مساوياً بين مجزرة الباب واستهداف مقر لـ "قسد".. برايس: واشنطن قلقة من تصاعد العنف شمال سوريا
قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، نيد برايس، إن واشنطن قلقة للغاية من تصاعد أعمال العنف مؤخراً على طول الحدود الشمالية لسوريا مع تركيا، معبراً عن أسف واشنطن "لسقوط ضحايا مدنيين في الباب والحسكة وأماكن أخرى"، في مساواة بين استهداف موقع عسكري لقسد ومجزرة الباب.
وقال المتحدث نيد برايس: "تشعر الولايات المتحدة بقلق بالغ إزاء الهجمات الأخيرة على طول الحدود الشمالية لسوريا، وتحث جميع الأطراف على الحفاظ على خطوط وقف إطلاق النار"، وأكد أن واشنطن ملتزمة "بضمان الهزيمة الدائمة لداعش، وإيجاد حل سياسي للصراع السوري".
وسبق أن عبر المتحدث باسم الخارجية الأميركية، نيد برايس، عن قلق الولايات المتحدة الكبير حيال التصريحات التركية عن إمكانية القيام بعمل عسكري في شمال سوريا، وقال "نواصل دعم الحفاظ على خط وقف النار الموجود حاليا، وندين أي تصعيد قد يؤدي إلى تغيير ذلك".
وأضاف برايس في مؤتمر صحفي عقده في مقر الخارجية بواشنطن، أنه "من المهم جدا على كل الأطراف أن تحافظ على مناطق وقف النار وتحترمها وتعزز الاستقرار في سوريا للتوصل إلى حل سياسي لهذا النزاع".
ولفت إلى أن الولايات المتحدة تتوقع من تركيا أن تحترم البيان المشترك الصادر عام 2019 "بما في ذلك الالتزام الذي قدمته بوقف العمليات الهجومية في شمال شرق سوريا"، في وقت كان أبدى الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، عزمه على مواصلة قتال "الإرهاب" في سوريا في ختام قمة جمعته، الثلاثاء، في طهران مع نظيريه الإيراني إبراهيم رئيسي، والروسي فلاديمير بوتين.
وكانت عبرت الأمم المتحدة في بيان لها، عن قلقها العميق إزاء اﺳﺗﻣرار تصاعد أﻋﻣﺎل العنف ﻓﻲ ﺷﻣﺎل ﺳورﯾا، في إشارة لحملات القصف التي تطال أرياف إدلب وحلب، ودعت جميع الأطراف لاﺗﺧﺎذ اﻟﺗداﺑﯾر اللازمة لحماية المدنيين.
وجاء البيان على لسان اﻟﻣﻧﺳﻖ اﻟﻣﻘﯾم ﻟﻸﻣم اﻟﻣﺗﺣدة وﻣﻧﺳﻖ اﻟﺷؤون اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ في ﺳورﯾا ﻋﻣران رﯾزا، واﻟﻣﻧﺳﻖ اﻹﻗﻠﯾﻣﻲ ﻟﻠﺷؤون اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﻟﻸزﻣﺔ اﻟﺳورﯾﺔ ﻣﮭﻧد ھﺎدي، واﻟﻣدﯾرة اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ﻟﻠﯾوﻧﯾﺳف ﻓﻲ اﻟﺷرق اﻷوﺳط وﺷﻣﺎل أﻓرﯾﻘﯾﺎ أدﯾل ﺧُﺿُر، وقال: "ﺗُظﮭر ھذه اﻟﻣﺂﺳﻲ اﻟرھﯾﺑﺔ ﻣرة أﺧرى أن اﻟﻣدﻧﯾﯾن، وﻛﺛﯾر ﻣﻧﮭم ﻣن اﻟﻧﺳﺎء واﻷطﻔﺎل، ﻣﺎ زاﻟوا ﯾﻌﺎﻧون ﻣن آﺛﺎر اﻷﻋﻣﺎل اﻟﻌداﺋﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻣرة ﻓﻲ ﻣﻧﺎطﻖ ﻣن ﺳورﯾا.
وأضاف البيان: "ﻧﺣث ﺟﻣﯾﻊ اﻷطراف ﻋﻠﻰ اتخاذ التدابير الممكنة لتقليل الضرر اللاحق بالمدنيين واﻻﻣﺗﺛﺎل ﻻﻟﺗزاﻣﺎﺗﮭم ﺑﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﯾن. إن اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﻓﻲ ﺳورﯾا ﺗﺗﻘدم ﺑﺄﺣر اﻟﺗﻌﺎزي ﻷﺳر اﻟﺿﺣﺎﯾﺎ وﺗﺗﻣﻧﻰ ﻟﻠﻣﺻﺎﺑﯾن اﻟﺷﻔﺎء اﻟﻌﺎﺟل".
وزعم البيان التزام اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﺑﺎﻟﻌﻣل ﻣﻊ ﺟﻣﯾﻊ أﺻﺣﺎب العلاقة ﻣن أﺟل ﺳورﯾﺎ آﻣﻧﺔ وﻣزدھرة، ﺑﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك اﻟدﻋوة إﻟﻰ ﺣل ﺳﯾﺎﺳﻲ ﻣﺳﺗدام ﻟﺟﻣﯾﻊ اﻟﺳورﯾﯾن، مقارناً بين هجوم جوي تركي استهدف موقعاً عسكرياً لقوات سوريا الديمقراطية بالحسكة، وهجوم مدينة الباب الذي تسبب بمجزرة مروعة.
وفي مفارقة عجيبة، جاءت مقارنة الأمم المتحدة في بيانها بين مجزرة الباب التي طالت سوقاً شعبياً بصواريخ "النظام وقسد"، وخلفت 14 شهيداً من المدنيين، وبين قصف جوي تركي استهدف نقطة عسكرية تابعة لميليشيات قسد في قرية شموكة غرب الحسكة، وقالت "الإدارة الذاتية" في بيان لها إن الاستهداف طال مركز تعليم خاص للبنات تحت رعاية الأمم المتحدة في بمسافة 2 كم عن قاعدة التحالف الدولي، تبين أنه مركز تدريب لمقاتلات يتبعن لـ "قسد" من المجندات إجبارياً في صفوف الميليشيا.
وكانت أكدت مؤسسة الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء"، أن الهجمات الإرهابية التي تستهدف الأسواق والمناطق الحيوية والمدارس والأحياء السكنية، تهدد استقرار المدنيين في المنطقة وهي سياسة ممنهجة تهدف لنشر الرعب بين المدنيين الآمنين ومنعهم من عيش حياتهم الطبيعية، وعلى المجتمع الدولي وضع حد لهذه الهجمات الإرهابية القاتلة والوقوف بوجه مرتكبي هذه الجرائم الممنهجة بحق السوريين، ومحاسبتهم عليها.
وأكدت "الخوذ البيضاء"، ارتفاع حصيلة ضحايا مجزرة السوق الشعبي في مدينة الباب شرقي حلب، إلى 14 شهيداً منهم 5 أطفال، وأكثر من 30 مصاباً بينهم 11 طفلاً على الأقل، وما تزال حصيلة القتلى والمصابين غير نهاية مع استمرار عمليات البحث والإنقاذ، ووجود حالات حرجة بين المصابين.
وجاءت المجزرة بعد قصف صاروخي مصدره مناطق سيطرة قوات "الأسد وقسد" بريف حلب الشمالي، طالت سوقاً شعبياً وسط مدينة الباب بريف حلب الشرقي، مخلفة مجزرة مروعة بحق المدنيين، في استمرار لسياسة القتل والتدمير المتبعة من قبل الأسد وحلفائه.