صورة لقاء الجولاني مع وجهاء من جبل السماق بريف إدلب
صورة لقاء الجولاني مع وجهاء من جبل السماق بريف إدلب
● أخبار سورية ٨ سبتمبر ٢٠٢٣

معلناً استعداده نصرة السويداء !!.. "الجـ ـولاني" يسوق نفسه باجتماع مع وجهاء في جبل السماق بإدلب

نشرت معرفات إعلامية تابعة لـ"هيئة تحرير الشام"، لقاء مصور جمع القائد العام للهيئة "أبو محمد الجولاني"، وعدد من الشخصيات المقربة منه، مع وجهاء وأعيان بلدات وقرى جبل السماق الدرزية في ريف إدلب شمال غربي سوريا.


وظهر إلى جانب "الجولاني"، كلا من مدير الإدارة العامة للتوجيه الشرعي، "مظهر الويس"، ورئيس مجلس الإفتاء الأعلى الشيخ "عبد الرحيم عطون"، وعدد من مدراء المناطق المقربين من "حكومة الإنقاذ السورية"، المظلة المدنية لـ"هيئة تحرير الشام".


واعتبر متابعون أن ظهور "الجولاني"، يأتي لتسويق نفسه من خلال استغلال والتسلق على انتفاضة السويداء جنوبي سوريا، حيث بارك "الجولاني" هذه الانتفاضة وأعلن تأييده للحراك، علما أن هدف اللقاء حسب إعلام الهيئة هو الاستماع لمطالب الأهالي فيما يتعلق بالنواحي الخدمية.


ويظهر اللقاء المصور لنحو نصف ساعة، قول "الجولاني"، إن "الهدف من اللقاء أن استمع لمطالبكم، وهي مناسبة للحديث عن وضع النظام الذي فقد أي وسيلة من وسائل استمراره، وفقد كل مقومات شرعيته، وبات غير قادر على تسيير أمور البلاد، والمهم القول أن كل مكونات الشعب السوري وصلت الى قناعة أن النظام لن يستمر".


وتابع قائلاً: "نريد أن نوصل رسالة من خلالكم الى السويداء ونبارك لهم الانتفاضة المباركة التي وقفت إلى جانب المظلوم ضد الظالم، نحن نؤكد أننا معهم ونؤيدهم في كل مطالبهم، ونساندهم بكل ما نستطيع من قوة، وكل جهد يمكن أن يوصلهم إلى العزة والكرامة التي ينشدونها".


وأضاف: "نعم تأخر حراك السويداء، لكن نعرف بأن الرغبة بالثورة على النظام كانت موجودة عندهم في وقت مبكر، لافتا إلى أن النظام حاول خلال عقود تخويف كل الطوائف في سوريا من السنة، بمعنى أنه في حال تسلم السنة قيادة البلاد فإنهم سيقتلون الأٌقليات من مسيحيين ودروز وغيرهم.


وذكر أن نظام الأسد كان يحاول الحفاظ على حكمه من خلال اثارة النعرات الطائفية، ولكن الحقيقة تقول بأن الطوائف عاشت طويلاً في وئام، والشعب السوري قادر على التعايش والوصول الى حالة مثالية من التفاهم، وفق تعبيره.


وانتقد متابعون ظهور "الجولاني"، بين وجهاء قرى جبل السماق من المتوقع أن يكون له تأثير سلبي على حراك السويداء، مع التأكيد على أن الظهور عبارة عن متاجرة من قبل متزعم الهيئة لاستثمار أي حراك ثوري مدني أو عسكري لصالحه، علما أن الهيئة حاولت عرقلت تنظيم مظاهرة جبل السماق مؤخرا.


ويعمل "الجولاني"، على تسويق نفسه كجهة تمثل الثورة السورية وإلى جانب الكثير من المطالب طلب الوجهاء الحاضرين بعدم تسميتهم بالدروز بعد أعلنوا دخولهم الإسلام في أكثر من مناسبة، فيما يصر الجولاني على أنهم دروز، محاولاً الاستثمار في هذا الملف".


وكان خرج أهالي وسكان جبل السماق في ريف إدلب بمظاهرة دعماً للحراك الثوري في محافظة السويداء ودرعا وأكدوا على وحدة الشعب السوري وطالبوا بإسقاط نظام بشار الأسد، في 24 آب/ أغسطس الماضي.


وسبق أن دشّن "الجولاني" مشروع بئر لمياه الشرب بهدف تغذية قرى عديدة في منطقة جبل السماق بريف إدلب الشمالي، برفقة أعضاء إدارة المنطقة التابعين لـ "حكومة الإنقاذ" مجتمعين بوجهاء من أهالي قرى جبل السماق في محافظة إدلب.


وجاءت زيارة "الجولاني" وقتها لجبل السماق ضمن سلسلة ظهوره المتكرر واجتماعاته مع أهالي مختلف مناطق محافظة إدلب في مناسبات وقضايا عديدة غير مرتبطة بالشأن السياسي والعسكري، وبلباس مدني وخطابٍ يخلو من أي دلالات عسكرية.


وكان أثار الظهور الأخير لـ "الجولاني"، إلى جانب عدد من قياداته، في مناطق يقطنها أبناء "الطائفة الدرزية" بريف إدلب، وخطابه "المنفتح" في الدين، حفيظة عدة كتل ضمن الهيئة، والتي اعتبرتها محاولة منه لـ "استثمار" الدين والأقليات في سياق مساعيه للظهور والترويج لنفسه، على أنه رجل معتدل، مقرب من الحاضنة الشعبية، من خلال سلسلة من الحملات الدعائية له.

وفي 27 آب/أغسطس 2022 الماضي نشرت شبكة شام الإخبارية تقريرا بعنوان "الجولاني والأقليات" .. استثمار لمصلحة أم اعتذار عن تاريخ أسود، وجاء فيه، يعج تاريخ "الجولاني" المؤسس الأول لـ "جبهة النصرة" وصولاً لقيادة "تحرير الشام"، بتاريخ أسود، تُثقله انتهاكات كبيرة بحق "الأقليات الدينية" في سوريا، والتي اعتبرت كعدو من وجهة نظر شرعية، وشاع اسمهم بـ "النصارى" على ألسنة قادتهم وأمرائهم، فاستبيحت أملاكهم وأرزاقهم وطردوا من مناطقهم.


ليس بداية بواقعة احتجاز الراهبات في بلدة معلولا، مطلع ديسمبر/كانون الأول 2013، وما تلاه من سلسلة ممارسات بحق أبناء الطوائف الدينية "الأقليات" في مناطق سيطرة الهيئة، وصولاً لاستباحة أملاكهم في إدلب بعد عام 2015، والمضايقات التي مورست بحقهم لطردهم وتقاسم ممتلكاتها تحت بند "أملاك النصارى"، والتي اعتبرت غنائم مباحة إلى اليوم الحاضر.


ومع سلسلة التبدلات التي اتخذها "الجولاني" في سياسته، والانقلاب على كل من حوله، لخدمة مشروعه بما يتماشى مع المتغيرات الدولية، بدا واضحاً عملية التسويق المتبعة لشخصيته مدنياً، لم يسلم من بقي من أبناء الأقليات الدينية في مناطق سيطرته، والتي سجلت نوعاً من التودد والتقرب وتغيير في الخطاب و وعود بإصلاح الماضي، ليرسم "الجولاني" تساؤلات عديدة عن دوافع هذه الرسائل التي يريد إيصالها والجهات التي يستهدفها في مثل هذه التحركات.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ