مركز دراسات: قرار الخزانة الأمريكية لدعم "التعافي المبكر" في سوريا بعيداً عن إعادة الإعمار
مركز دراسات: قرار الخزانة الأمريكية لدعم "التعافي المبكر" في سوريا بعيداً عن إعادة الإعمار
● أخبار سورية ١٥ مايو ٢٠٢٢

مركز دراسات: قرار الخزانة الأمريكية لدعم "التعافي المبكر" في سوريا بعيداً عن إعادة الإعمار

اعتبر مركز "جسور للدراسات" في دراسة صادرة عنه، أن قرار وزارة الخزانة الأمريكية، تجنيب الشركات ضمن مناطق شمال شرق سوريا من العقوبات، يندرج في سياق دعم "التعافي المبكر" في سوريا، بعيداً عن إعادة الإعمار الذي ترفضه الدول الغربية ما لم يكن هناك حل سياسي.

وأوضح المركز أن عملية "التعافي المبكر" تهدف إلى دعم قدرة المجتمعات المحلية على الاعتماد على نفسها وتحريك عجلة الإنتاج، بما يضمن تقليل الاعتماد على الأعمال الإغاثية والمساعدات الإنسانية، مبيناً أن هذا الإجراء سيؤدي إلى تخفيف العبء عن كاهل المانحين من جهة، وإضعاف قدرة التنظيمات المتطرفة على تجنيد الشباب لأسباب مالية من جهة أخرى.

وتوقع المركز أن يؤدي القرار إلى تعزيز دخول مؤسسات غير ربحية بشكل أكبر لدعم برامج التعافي المبكر، وإقامة مشاريع صغيرة تطور من بنية القطاع العام وتساهم في تطوير البنى التحتية.

ورجحت الدراسة دخول بعض الشركات والأفراد في سبيل دعم عملية الإسكان وإنشاء مشاريع أكبر حجماً من الماضي، وأن تتدفق تقنيات اتصال وميكنة زراعية وصناعية "متطورة نسبياً"، وافتتاح مكاتب حوالات رسمية مرخصة.

وكان نفى نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي إيثان غولدريتش، في تصريح صحفي، إن يكون الاستثناء المقرر في مناطق في شمال شرق وشمال غرب سوريا من العقوبات الأمريكية، "خطوة سياسية ودعماً لاستقلالها ذاتياً"

واعتبر المسؤول الأمريكي أن القرار الأمريكي هو خطوة اقتصادية تهدف إلى تحسين حياة السكان في المناطق غير الخاضعة لسيطرة النظام السوري، وقال إن واشنطن تؤكد دائماً على تمسكها بوحدة الأراضي السورية، ولفت إلى أن الاستثناء يهدف إلى الضغط على النظام لإجراء الإصلاحات الضرورية، والمضي قدماً في العملية السياسية.

بدوره، أكد نائب مساعد وزير الخارجية لمكافحة التهديدات المالية والعقوبات إريك وودهاوس، أن هدف العقوبات الأمريكية ليس الضغط على الشعب بل معاقبة النظام، مشدداً على أن واشنطن تعتزم الإبقاء على العقوبات كوسيلة ضغط حيوية لمعاقبة النظام وشركائه والمتعاونين معه.

ولفت وودهاوس، إلى أن واشنطن تهدف إلى إرساء الاستقرار وترغيب السكان بالعودة إلى منازلهم، ومعالجة الصعوبات المعيشية التي قد تؤدي إلى عودة ظهور تنظيم "داعش"، في حين لفتت مديرة ملف سوريا والعراق في مجلس الأمن القومي الأمريكي، زهرة بيل، إلى أن الاستثناء لا يؤثر على مسار تطبيق القرار الدولي 2254.

وسبق أن أصدرت وزارة خارجية النظام السوري، بياناً، علفت فيه على الخطوة الأمريكية بالاستثناءات من العقوبات الأمريكية لقانون قيصر، للشركات ضمن مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، معتبرة أن تقديم مساعدات للتنظيمات الإرهابية، هو الذي أدى إلى تدمير الإمكانيات الاقتصادية السورية ونهب ثرواتها من قطن ونفط وقمح وآثار.

وأوضحت الوزارة إلى "أن الادعاء الوارد في بيان الإدارة الأمريكية وادعاءات وزارة الخزانة الأمريكية ليست إلا استمراراً لهذا النهج المدمر الذي يتناقض مع التزامات الولايات المتحدة الدولية في مكافحة الإرهاب والالتزام بوحدة أرض وشعب سورية".

وكانت رفضت تركيا الخطوة الأمريكية بالاستثناءات من العقوبات الأمريكية لقانون قيصر، بحق الشركات العاملة في سوريا، خاصة تلك في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن بلاده ترفض قرار واشنطن بشأن إعفاء مناطق سيطرة تنظيم "بي كا كا/ ي ب ك" الإرهابي من العقوبات في سوريا.

وحسب بيان الخزانة الأمريكية، أن هذا الإعفاء لا يشمل أي تراخيص للتجارة في مجال النفط والغاز، كما يمنع استيراد النفط السوري او منتجاته إلى أمريكا، وسمحت فقط بشراء المحروقات التي تسمح لهذه الشركات بمواصلة أعمالها مثل شراء البنزين والديزل للسيارات والمولدات، كما حددت التراخيص ومنعت التعامل المباشر وغير المباشر مع النظام السوري، في أي مجال.

وحدد البيان المجالات التي يسمح للعمل فيها وهي الزراعة والبناء والتمويل والنقل والاتصالات، ويشكل الترخيص العام الجديد توسيعا للسياسة الأمريكية من خلال ما يقول المسؤولون الأمريكيون إنه تعزيز لفرص اقتصادية أفضل للأشخاص الذين لا تستهدفهم العقوبات ويعيشون في مناطق معرضة لعودة ظهور تنظيم داعش.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ