مسؤول بخارجية النظام: سوريا تسير على طريق استئناف العلاقات الدبلوماسية مع السعودية
قال "بسام صباغ " نائب وزير خارجية نظام الأسد، إن سوريا تسير على طريق استئناف العلاقات الدبلوماسية مع المملكة العربية السعودية وتتطلع إلى مزيد من تطوير العلاقات معها، في وقت تداولت عدة مصادر خبراً عن نية النظام افتتاح سفارته في المملكة.
وقال صباغ في مقابلة مع وكالة "سبوتنيك" الروسية: "أعتقد أننا بالفعل على هذا الطريق... نتطلع بشدة إلى تطوير هذه العلاقات الأخوية"، واعتبر أن عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية ومشاركة الرئيس بشار الأسد في قمة جدة هي جوانب مهمة في هذه القضية.
وسبق أن نقلت صحيفة "المدن" عن مصادر في نظام الأسد، تأكيده توقف عمليات الترميم في السفارة السعودية في حي مزة فيلات شرقي بدمشق، في إشارة لتوتر العلاقات السياسية بين الطرفين، بعد أن كانت قد عادت مؤخراً إبان القمة العربية التي نظمتها السعودية ودعت فيها "بشار الأسد" للحضور، كأول قمة عربية منذ تجميد مقعد سوريا.
وأرجعت الصحيفة، إيقاف السعودية لعمليات ترميم سفارتها في دمشق إلى تعثر تطبيع العلاقات بين السعودية والنظام السوري، وهو المسار الذي يتداخل فيه شكل العلاقات السعودية - الإيرانية بشكل كبير، وفق تعبيرها.
وبيّنت المصادر، أن عمليات ترميم مقر السفارة التي بدأت في آذار/مارس 2023 توقفت، من دون أن توضح إن كانت عمليات الترميم متوقفة مؤقتاً أو بشكل نهائي، في وقت كانت سمت الرياض عدة سفراء جدد لها في عدة دول حول العالم، واستثنت سوريا، حيث لم تسم أي سفير لها في دمشق.
ونقلت الصحيفة عن الكاتب والمحلل السياسي "درويش خليفة"، قوله إن "بشار الأسد" لم يفِ بوعوده للدول العربية التي انفتحت عليه مؤخراً، كاشفاً عن أن "العرب منحوا النظام مهلة حتى نهاية 2023، لتجميد بعض الأنشطة الإيرانية في سوريا".
وبين أن النظام "عقد اتفاقيات اقتصادية مع الإيرانيين ليثبت بذلك عمق وقوة تحالفه مع طهران على حساب تحسين علاقاته مع العواصم العربية، خصوصاً أن التقييم الأردني لمبادرة خطوة بخطوة، غير مبشّر ولا يدعو للمزيد من التقارب أكثر مع النظام السوري"، ورأي أن المملكة في مرحلة تقييم الاتفاق مع إيران، وأي تعثر في ذلك المسار سينعكس بالضرورة على العلاقة مع النظام السوري.
وسبق أن أكدت صحيفة "عكاظ" السعودية في مقال لها، تعثر خطوات التطبيع العربي مع دمشق، موضحة أن دمشق لم تبدِ موافقتها على أفق الحل المقترح عربياً بشكل صريح وواضح، مما دفع المجتمع الدولي إلى حالة من الشك بإمكانية نجاح الدول العربية بإقناع دمشق.
وذكر المقال الذي حمل عنوان: "الحل العربي للأزمة السورية يتعثر"، أن الدول العربية ألقت "حجراً كبيراً في المياه الراكدة في ما يتعلق بالملف السوري وتفاعل الأزمة في هذا البلد العربي"، من خلال طرح رؤية تقوم على أساس أن استمرار الأوضاع على ما هي عليه لا يخدم أي طرف من الأطراف، وبالتالي يجب إنهاء معاناة الشعب السوري وإيجاد حل سلمي للأزمة.
ولفت المقال إلى أن مسألة استعادة السيادة السورية على أراضيها، معقدة بسبب حالة التقسيم الموجودة بحكم الأمر الواقع ووجود جيوش ومليشيات أجنبية، ولكن كان يفترض بحكومة دمشق أن توحد البندقية في مناطق سيطرتها أو على الأقل وضع خطة قابلة للتنفيذ وهذا ما لم يتم حتى الآن.
وبين أن "مسألة انتشار المليشيات مثيرة للقلق بالنسبة لدول الجوار وهي تجر المنطقة برمتها إلى الفوضى، وبالتالي هي ليست مسألة سورية صرفة"، وأشار إلى أن دمشق لم تقم بالكثير لحل مسألة تهريب المخدرات التي تحظى بأهمية وعناية فائقة من قبل الدول العربية كافة، حيث تزداد شحنات المخدرات المتجهة إلى الأردن ودول الخليج.