف رئيسة وهي( 13 من أساليب التعذيب الجسدي - 8 أساليب تعذيب نفسي - أعمال السخرة).


ومن أساليب التعذيب التي تتبعها "هيئة تحرير الشام" في سجونها، وفق تقرير "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" هي كالتالي:

 

1 - التابوت:

صندوق معدني، يشبه الخزانة، يُثبت إلى جدار، تقدر مساحته بقرابة (170*50) سم وفيه يوضع السجين وتثبَّت يداه نحو الأعلى، ويغلق الباب عليه وأحياناً يتم الضغط على صدر المحتجز عبر ضاغط معدني مكون من قطعة معدنية محدبة يتم ضغطها بواسطة مسمار لولبي يتم التحكم به من خارج الباب، ويبقى المحتجز داخله لساعات أو أيام، وقد استخدمت هيئة تحرير الشام التابوت في مراكز احتجاز شاهين وحارم والعقاب. وبحسب الشهادات التي حصلت عليها الشبكة السورية لحقوق الإنسان من الناجين فقد ألغت الهيئة استخدام التابوت في عمليات التعذيب في عام 2018، وذلك على إثر وفاة عدد من المحتجزين داخله، وبشكل خاص في سجن شاهين، ونعتقد أنه أُلغيَ من سجن شاهين فقط ولم يتسنَ لنا التحقق من إلغائه من كل مراكز الاحتجاز التابعة للهيئة.

2 - الشبح الشاقولي:

تُربط ذراعا المحتجز إلى أسطوانة معدنية مثبتة في مكان مرتفع، ليتأرجح جسده، ويقوم السجان بسحب جسد المحتجز إلى الأسفل، في تعمُّدٍ منه لإيقاع أكبر قدر من الألم والأذية في جسده، وغالباً ما يترك المحتجز على هذه الحال لساعات طويلة أو أيام. ويعتبر هذا الأسلوب مشابه لأسلوب الشبح الذي تستخدمه قوات النظام السوري في مراكز احتجازه، وغالباً ما يترافق الشبح مع ضرب المعتقل/المحتجز أو جلده أو سكب المياه الحارة أو الباردة على جسده.


3 - الملح:

خلال عمليات التعذيب يقوم السجان بملء فم المحتجز بكمية من ملح الطعام، تقدر بـ 100غ تقريباً، ثم يجبره على إغلاق فمه بإحكام مدة 15 دقيقة، ثم يقوم بإجباره على فتح فمه ويغرقه بالماء؛ تتسبب هذه الممارسة بجروح وتورمات في فم المعتقل/ المحتجز، واختناق في أثناء ابتلاعه كميات كبيرة من الملح والماء.

4 - العقرب:

يقوم العنصر المسؤول عن التعذيب بلفِّ ذراع المحتجز اليسرى خلف ظهره من جهة الخاصرة اليسرى، ولفِّ الذراع اليمنى خلف ظهره أيضاً لكن من فوق الكتف الأيمن، وتُسحب الذراعان باتجاه بعضهما البعض وتكبلان بالأصفاد، ويُترك المحتجز مدة ساعة أو أكثر على هذه الوضعية؛ ما يتسبَّب له بآلام مبرحة. أطلق الناجون الذين التقتهم الشبكة السورية لحقوق الإنسان اسم العقرب على هذه الوضعية من التعذيب.

5 - الصعق بالكهرباء:

تشابهت هيئة تحرير الشام مع النظام السوري في الأدوات التي استخدمتها لتعذيب المحتجزين بالصعق بالكهرباء، وتركزت ممارستها لهذا الأسلوب على أعضاء محددة من جسد المحتجز.
تستخدم ملاقط موصولة إلى جهاز تحكم كهربائي، وتثبت الملاقط على المناطق الحساسة والضعيفة من الجسد (الشفاه – الأنف – الأذن – الأعضاء التناسلية – أطراف الأصابع)، وتنتج عن هذه الممارسة آثار كارثية منها ذوبان واحتراق العضو المكهرب؛ ولهذا يُعدُّ هذا الأسلوب من أكثر الأساليب التي ترعب المعتقلين، وقد ذكر ناجون ممن تحدثت معهم الشبكة السورية لحقوق الإنسان أنهم شاهدوا معتقلين وسجناء فقدوا شحمة الأذن والأنف إثرَ تعرضهم للتعذيب بملاقط الكهرباء.


6 - الدولاب:

وفيه يتم وضع أرجل المحتجز داخل دولاب سيارة وذلك بثني ركبتيه داخل الدولاب ووضع عصا خشبية بين الركبتين الداخلتين في الدولاب وبين الدولاب ذاته، ثم يقلب المحتجز ويضرب على قدميه وبقية أنحاء جسده باستخدام عصا أو كبل كهرباء مُجمع على بعضه بطريقة تزيد من قوته ومتانته، أو أنبوب بلاستيكي.

7- التجويع:

يُحرم المحتجز من جزء أو كامل حصته المعتادة من الطعام، وبحسب ما أخبرنا به ناجون من الاحتجاز فمن كان يتعرض لهذه العقوبة كان يحصل من السجان على رغيف خبز واحد مع قطعة خضار واحدة فقط في اليوم.


8- الضرب:

يُثبَّت المعتقل/المحتجز وتوجَّه إليه ضربات متلاحقة وكثيفة على مختلف أنحاء جسده، ويُمارس الضرب بشكل مستمر مع كل أساليب التعذيب ووضعياته. ويكون بواسطة عصا أو أكبال كهربائية أو بالأيدي والأقدام.

9- ظروف الاحتجاز والتكديس البشري:

بداية يجب التنويه إلى أن جميع مراكز الاحتجاز التي أوردناها (باستثناء سجن إدلب المركزي في مدينة إدلب) هي عبارة عن مبانٍ لمنشآت أخرى، مثل معامل، مبانٍ عسكرية، وغير ذلك، فهي غير مصممة لتكون مراكز احتجاز، وهي في مجملها تفتقر إلى شروط السلامة والتهوية والإنارة، ولكن الأسوأ من ذلك هو الاكتظاظ الشديد الذي تشهده هذه المراكز، وبحسب ما أبلغنا به العديد من الناجين، فقد تم احتجازهم ضمن زنازين بمساحات ضيقة يبلغ متوسط مساحة الزنزانة (6*6)م، وقد تضمُّ قرابة 50 - 65 معتقلاً، كما أن ملابس المعتقل غالباً ما تكون مهترئة بسبب التعذيب، وهذا ما ساهم بشكل أساسي في انتشار الأمراض والأوبئة والعدوى وخاصة التنفسية والجلدية؛ بسبب نقص الأوكسجين، وندرة التَّعرض لأشعة الشمس، هذه الظروف البالغة القسوة هي استراتيجية متبعة من قبل هيئة تحرير الشام من جهة بهدف تعذيب المعتقلين وجعلهم يصابون بشتى أنواع الأمراض، ثم يُهمل علاجهم على نحوٍ مقصود أيضاً، ولعدم قدرتها المادية على توفير مستلزمات ظروف الاحتجاز من جهة أخرى، إذ لا تولي هيئة تحرير الشام أهمية لصرف مواردها على المحتجزين لديها ولتحسين مراكز احتجازها.

وقالت الشبكة إنها رصدت ستة أشكال أساسية ضمن سياق إهمال الرعاية الصحية وظروف الاحتجاز:

10- الحرمان من الحصول على العلاج الطبي:

يُحرم المحتجز من الحصول على العلاج الطبي بشكل كامل أو جزئي، وغالباً ما تتجاهل عناصر الحراسة نداءات الاستغاثة، وفي حال حصل المحتجز على دواء فهو غالباً دواء لا يعالج المرض أو الحالة التي يُعانيها المعتقل، بل تقتصر الأدوية التي قد يحصل عليها المحتجز بشكل عام على المسكنات كالسيتامول أو البنادول، والتي تُعطى لهم من قبل ممرض أو طبيب يزور مركز الاحتجاز في أوقات متفاوتة بحسب استدعائه من قبل إدارة مركز الاحتجاز. وفي غالبية الشهادات التي حصلت عليها الشبكة السورية لحقوق الإنسان من الناجين فإنهم نادراً ما شهدوا على نقل محتجز إلى المشافي باستثناء أولئك الذين يتعرضون لإصابات بطلق ناري في أثناء عملية احتجازهم، فهؤلاء يتم نقلهم ليخضعوا لعمليات جراحية، ثم يتم نقلهم إلى مركز الاحتجاز قبل إتمام علاجهم، وفي بعض الحالات بعد خروجهم من غرفة العمليات مباشرة، ويخضع هؤلاء أيضاً للتحقيق والتعذيب مباشرة بعد وصولهم مركز الاحتجاز.


11- حرمان المعتقل من الاستحمام واستخدام المرحاض ووسائل النظافة:

لا تتناسب أعداد المراحيض مع أعداد المحتجزين في السجون ومراكز الاحتجاز التابعة لهيئة تحرير الشام، ورصدنا أنَّه غالباً ما يُسمح للمحتجزين في الزنزانات المنفردة أو المراكز السرية مشددة الحراسة، غالباً ما يسمح لهم باستخدام المرحاض مرتين في اليوم فقط، وقليلاً ما تتاح للمحتجز فرصة الاستحمام والاغتسال، بعد تكرار طلبه مراراً، وبحسب الشهادات التي حصلت عليها الشبكة السورية لحقوق الإنسان من الناجين فإنَّ المحتجزين كانوا يتذرَّعون بضرورة الاستحمام من أجل إقامة الصلاة؛ وذلك لأن عناصر الحراسة قد تلبي طلبهم بشكل أسرع. ويكون الاستحمام بمياه باردة جداً أو ساخنة جداً، بحسب حالة الطقس، ولا تتوفر مادة الصابون ووسائل النظافة بشكل دائم، وقد يبقى المحتجز من دون استحمام لأشهر طويلة، الأمر الذي يتسبَّب في انتشار الأمراض الجلدية والقمل والجرب بين المعتقلين، إضافة إلى الروائح الكريهة التي تنتشر في الزنزانات.


12- حرمان المعتقل من الوسائد والأغطية والملابس:

تمتنع عناصر هيئة تحرير الشام عن إعطاء المعتقلين/ المحتجزين في مراكز الاحتجاز الكمية الكافية من الوسائد والأغطية، وقد يتشارك معتقلان أو أكثر وسادة واحدة أو غطاءً واحداً، والتي غالباً ما تكون متَّسخة ومهترئة وتحتوي على الطفيليات أو الدماء، إضافة إلى ذلك، يُحرم المعتقل من الحصول على ملابس مناسبة وغالباً ما يرتدي ملابس داخلية فقط؛ نظراً لاهتراء ملابسه أو تمزقها في أثناء عمليات التعذيب أو نزعها عنه عنوةً في أثناء التفتيش؛ وهذه الممارسات جميعها تُعرِّض المعتقلين للبرد القارس في فصل الشتاء، عندما تكون درجات الحرارة في حدودها الدنيا.


13- الحرمان من النوم:

يُحرم المعتقل من النوم لأسباب عديدة، فإما أن يمارَس عليه الحرمان من النوم كأحد أساليب التعذيب وفي جلسات الاستجواب الطويلة، أو أنَّه لا يستطيع النوم بسبب التكديس البشري ضمن الزنزانة الواحدة، حيث تضم الزنزانات عدداً من المعتقلين يفوق طاقتها الاستيعابية؛ ما يحرمهم المساحة الكافية للاستلقاء فيضطرون إلى التناوب على النوم وبالتالي ساعات نوم قليلة لكل معتقل، ناهيك عن التَّرهيب النّفسي الذي يُلم بالمعتقل طيلة مدة اعتقاله ليتركه مصاباً بالأرق.

ومن أساليب التعذيب النفسي وفق الشبكة "أعمال السخرة" حيث تجبر عناصر الهيئة المحتجزين على القيام بأعمال الحفر والسخرة، وفي معظم الأحيان أعمال حفر القبور لدفن الأشخاص الذين تم إعدامهم بمختلف التهم. وبحسب الروايات التي حصلنا عليها فإنَّ الهيئة تمارس هذا الأسلوب بشكل رئيس مع الأسرى من قوات النظام السوري من الطائفة العلوية، والمحتجزين الذين سيواجهون حكم الإعدام.

وكان خلص تقرير "الشبكة السورية" إلى أن "هيئة تحرير الشام" ارتكبت انتهاكات واسعة للقانون الدولي لحقوق الإنسان بحق الأهالي في المناطق الخاضعة لسيطرتها عبر عمليات الخطف والاحتجاز التعسفي والإخفاء القسري والتعذيب، وعبر الأحكام الجائرة الصادرة عن محاكم لا ترقى بأي حال من الأحوال إلى القواعد الأساسية للمحاكمات العادلة، وقد أظهر التقرير هيمنتها المطلقة على الشرطة والقضاء.

وتحتجز "هيئة تحرير الشام" الآلاف من أبناء الحراك الثوري السوري، في عشرات السجون الأمنية المنتشرة في مناطق ريف إدلب، في غالبيتها سجون تتمتع بالسرية ضمن الجبال، ويشرف عليها الذراع الأمني المقرب من قيادة الهيئة، ترفض الهيئة كل الدعوات لتبييض السجون من المعتقلين على خلفية الحراك الثوري وآرائهم ومواقفهم لاسيما المعارضين لتوجهات وسياسات الهيئة، علاوة عن احتجاز المئات من المهاجرين بينهم نساء وأطفال، دون أن يكون لهؤلاء الحق في الخضوع لقضاء مستقل أو حتى معرفة مصيرهم.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ