مسؤول لدى النظام يؤكد اقتراب تنفيذ اتفاقيات بالجملة تعزز نفوذ إيران في سوريا
تحدث رئيس ما يسمى بـ"الغرفة التجارية السورية الإيرانية المشتركة"، التابعة لنظام الأسد "فهد درويش"، عن وجود مقترحات بالجملة للارتقاء بالعلاقات الاقتصادية بين النظامين السوري والإيراني، بينها منطقة حرة إيرانية في سورية وتسهيل وصول ألف سائح إيراني إلى سوريا قريباً.
وتزامن ذلك مع زيارة وفد من مسؤولي النظام مؤخرا يضم وزراء الخارجية والاقتصاد والاتصالات إلى إيران لمتابعة تنفيذ اتفاقيات التعاون الثنائية الموقعة بين الطرفين التي تم الاتفاق عليها خلال زيارة الرئيس الإيراني بدمشق.
وحسب مدير عام هيئة الاستثمار لدى النظام "مدين دياب"، فإن آفاق التعاون مع إيران شاملة وإستراتيجية شملت العديد من المجالات أهمها الزراعة والنقل والطيران المدني وغيرها، وتم الاتفاق على تطوير التعاون في مجالات الطاقة والكهرباء والنفط والسياحة والثقافة والتأمين والمصارف والجمارك.
وقدر طرح العديد من الفرص الاستثمارية في مختلف القطاعات وصل عددها إلى 60 فرصة موزعة على 8 محافظات، تشمل فرصاً استثمارية في قطاعات الصناعة وقطاع توليد الكهرباء والزراعة وتربية الحيوان وقطاع السياحة وسط مزاعم تحقيق الأمن الغذائي والدوائي وتأمين مستلزمات إعادة الإعمار.
وبالعودة إلى حديث "درويش"، المسؤول المقرب من إيران، أشاد بوجود لجان حكومية وخاصة من أجل تقوية العلاقة الاقتصادية بين سوريا وإيران، وذكر أن أبرز المقترحات للارتقاء بالعلاقة الاقتصادية إعادة تفعيل اتفاقية التجارة الحرة بكامل تفاصيلها الموقعة عام 2011.
ولفت إلى اقتراح وجود تعديل فيها مثل تصفير الجمركة للمعادلة بين أجور الشحن المرتفعة التي تزيد من سعر المنتج، واعتبر أن الحرب في سوريا أدت لضعف هذه الاتفاقية في العديد من بنودها، مؤكداً أن الاتفاقية ستبصر النور خلال أسبوع وسيتم تنفيذها، وأشار إلى التركيز على تعديل وتهيئة بيئة الاستثمار الإيراني في سوريا.
واعتبر أن أكبر الاستثمارات الموجودة في سورية هي إيرانية مثل معمل الزجاج ومعامل السيارات ومعامل الدهان كما بدأت مؤخراً شركة زراعية لإنتاج الأجبان والألبان في طرطوس وتم استيراد الأبقار لها، كما تم تأسيس شركات بمدينة حسياء الصناعية وأعداد كبيرة من الشركات الإيرانية في مناطق سيطرة النظام.
وحول حجم الاستثمارات بين البلدين كشف أن أقل استثمار للإيرانيين في سوريا وأقل رأس مال بأصغر معمل بحوالي 250 - 300 مليون دولار وأكثر وذلك حسب حجم كل معمل ووضعه الاقتصادي بالإضافة إلى التحضير لبدء الاستثمارات السياحية الحضارية على مستوى المحافظات وليس بالعاصمة دمشق فقط.
وأشار إلى إعادة السياحة الدينية التي ستبدأ بعد أسبوع وما له من نتائج إيجابية من جهة الحركة التجارية مشيراً إلى أن أول عقد للسياحة الدينية سيكون تأمين قدوم 50 ألف سائح، وأشار إلى أنه لابد من وجود بنك مشترك من أجل تذليل المعوقات التي تقف أمام تحويل الأموال، مبيناً أن البنك قيد الإنشاء.
ولفت إلى أن هناك ضعف بدخول البضائع السورية إلى إيران وذلك بسبب الشحن والتحويل المالي وبسبب ضعف الإنتاج، مشيراً إلى أن الشعب الإيراني يرغب المنتجات السورية وخاصة بالنسيج وزيت الزيتون والزعتر وصابون الغار والمواد الغذائية والحلويات السورية.
وقال "درويش"، بتصريح إعلامي مؤخرا إن العلاقات الاقتصادية بين النظامين السوري والإيراني قوية ومتينة وتسير للأمام، ولكنها تأثرت بمجموعة عوامل بسبب العقوبات وكورونا وصعوبة التحويلات المالية.
واعتبر أن ما وصفها "الزيارة التاريخية الاستراتيجية" للرئيس الإيراني وضعت خارطة عمل اقتصادية تناسب الطرفين لترتقي إلى مستوى العلاقات السياسية والعسكرية، وتحدث عن أهمية ملتقى اللجنة الاقتصاديّة المشتركة الذي انعقد بدمشق.
ووفقا لمدير حاضنة دمر المركزية للفنون الحرفية "لؤي شكو"، فإن الحِرف السورية تصل إيران حيث سيتم إقامة تبادلات بالمقرات التجارية لإنشاء معرض للبيع المباشر ما سيسهم ببيع المنتجات مقابل تحصيل قيمة مستلزمات الإنتاج الحرفي.
وزعم أن الهدف الأساسي من الزيارة الأخيرة التي قام بها بعض الحرفيون في إيران هو إقامة معرض مشترك للمنتجات السورية والإيرانية وكان هناك موافقة من الجانب الإيراني، بالإضافة لتبادل الخبرات بما يعود بالنفع على شريحة واسعة من الحرفيين.
وكانت كشفت مصادر إعلامية مقربة من نظام الأسد عن توقيع العديد من الاتفاقيات بين النظامين السوري والإيراني حيث زار وفد اقتصادي إيراني تابع لهيئة الصداقة السورية الإيرانية بدمشق، والتقى عدد من المسؤولين، مطلع العام الجاري 2023.