ماهي "متلازمة الهرس" التي تهدد حياة الناجين من الزلزال ..؟
تنوع الآثار السلبية التي يتعرض لها الناجون من الزلازل المدمرة، على غرار الزلزال الذي ضرب مناطق شمال سوريا والجنوب التركي في السادس من شهر شباط الجاري، منها نفسية وأخرى جسدية، لكن يتركز الحديث اليوم عن شكل جديد من المعاناة للناجين تتمثل في "متلازمة الهرس".
آلاف الإصابات تصل للمشافي الطبية في المناطق المتأثرة من الزلزال، لحالات إصابة جلها تم انتشالها من تحت أنقاض المباني المدمرة، والتي تعرضت لإصابات بالغة قد لاتظهر بشكل جلي على الجسم، لكن آثارها تبقى مستمرة، وتعرض الناجين للوفاة في كثير من الأحيان.
وتنتج "متلازمة الهرس" نتيجة أي ضغط تتعرض له الأطراف لفترة طويلة تفوق 12 ساعة، ما يؤدي إلى انقطاع الدورة الدموية على مستوى الأنسجة"، ويصل المصاب إجمالا، وهو بحالة جيدة إلى المستشفى، حيث يبلغ الأطباء بألم يشعر به على مستوى الأطراف، لكنه يكون في الوقت ذاته عرضة للإصابة بمشكلات في القلب والكلى تُهدد حياته.
ولا يواجه المصاب خطر التعرّض للبتر فحسب، ذلك أن إعادة تنشيط الدورة الدموية دونها عواقب، "فارتفاع البوتاسيوم في الدم قد يؤدي إلى أذية قلبية بشكل مباشر، وارتفاع الهيموغلوبين قد ينتج عنه قصور كلوي".
ووفق موقع "الطبي" فإن أعراض "متلازمة الهرس" تعتمد على المنطقة المضغوطة، في حال انضغاط الأطراف، تبدأ أعراض متلازمة الهرس بتنميل وخدران في الأطراف، كما تظهر تورم الأطراف المضغوطة، وغياب النبض عن الأطراف المضغوطة، وتغير لون البول إلى اللون الغامق، المائل للأسود، وذلك نتيجة للإصابة ببيلة الميوجلوبينا.
كذلك من الأعراض قلة التبول، ونقص حجم الدم، والقيء والغثيان، إضافة إلى التشنجات، وارتفاع اليوريا، والكرياتينين، وحمض اليوريك، والبوتاسيوم، والفوسفات، والكرياتين كيناز، ونقص كالسيوم الدم.
وفي حال انضغاط منطقة الصدر أو البطن، يصاب المريض بكسور في الأضلاع، وتجمع الدم في منطقة الصدر أو الرئة، وظهور كدمات رئوية، واحتقان الشعيرات الدموية في منطقة الرأس والرقبة، والتي قد تتفجر في النهاية، كذلك نزف تحت الملتحمة، وانتفاخ الوجه، وتمزق الكبد والطحال.
وينصح الأطباء بالإسراع في علاج متلازمة الهرس، للتقليل من معدل الوفيات بسبب المتلازمة، والتقليل من مضاعفاتها، وأولى الإجراءات التي يجب تقديمها للمرضى بعد تخليصهم من سبب متلازمة الهرس هي إجراءات الإنعاش المتقدمة لمرضى الرضوض، والتأكد من فتح القناة الهوائية، والتأكد من عملية التنفس، والتأكد من الدورة الدموية.
وخلال عملية تخليص المريض من الجسم الضاغط، أو في أقرب وقت ممكن، يجب تزويد المريض بالمحلول الملحي في الوريد، وفي حال صعوبة تزويد المريض بالمحلول الملحي، يجب استخدام العاصبة، لمدة لا تزيد عن ساعتين، وحتى التمكن من استخدام المحلول الوريدي، خصوصًا في حالات استمرار التعرض للهرس لأكثر من 30 دقيقة.
وكانت قالت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان"، إنها سجلت وفاة 6319 سورياً بسبب الزلزال الذي ضرب شمال غرب سوريا وجنوب تركيا فجر الإثنين 6/ شباط/ 2023، بينهم 2157 توفوا في المناطق خارج سيطرة النظام السوري، و321 في المناطق الخاضعة لسيطرته، و3841 لاجئاً في تركيا.
وسبق أن أعلنت مؤسسة "الدفاع المدني السوري" ارتفاع حصيلة ضحايا الزلزال الذي ضرب شمال غربي سوريا فجر يوم الإثنين الموافق للسادس من الشهر الجاري، إلى 3575 وفاة، وأكثر من 5291 مصاب، كحصيلة غير نهائية، نظرا لوجود عدد كبير من الأشخاص تحت الأنقاض، ممن تعذر إنقاذهم.
وقالت مؤسسة الدفاع المدني السوري أو ما يعرف بـ "الخوذ البيضاء" إن حصيلة استجابة فرقها لضحايا الزلزال في شمال غربي سوريا وصلت لأكثر من 2167 حالة وفاة، وأكثر من 2950 مصاب.