معاناة مستمرة للمدنيين ... قتيل وجريحين إثر عاصفة هوائية قوية في الشمال المحرر
قالت مؤسسة الدفاع المدني السوري أو ما يعرف بـ "الخوذ البيضاء" إن مناطق شمال غربي سوريا تشهد اليوم الإثنين، عاصفة هوائية بدأت بعد منتصف الليل ومن المتوقع أن تستمر حتى صباح يوم غدٍ الثلاثاء، بحسب الأرصاد الجوية، وتأتي هذه العاصفة لتضاعف معاناة آلاف العائلات المنكوبة التي دمر الزلزال منازلها أو تصدعت وتعيش في مخيمات إيواء مؤقتة بنيت على عجل.
وأشارت المؤسسة إلى أن العاصفة تسببت بمقتل رجل وإصابة اثنين آخرين في مدينة إدلب، التي انهار فيها 4 جدران كانت متضررة جراء الزلزال الأخير الذي ضرب مناطق شمال سوريا وجنوب تركيا الشهر الفائت.
وشددت على أن الرياح القوية تسببت بأضرار في 10 مخيمات مجهزة حديثاً لإيواء منكوبين ناجين من الزلزال في ريف إدلب الغربي، والتي لحق الضرر فيها بأكثر من 96 خيمة اقتلعتها الرياح بشكل كامل، و 13 خيمة تضررت بشكل جزئي، وتضررت 10 خيام بشكل كلي في 3 مخيمات للمهجرين في ريف إدلب الغربي.
وانهار 16 جداراً بسبب الرياح الشديدة كان منها اثنان في مسجدين بكل من قرية فريكة بالقرب من جسر الشغور في ريف إدلب الغربي، وتضررت مئذنة مسجد الرحمن بمدينة مارع شمالي حلب.
وكان منها أيضاً 3 جدران في مدارس بكل من قرى فريكة وملس وقميناس في ريف إدلب، وتوزعت انهيارات الجدران والأضرار جراء العاصفة على كل من مدينة إدلب ومدينة كفرتخاريم وقرى وبلدات ملس وفريكة والمسطومة وبداما ومورين وقميناس في ريف إدلب، ومدينة مارع في ريف حلب.
وبعد الزلزال المدمر، وثقت فرق الدفاع المدني انهيار أكثر من 550 مبنى بشكل كلي، بينما تضرر بشكل جزئي أكثر من 1570 مبنى وآلاف المباني والمنازل تصدعت في عموم مناطق شمال غربي سوريا، وهذه كلها تتأثر بالعوامل الجوية وتشكل خطراً على حياة المدنيين وفرقنا تعمل على تأمينها.
ولفتت "الخوذ البيضاء" على أن الزلزال المدمر، شرد بشكل مباشر أكثر من 40 ألف عائلة في العراء أو في مخيمات إيواء مؤقتة بنيت على عجل وبظروف طارئة، يهددها ضعف البنية التحتية والظروف الجوية وانعدام مرافق الإصحاح وافتقار الكثير منها لمقومات الحياة ووسائل التدفئة التي هي من أهم الاحتياجات للمنكوبين في ظل الأجواء الشتوية التي يمر بها شمال غربي سوريا والانخفاض في درجات الحرارة ليلاً، رغم استمرار عمل فرقنا في هذه المخيمات من تجهيز الأرضيات وفرشها بالحصى وتنسيق الطرقات الواصلة إليها لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية وتقديم خدمات الرعاية الصحية إلا أنها تعتبر حلولاً إسعافية بحاجة لتكثيف الخدمات فيها من تجهيز أرضيات صلبة تساعد على مقاومة العوامل الجوية وتجهيز صرف صحي يلائم حاجات المدنيين ويحد من فرص انتشار مرض الكوليرا.
ويعيش المدنيون في شمال غربي سوريا أوضاع صعبة ومأساة قديمة متجددة خلّفتها حرب نظام الأسد وروسيا على المدنيين وفاقمها الواقع الخدمي في مخيمات التهجير وبنية تحتية هشة وغياب لمقومات الحياة فيها، لتزيد منها كارثة الزلزال والهزات الارتدادية والعواصف التي ضاعفت من أعداد المتضررين والقاطنين في مخيمات الإيواء ومخيمات التهجير.