"مخيّم الموت والمنسيين".. مناشدات لإنقاذ قاطني مخيم الركبان بعد تشديد الحصار
"مخيّم الموت والمنسيين".. مناشدات لإنقاذ قاطني مخيم الركبان بعد تشديد الحصار
● أخبار سورية ٢ مايو ٢٠٢٤

"مخيّم الموت والمنسيين".. مناشدات لإنقاذ قاطني مخيم الركبان بعد تشديد الحصار

جددت فعاليات محلية ضمن مخيم الركبان الواقع ضمن منطقة الـ 55 كيلومتراً عند الحدود الشرقية لسورية مع الأردن والعراق، المناشدات لإنقاذ السكان حيث يعيشون أوضاعاً معيشية صعبة للغاية، زادت مؤخراً، بسبب إحكام قوات النظام وروسيا حصار المخيّم شرقي حمص.

وأفاد مدير المكتب الإعلامي بالمجلس المحلي بمخيم الركبان، محمد الفضيل، في حديثه لشبكة شام الإخبارية، اليوم الخميس 2 أيار/ مايو، بأنّ الأوضاع داخل المخيم تتجه من سيء إلى الأسوأ، مشيراً إلى أن الحصار تشدد على المخيم مع إغلاق الطريق منذ حوالي 20 يوماً.

ونوه إلى أن معظم المواد الغذائية التي كانت متوافرة ضمن المخيم بكميات محدودة باتت على وشك النفاذ بالكامل من الأسواق المحلية ضمن المخيم، يضاف إلى أن عدم توفر المواد الأساسية مثل السكر والزيت والارز والطحين وغيرها، وأكد تجاهل ملحوظ وعدم الرد على مناشدات قاطني المخيم المنسي.

وأصدر المجلس المحلي أمس الأربعاء، بيانا أكد فيه أن قاطنو مخيم الركبان من حصار خانق يفرضه النظام السوري وروسيا منذ تسعة عشر يومًا وذلك وسط صمت المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية لما يحدث من انتهاكات بحق النازحين في المخيم من قبل النظام السوري وروسيا.

وشهدت أسواق المخيم نفاذ المواد الغذائية والأساسية وانقطاع الأدوية وعدم وجود أطباء اختصاصيين من أجل إجراء العمليات الجراحية والقيصرية للنساء الحوامل، حيث توفي طفل حديث الولادة يوم الثلاثاء الماضي بعد تدهور حالة والدته الصحية أثناء الولادة وما تزال والدة الطفل تحت المراقبة في مشفى شام الطبي الذي لا يوجد فيه سوى الإسعافات الأولية.

واستعرض المجلس حالة مرضية حرجة للغاية لأحد أطفال مخيم الركبان وبحاجة إلى إجراء فحوصات طبية لمعرفة ما هو سبب مرضه الذي يعاني منه منذ حوالي 8 أسابيع، بعد إغلاق الطرق التي كانت تمدّ سكانه ببعض المواد الغذائية، ما عمق من المأساة الإنسانية والطبية في المخيم.

ونقل موقع "حصار" المعني بأخبار المخيم المحاصر، عن أحد سكان المخيم قوله إنه حاول إجراء فحوص طبية عاجلة لطفله الرضيع ذي العشرة أيام، والذي يشكو من سوء التغذية، لكن محاولاته باءت بالفشل، بسبب غياب الأطباء المختصين عن مستوصف المخيم، وعدم وجود أجهزة طبية تُقيم الحالة الصحية لطفله.

وذكر الموقع أن الأوضاع الاقتصادية الصعبة والمبالغ الكبيرة التي يطلبها المهربون منعت والد الطفل من إرسال طفله وزوجته إلى مناطق سيطرة النظام لتلقي العلاج، واصفاً مخيّم الرّكبان بـ "مخيّم الموت والمنسيين"، مطالباً المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية بالتحرك العاجل لإنقاذ سكان المخيّم.

هذا ودفعت سوء الأوضاع المعيشية والصحية الأهالي لتنظيم مظاهرات واعتصامات لمطالبة المجتمع الدولي بتأمين طرق آمنة للخروج إلى الشمال السوري، أو تحسين ظروفهم المعيشية في المخيّم عبر إجبار النظام على فتح طرق وصول الغذاء والدواء إلى الأهالي.

وصرح مدير النقطة الطبية "شام" بأن نحو 50 شخصاً يراجعون النقطة الطبية يومياً، معظمهم من الأطفال، يشكون من الرشح و الإسهال و الإقياء، بسبب سوء التغذية، وعدم تلقيهم اللقاحات اللازمة منذ عام 2019، يطالب مدير النقطة بتأمين فحص شامل  للأطفال والنساء، الذين يشكون من سوء التغذية.

إضافة إلى وضع برامج تغذية علاجيّة وتكميليّة، وهو ما يفتقر إليه مخيّم الرّكبان، وسط غياب دعم المنظمات الأممية الطبية وأبدى ناشطون في مخيّم الركبان قلقهم من تدهور الوضع الغذائي في المخيم، وانتشار سوء التغذية بين السكان، محذّرين من كارثة إنسانية.

ويمارس نظام الأسد وإيران سياسة التجويع بحق سكان مخيّم الرّكبان، بعد قطع طرق التهريب إليه، ما أدى إلى فقدان المواد الغذائية الاساسية و الدواء من سوق المخيّم، وناشد المجلس المحلي لمخيم الركبان، لفك الحصار الحصار عن المخيم وحذر من تزايد رغبة نظام الأسد وروسيا لتفكيك المخيم عبر تضييق الخناق على النازحين، ودعا لفتح طريق آمن لخروج النازحين من المخيم المنسي والمحاصر.

وفي مارس/ آذار الماضي  اتهم "روبرت وود" نائب المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة، نظام الأسد وروسيا بمنع وصول المساعدات الإنسانية إلى مخيم "الركبان" جنوب شرقي سوريا، مؤكداً ضرورة وصول المساعدات إلى جميع السوريين دون عوائق.

وتم إنشاء مخيم الركبان عام 2014، ويقع ضمن المنطقة 55 المتاخمة لقاعدة التنف التابعة للتحالف الدولي في الأرض السورية بالقرب من الحدود السورية - الأردنية – العراقية، وكثيرون من قاطنيه يرفضون العودة إلى مناطق النظام خوفاً من الاعتقالات أو الانتهاكات، ويفضلون البقاء في المخيم رغم رداءة الحياة فيه.

وكان نفذ عدد من قاطني مخيم الركبان وقفة احتجاجية من أجل تحسين الأوضاع المعيشية و دخول المساعدات الإنسانية إلى المخيم، وعلاوة على تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية يعيش المخيم أجواء جوية صعبة تتمثل بالغبار والحر الشديد نظرا إلى طبيعة المنطقة الصحراوية.

ويذكر أن "مخيم الركبان" على الحدود السورية - الأردنية، شهد عدة وقفات لمئات من قاطني المخيم، بهدف لفت الانتباه لمعاناتهم والتأكيد على حقهم بالحياة الكريمة، مطالبين بالانتقال إلى مناطق الشمال السوري، للخلاص من ضغوطات النظام التي تمارس عليهم في ظل تواطئ دولي واضح تجاه قضيتهم.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 
الكلمات الدليلية:

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ