ما هو المتوقع من قمة طهران اليوم.. وماذا يريدون حقا؟
تجري اليوم قمة ثلاثية تجمع رؤساء تركيا وروسيا وايران في العاصمة الايرانية طهران، بدعوة قدمها الرئيس ابراهيم رئيسي لقادة الدول الثلاث، لمناقشة الملف السوري بشكل أساسي وملفات أخرى.
ومن المتوقع أن تكون القمة ليومين متتالين 18-19 يوليو/تموز الجاري، حيث سيلتقي الرئيس التركي بنظيره الايراني لبحث العلاقات بين البلدين ضمن ما بات يعرف بـ الاجتماع السابع لمجلس التعاون التركي الإيراني رفيع المستوى، وهذا الاجتماع سيناقش العلاقات التركية الإيرانية بكافة جوانبها، وسبل تطوير التعاون الثنائي، بمشاركة جميع وزراء البلدين المعنيين.
كما سيكون هناك قمة ثلاثية تجمع أردوغان وبوتين ورئيسي في النسخة السابعة ضمن القمة الثلاثية في إطار مسار أستانة حول الملف السوري، والذي سيعقد في طهران أيضا.
سيناقش الاجتماع بشكل اساسي ملف الحل السياسي في سوريا، ومحاربة التنظيمات الإرهابية خاصة تنظيمي "واي بي جي/ بي كي كي" وداعش، وملفات أخرى تهم الأطراف، مثل عودة اللاجئين وإعادة الإعمار.
كما سيكون هناك لقاء ثنائي يجمع أردوغان ببوتين لينقاشا أمور أخرى، مثل الحرب في أوكرانيا وطرق إخراج الحبوب والبضائع، وأيضا والعقوبات الأمريكية، والطاقة وغيرها من الملفات التي تهم الجانبين.
ولكن ماذا يحمل كل رئيس في جعبته ليضعها على طاولة النقاش، فمثلا يريد اردوغان الضوء الأخضر لشن عملية عسكرية ضد ميليشيات قسد شمال سوريا، بينما يريد بوتين عكس ذلك ويضع ضمانات كي تصبح المنطقة تحت سيطرة النظام السوري فقط، ويدعمه بذلك رئيسي الذي أرسل ميليشياته إلى مواقع في تل رفعت ومنبج.
حسب متابعين للتطورات في الشمال السوري وفي ضوء التجهيزات التركية للمعركة المرتقبة، يعلم الجميع أن تركيا مصرة على السيطرة على منطقتي تل رفعت ومنبج بكل الاثمان، ويعلم أردوغان أن الضوء الأخضر الذي سيحصل عليه من بوتين ورئيسي، غالبا سيكون مقابل شيء أخر.
ويرى مراقبون أن تركيا حين وافقت على دخول السويد وفنلندا إلى حلف الناتو، فقد خسرت ضوءها الأخضر من بوتين، ولذلك نجد هذا التعاون الوثيق بين الأسد وقسد، والتعزيزات العسكرية الكبيرة التي تصل إلى مناطق سيطرة الأخير، فيما يعني أن عملية تركيا ستكون صعبة للغاية.
وهنا يبدو أن الرئيس التركي سيضغط بكل قوته لأخذ هذا الضوء مرة أخرى، ولكن وحسب تواصلنا مع قيادات في الجيش الوطني السوري فإن الجيش التركي سيبدأ عمليته العسكرية بضوء أخضر أو بدونه، وكل ما في الأمر أن أردوغان يحاول أن يسهل العملية القادمة فقط لا غير.
رغبات القادة الثلاث في سوريا مختلفة تماما و متعارضة أيضا، ولا يجمعهم سوى المصالح المشتركة الضيقة جدا، وبالتأكيد لن تخرج هذه القمة بأي شيء ينهي معاناة السوريين، بل ربما تزيدها.