"مشين وانتهاك لحرية الصحافة".. نقابات إعلامية تُدين اعتقال "الأمن العام" لناشطين إعلاميين في سرمدا بإدلب
أدانت عدة فعاليات وكيانات إعلامية سورية، في الشمال السوري، قيام "جهاز الأمن العام" التابع لـ "هيئة تحرير الشام"، باعتقال الصحفيين "عمر نزهت و علي نصرالله"، أثناء قيامهم بعملهم بتوثيق اعتصام مدني سلمي على دوار مدينة سرمدا عصر يوم أمس.
واستنكر بيان مشترك لـ "اتحاد الاعلاميين السوريين / اتحاد اعلاميي حلب وريفها / رابطة الاعلاميين السوريين"، قيام عناصر "الأمن العام" بضرب الصحفيين وتوجيه الشتائم لهم و الإهانات الجسدية والنفسية ضاربين بعرض الحائط البطاقة الصحفية و التصريح الصحفي الذي بحوزتهما و الصادرة عن وزارة الإعلام في حكومة الإنقاذ.
وأدان البيان، هذا التصرف بشدة، معتبرة أنه عمل مشين و انتهاك خطير لحرية الصحافة وعملها و انتهاكا للنظام الداخلي الصادر عن حكومة الإنقاذ، و الذي يتبع لها الأمن العام، مطالباً حكومة الإنقاذ و هيئة تحرير الشام تجريم من قام بهذا الاعتداء و الالتزام بتعهداتهم واحترام قراراتهم، و إنزال أقسى العقوبات بحق المعتدين لضمان عمل الصحفيين في الشمال المحرر.
وأكد البيان، بأن انتهاك حرية الصحافة يمثل تهديداً لمبادئ حقوق الإنسان التي تضمنها كل القوانين و الشرائع ، و ندعو السلطات المحلية للالتزام بها بما يتماشى مع أهداف وقيم و مبادئ الثورة السورية التي تضمن حرية الصحافة و الرأي والتعبير.
ويوم أمس الثلاثاء، تعرض الناشطان الإعلاميان "عمر نزهت وعلي نصر الله"، للضرب والاعتداء الجسدي واللفظي من قبل "عناصر الأمن العام" التابعة لـ "هيئـ ـة تحـ ـرير الشـ ـام"، بسبب تغطيتهم للاحتجاج الذي نظمه أهالي حماة في مدينة سرمدا.
في السياق، قالت "رابطة الإعلاميين للغوطة الشرقية" في بيان لها "في انتهاك جديد لحرّية الصحافة وتضيق على العمل الصحفي والإعلامي في شمال غرب سوريا، قام اليوم عناصر يتبعون لجهاز الأمن العام التابع ل"هيئة تحرير الشام" بالاعتداء بالضرب والاحتجاز والإهانة على الصحفي "عمر نزهت" والناشط الإعلامي "علي نصر الله" خلال تغطيتهم لأحد المظاهرات المعارضة لتحرير الشام في منطقة "سرمدا" شمالي إدلب".
وأضافت "نحن كنقابات إعلامية مهنية ندين ونستنكر هذا الاعتداء الذي يعتبر واحد من أهم الجرائم التي ترتكب بحق الإعلاميين والصحفيين، وتضيق على حرّية العمل الإعلامي في المنطقة، كما نستنكر هذا التصرف الهمجي والغير مسؤول".
وطالبت الرابطة "السلطات المسيطرة على منطقة إدلب بمعاقبة المسؤولين عن هذه الجريمة، وإنزال أقصى العقوبات بحقهم، حتى لا نشهد تكرار لهكذا حوادث، مؤكدين على أنّ هذه الممارسات لا تمثل قيم الثورة السورية ولا مبادئها".
وفي مشهد يعود بالذاكرة إلى بدايات الحراك الشعبي السوري عام 2011، تتجلى الصورة بكامل تفاصيلها لكن مع تغير الأطراف والقوى، حيث نظمت الفعاليات الأهلية لمحافظة حماة، تظاهرة احتجاجية ضد مواصلة "هيئة تحرير الشام" اعتقال عدد من الفعاليات الثورية، في وقت طوقتها الأرتال الأمنية ليس لحمايتها، بل لكبح الاحتجاج وإنهائه.
وقالت مصادر محلية لشبكة "شام" إن المئات من أبناء محافظة حماة، نظموا اليوم وقفة احتجاجية على الدوار الرئيسي في مدينة سرمدا شمالي إدلب، ضد استمرار "هيئة تحرير الشام"، اعتقال واحتجاز عدد من الشخصيات الثورية من أبناء المحافظة، والذين جرى اعتقالهم دون تهم، لمجرد انتقادهم لسياسات الهيئة في المنطقة.
وعلمت "شام" أن العشرات من السيارات الأمنية والتابعة لقوى الشرطة التابعة للهيئة، توجهت للمنطقة، وقامت بتطويق منطقة الاحتجاج، ومنع وصول المزيد من المدنيين للمنطقة، كما قامت بنشر عناصرها على أسطح الأبينة وإقامة الحواجز الطيارة على الطرقات، هدفها كبح الاحتجاج ومنع توسعه، وسط تخوفات من اللجوء لاستخدام القوة ضد المحتجين.
وتمارس الأجهزة الأمنية التابعة لـ "هيئة تحرير الشام"، حملات اعتقال منظمة تطال العديد من الأطراف، ليس كوادر "حزب التحرير" فحسب، بل كل من ينتقد ممارساتها وتصرفاتها في المنطقة، سواء من الفصائل الأخرى أو الشخصيات الثورية المعارضة لتوجهاتها.