ما حقيقة هجوم تنظيم "داعـ ـش" على "السخنة" بريف حمص ..؟ ولماذا التضخيم؟!!
روجت حسابات وصفحات تابعة لنظام الأسد، أخباراً عن هجوم "واسع النطاق" لتنظيم "داعش"، قالت إنه طال مدينة السخنة في ريف محافظة حمص وسط سوريا، إلا أنّ التحري خلف هذه المزاعم يكشف حجم التزييف والتضخيم الذي قاده الإعلام التابع لنظام الأسد، وماوراء هذا الترويج.
وجرى تداول هذه الأخبار وسط تفسيرات منطقية تشير إلى أنّ هدف نظام الأسد من ذلك إظهار نفسه بمظهر "محارب الإرهاب"، لتوجيه رسائل داخلية وخارجية، وصرف الأنظار عن تقاعس "الأسد الممانع"، وتبرير تنصله من الرد على الضربات الإسرائيلية المتكررة، وما يحدث في غزة.
وتتبعت شبكة "شام"، الإخبارية، مصادر المعلومات الواردة حول الهجوم المزعوم على مدينة السخنة بريف حمص الشرقي، فتبيّن أنَّ مصدره صفحات وحسابات تتبع لنظام الأسد، ويتضح خلال تداول منشورات بزخم وبصياغة موحدة أنها تحمل الكثير من التضخيم.
ونشرت عدة صفحات ترتبط وتدار من قبل استخبارات النظام وتحدثت عن "هجوم كبير وغير مسبوق لداعش على السخنة في بادية حمص"، وقالت إن "مجموعات من "داعش"، شنت هجمات متزامنة من جنوب السخنة، وشمالها الغربي".
وقالت إن اشتباكات عنيفة اندلعت بين تنظيم "داعش"، وقوات الأسد وقامت الأخيرة باستدعاء تعزيزات ضخمة من مواقعها في البادية، في ظل تداول معلومات عن سيطرة التنظيم على السخنة، ومقتل وجرح عدد من عناصر ميليشيات الأسد بالهجوم.
في حين نفى ناشطون من حمص سيطرة تنظيم "داعش"، على السخنة بريف حمص الشرقي أو حتى أجزاء منها، وأشاروا إلى أنّ إعلام النظام مارس التضخيم واعتبر أن الهجوم غير مسبوق، علما أن الأمر اقتصر على اشتباكات محدودة في بادية حمص، وفق تعبيرهم.
بالمقابل تحدث موالون لنظام الأسد، عن توجه تعزيزات عسكرية تتبع لميليشيات الأسد، من الفرقة 18 و الفرقة 11 دبابات والدفاع الوطني من مدينة تدمر نحو مواقع الاشتباك مع "داعش"، بالقرب من مدينة السخنة بريف حمص الشرقي، وسط سوريا، وكذلك ذلك جرى دون إعلان رسمي من "داعش".
ويأتي تداول الصفحات الموالية للهجوم وسط انعدام وجود أي نشاط للتنظيم بالمنطقة مؤخراً، وتبين أن أخر بيان صدر عن "داعش" حول ما يطلق عليه التنظيم "ولاية حمص" هو في 24 تموز 2023 الماضي، ويعلن فيه مقتل 5 عناصر وإصابة نحو 10 آخرين على الأقل من قوات الأسد بتفجير في بادية حمص.
وأما عن النشاط الأخير المعلن للتنظيم في "بادية السخنة" عبر معرفاته الرسمية في "السخنة"، تحديداً كان في العام 2021، حيث تبنى التنظيم تفجير عبوة ناسفة طال آلية رباعية الدفع كانت ضمن رتل لقوات الأسد في بادية (السخنة)، ما أدى لتدميرها ومقتل 3 عناصر، وقتذاك.
وكذلك شكك أنصار تنظيم "داعش"، عبر منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، بالهجوم، وأكدوا أنه لم يصدر عن الإعلام الرسمي أي إعلان بهذا الشأن، وحذروا من الانجرار وراء صفحات وحسابات تتبع لنظام الأسد.
وحسب معرفات رديفة من الموالين لداعش فإنه تم تداول معلومات مضخمة حول عمليات في السخنة، وقالت: إن "الإعلام الذي ينشر ليس إعلامنا إنما إعلام عدونا وإن كان حقا هناك تحرك بالبادية سيذكره الإعلام الرسمي"، وفق تعبيرها.
هذا وكتب الشاعر والكاتب السوري "فراس الرحيم"، منشوراً عبر صفحته، تهكم فيه عن الكشف على هجوم السخنة شرقي حمص، واعتبر ساخراً أن الهجوم أحبط استعدادات النظام لبدء اقتحام الحدود باتجاه الجولان، لافتاً إلى أن "القيادة أعلنت تأجيل تحرير الجولان ونصرة غزة لحين القضاء على الإرهابيين".
وتجدر الإشارة إلى أن نظام الأسد الإرهابي الأول في سوريا، يستخدم ذريعة محاربة الإرهاب لتمرير عدة رسائل داخلية وخارجية، ويحمل الكشف عن الهجوم الأخير والترويج له بأنه غير مسبوق عدة دلالات ومؤشرات تشير إلى أن نظام الأسد تعمد ذلك لصرف الأنظار عن عدم الرد على القصف الإسرائيلي وأراد كذلك إرسال رسائل للمطالبين بنصرة غزة كونه ضمن "محور المقاومة" وكان ينتظر المكان والزمان المناسب، بقوله عبر هذا الهجوم إنه منشغل في الحرب في سوريا.