مسؤولون لبنانيون يشيدون بعودة نظام الأسد لـ "الجامعة العربية" وجنبلاط يعلق: "أين هو هذا الحضن العربي".؟
أشاد مسؤولون لبنانيون، من المحسوبية على ميليشيات حزب الله ونظام الأسد، بالخطوة التي اتخذها الوزراء العرب، بإعادة نظام الأسد إلى جامعة الدول العربية، رغم أن لبنان لم يكن ممثلاً في الاجتماعات الأخيرة في جدة وعمان والقاهرة.
واعتبر "نبيه بري" رئيس مجلس النواب اللبناني، أن عودة سورية إلى الجامعة العربية، تمثل خطوة في الاتجاه الصحيح وباتجاه العودة إلى الصواب العربي الذي لا يستقيم إلا بوحدة الصف والكلمة، في وقت انتقد جنبلاط الخطوة متسائلاً "أين هو هذا الحضن العربي".
ونقلت الوكالة الوطنية للإعلام عن بري قوله:” بعودة سورية إلى العرب وعودة العرب اليها بارقة امل لقيامة جديدة للعمل العربي المشترك"، وعلق رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي بلبنان "وليد جنبلاط" بالقول إن "الإنشاء العربي جميل.. عاد النظام السوري، لكن أريد أن أعرف أين هو هذا الحضن العربي".
في السياق، قال وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال محمد وسام المرتضى: "قلناها غير مرة إن أمتنا تبقى منقوصة ومنتقصة من دون سورية الموروث والتاريخ والموقع والدور، سورية التي تمثّل الممر الإلزامي لتحقيق التعاون العربي، وعنصرا إيجابياً فيه على المستويات كافة ولا سيما ثقافياً".
بدوره، قال النائب طوني فرنجية إن”عودة سورية إلى جامعة الدول العربية هي تخطٍ لمرحلة الانقسام وإعادة توحيد للعرب، وهي انتصار لكل مؤمن بالانفتاح والاعتدال والعروبة”، واعتبر رئيس حزب الوفاق الوطني بلال تقي الدين أن "سوريا تستعيد اليوم مقعدها بالجامعة العربية.. مبروك لسورية الشقيقة.. مبروك لسورية الأمن والأمان".
من جهته، قال رئيس الحزب الديمقراطي طلال أرسلان، إن "سورية بقيت قلعة صامدة في وجه كل المؤامرات وعلى مدى أكثر من عشر سنوات ظلت خط الدفاع الأول عن المنطقة والمقاومة .. موقع سورية ثابت وبقيت قلب العروبة النابض وتحملت وعانت ما عانته، واليوم تبدي مصلحة شعبها الجبار وتعيد أفضل العلاقات مع محيطها العربي".
واعتبر أن هذه الخطوة، هي "مرحلة جديدة عنوانها الانفتاح وإعادة الإعمار. مرحلة تسويات وتقارب دعونا إليها منذ أعوام، وأيقنّا منذ اللحظة الأولى أن الرهان على خسارة سورية ولد ميتا، وانتصرت سورية وبعودتها ينتصر العرب لعروبيتهم الحقة".
وقال "الدكتور علي حايك" مسؤول العلاقات الخارجية المركزية في حركة أمل "مبارك للعرب عودتهم إلى سورية وعودتها لهم، إنها بارقة أمل لقيامة جديدة للعمل العربي المشترك"، واعتبر أن "سورية التاريخ والحضارة حاجة للعرب، وحضورها العربي مصدر قوة وريادة في القضايا العربية المحقة وفي مقدمتها فلسطين".
وكانت انتقدت الولايات المتحدة الأمريكية، على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية، قرار عودة سوريا إلى مقعدها في جامعة الدول العربية، مؤكدة أن دمشق لا تستحق هذه الخطوة، في وقت شككت برغبة "بشار الأسد" في حل الأزمة.
وقال المتحدث، إن الولايات المتحدة تعتقد أن "الشركاء العرب يعتزمون استخدام التواصل المباشر مع الرئيس السوري للضغط من أجل التوصل إلى حل للأزمة السورية التي طال أمدها وأن واشنطن تتفق مع حلفائها على "الأهداف النهائية" لهذا القرار".
وكان عبر حلفاء الأسد "روسيا وإيران وحركة حماس" كلاً على حدة، عن ترحيبهم بقرار "الجامعة العربية" عودة نظام الأسد لمقعده في الجامعة، في تتويج للمساعي الروسية الإيرانية التي عملت لسنوات لتمكين إعادة نظام الأسد وتمكين التطبيع العربي لتحقيق مكاسب سياسية.
ورحبت روسيا بالقرار، معتبرة أنه يؤدي إلى تنقية الأجواء في الشرق الأوسط، وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، إن استئناف مشاركة سوريا في نشاط جامعة الدول العربية، سيسهم في تحسين الأجواء المتوترة في منطقة الشرق الأوسط، وتجاوز تداعيات الأزمة السورية بأسرع وقت ممكن.
وأضافت زاخاروفا في بيان نشر على موقع الخارجية الروسية: "ترحب موسكو بهذه الخطوة التي طال انتظارها، وكانت نتيجة منطقية لعملية إعادة سوريا إلى أحضان الأسرة العربية"، ولفتت إلى أن موسكو كانت على اتصال دائم بالعواصم العربية، ودعتها باستمرار لاستئناف علاقاتها مع دمشق.
وعبرت المسؤولة الروسية، علن أمل روسيا بزيادة الدول العربية مساعداتها لسوريا، والمساهمة في تذليل عقبات إعادة الإعمار الناجمة عن العقوبات غير المشروعة أحادية الجانب المفروضة على دمشق.
وفي السياق، رحب المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، بما أسماه "نجاح سوريا" في استعادة مقعدها في جامعة الدول العربية وهنأ حكومة وشعب سوريا على هذا النجاح.
واعتبر "كنعاني" إلى أن "حل الخلافات بين الدول الإسلامية والتقارب والتآزر بينها له نتائج إيجابية في الاستقرار وإرساء السلام الشامل، كما أنه يوفر الأرضية لتقليل التدخلات الأجنبية الهادفة للربح في القضايا الإقليمية، مؤكدا أن إيران ترحب بهذا النهج".
وأصدرت حركة حماس، بياناً رحبت فيه بإعلان عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، وقال الناطق باسم الحركة حازم قاسم: "نرحب بإعلان وزراء خارجية الدول العربية عودة سوريا لإشغال مقعدها في الجامعة العربية".
وأضاف حازم قاسم: "نتمنى سرعة معالجة كل تداعيات الأزمة السورية"، ودعا الناطق باسم حماس "لتعزيز العلاقات البينية بين كل مكونات الأمة لتصليب موقفها في مواجهة الأطماع الاستعمارية الخارجية وفي مقدمتها المشروع الصهيوني التوسعي".
وعبر "الائتلاف الوطني السوري"، في بيان اليوم، عن رفضه واستيائه من قرار إعادة النظام المجرم إلى الجامعة العربية، مؤكداً أن القرار يعني التخلي عن الشعب السوري وعن دعم مطالبه المحقة، وهو إهدار لتضحياته العظيمة عبر 12 عاماً من الثورة على الظلم والإرهاب والاستبداد، كما يشكّل القرار انحيازاً واضحاً لصالح المجرمين.
وكان توصل وزراء الخارجية العرب، في اجتماعهم التشاوري الذي عقد في القاهرة، اليوم الأحد 7/ أيار، برئاسة وزير الخارجية المصري سامح شكري، على عودة نظام الأسد إلى مقعده في جامعة الدول العربية، واستئناف مشاركة وفود النظام في اجتماعات الجامعة اعتباراً من اليوم، في حين سجلت بعض الدول تحفظها على القرار.