"مجموعة الأزمات الدولية": دمشق مخطئة إن اعتقدت أن التقارب العربي سيقلص العقوبات الغربية
اعتبرت "مجموعة الأزمات الدولية"، في ورقة بحثية، أن دمشق ستكون مخطئة إذا اعتقدت بأن التقارب العربي معها سيقلص العقوبات الغربية، ويسمح لدول الخليج بالاستثمار في إعادة إعمار سوريا.
وقال الباحثان "دارين خليفة وجوست هيلترمان" في ورقة للمجموعة، إنه لا يمكن لبشار الأسد أن يتوقع الحصول على فائدة حقيقية من الدول العربية بعد التطبيع، لأن التطبيع العربي دفع الدول الغربية لتشديد العقوبات.
وبينت الورقة، أن الدول الخليجية لن ترغب في إنفاق مبالغ كبيرة لدعم دمشق، لأن سوريا بعيدة كل البعد عن أولوياتها وهي تقدم عوائد ضعيفة في الاستثمار، وذكرت أن "الدول العربية لن تأمل في التنافس مع نفوذ إيران، لأن العقوبات الغربية تحد من المكاسب الاقتصادية المحتملة، فيما تفرض العقوبات الأمريكية حواجز قانونية كبيرة وتكاليف سياسية".
وشبهت الورقة ضخ الأموال في سوريا مثل "النفخ في قربة مثقوبة"، مؤكدة أن الدول العربية لا يمكنها مساعدة النظام في استعادة شرق الفرات والشمال السوري، وختمت أن المبادرة العربية لن تفعل الكثير لتغيير المعادلة الجيوسياسية في سوريا، معتبرة أن ضم سوريا للجامعة العربية دون تنازل من دمشق، قوض إمكانية وجود عملية تفاوض منسقة.
وسبق أن قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إن إحياء العلاقات العربية مع دمشق، أصبحت في نظر معظم اللاجئين تحمل بين طياتها "احتمالات مرعبة" تتمثل بخسارتهم للملاذ الآمن الذي حصلوا عليه وإجبارهم على ترك كل ما بنوه بشق الأنفس من أجل حياتهم الجديدة.
وبينت الصحيفة، أن اللاجئين السوريين في عموم الشرق الأوسط تابعوا بقلق عودة الانفتاح العربي على دمشق، بعد مرور أكثر من عقد على العزلة التي فرضت عليها، خاصة أن المباحثات في هذا الإطار ركزت على إعادة اللاجئين.
ولفتت إلى أن المنظمات الحقوقية منذ سنوات تحذر من مخاطر إعادة السوريين إلى بلدهم، لأنهم سيواجهون خطر الإخفاء في غياهب السجون التي ينتشر فيها التعذيب والقتل، أو تجنيدهم إجبارياً في صفوف القوات الحكومية.
وقالت خبيرة الشأن السوري لدى "مجموعة الأزمات الدولية"، دارين خليفة، إن نقاشات الدول العربية حول إعادة اللاجئين السوريين أثارت الذعر بين بعض السوريين، لأن ذلك قطعاً لا يعني عودة طوعية وآمنة، بل يشير إلى إعادة السوريين بأي طريقة أو جعل إقامتهم وبقائهم ضرباً من ضروب المستحيل.