مع غياب آليات التنفيذ.. النظام يُلزم المواطنين بدفع الفواتير إلكترونياً..!!
مع غياب آليات التنفيذ.. النظام يُلزم المواطنين بدفع الفواتير إلكترونياً..!!
● أخبار سورية ٢٦ نوفمبر ٢٠٢٣

مع غياب آليات التنفيذ.. النظام يُلزم المواطنين بدفع الفواتير إلكترونياً..!!

قررت وزارة "الاتصالات والتقانة"، في حكومة نظام الأسد، إلزام المواطنين بتسديد الفواتير الهاتفية إلكترونياً مع بداية 2024، عبر الحسابات البنكية أو شركات الخليوي، مع إلغاء الطريقة التقليدية بالكامل، ضمن ما قالت إنه "مشروع الدفع الإلكتروني".

ورغم غياب الآليات زعم النظام مناقشة وزير الاتصالات "إياد الخطيب"، "الصعوبات التي يمكن أن تواجه المراحل الأولى وخطة الشركة لتطبيق الدفع الإلكتروني بشكل سلس للمواطنين"، وادّعى مدير "السورية للاتصالات"، "سيف الدين الحسن"، وجود خطة فنية جاهزة، لتسديد الفواتير إلكترونياً.

في حين زعم مدير شركة المدفوعات الإلكترونية لدى النظام، "أيمن ملوك"، التعاون مع شركتي الخلوي والمصارف مدعيا جهوزية منظومة الشركة السورية للمدفوعات الإلكترونية فنياً للانتقال إلى تسديد فواتير السورية للاتصالات "بشكل مدروس".

من جانبه ذكر الخبير المصرفي "علي محمد" أن مشروع الدفع الإلكتروني عمره أكثر من 11 عاماً، واعتبر أن إيقاف تسديد الفواتير بالطريقة التقليدية، والإلزامية بالدفع عبر الحسابات المصرفية يساعد بتعميم الثقافة المصرفية.

وانتقد الإلزامية بهذه الفترة دون التأكد من أهلية وقدرة المصارف على فتح حسابات التي قال إنها تحتاج دراسة، واستدرك قائلا إن الإلزامية بالدفع تعمّق الثقافة المصرفية، ومن دونها ستبقى الطريقة التقليدية هي السائدة، وقدر أن في عام 2020 بدأ العمل فعلياً بالدفع الإلكتروني لبعض الفواتير العادية.

وتصل التحصيلات المالية من الفواتير منذ انطلاق عمل المنظومة الخاصة بالشركة السورية للمدفوعات الإلكترونية بالعام 2020 حتى تاريخه إلى 72 مليار ليرة سورية كفواتير مشتركين لدى المؤسسة العامة لنقل وتوزيع الكهرباء.

وعلل الخبير الاقتصادي "شفيق عربش"، خلال حديث سابق لوسائل إعلام تابعة لنظام الأسد، فشل خدمة الدفع الإلكتروني في مناطق سيطرة النظام، رغم مرور نحو سنتين ونصف على إطلاقها، وحجم الترويج والتسويق الإعلامي لهذه الخدمات المزعومة.

وذكر أن البنية التحتية للتعامل بخدمة الدفع الإلكترونية ليست جاهزة من الناحية التقنية لغاية الآن بسبب ضعف الإنترنت والانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي وقدم التجهيزات التي تخص تطبيق مثل هذه الخدمة.

يُضاف إلى ذلك أن التشبيك بين القطاعات ليس بالمستوى المطلوب، مؤكداً أن هناك مشكلة واضحة تقف عائقاً دون توسع تطبيق الخدمة تتعلق بشكل أساسي بالناحية الفنية إضافة لعدم عدم كفاية الكوادر البشرية وعدم كفاءتها.

وقال إن التضييق والإجراءات المتبعة من المصارف من خلال تحديد سقوف محددة لسحب المبالغ لم تشجع المواطن اليوم على التعامل بالدفع الإلكتروني الذي بات يفضل أن يقتني أمواله في منزله بدلاً من التعامل مع المصارف.

بالإضافة إلى أنه لم يتم تشجع التاجر الذي يملك فائضاً من الأموال للتعامل مع المصارف في مناطق سيطرة النظام لممارسة الدفع الإلكتروني، حتى إن التعامل مع المطاعم والمولات بالدفع الإلكتروني قليل جداً ويفضلون التعامل بالنقد.

وأكد أن الدفع الإلكتروني يعتبر إحدى أدوات الاقتصاد السليم الذي يجب أن يكون وفقاً للقوانين الاقتصادية السليمة ويتطلب حرية في التعامل وتسهيل الإجراءات وتبسيط التشريعات، أما في سوريا فهناك صعوبة في تطبيقه نتيجة عدم وجود قوانين اقتصادية سليمة.

ولفت إلى أن الدفع الإلكتروني مطبق في دول الجوار منذ سنوات، وفي بعض الدول يستطيع المواطن وضع الأموال الموجودة في جيبه في المصرف عن طريق الصراف، أما في سوريا فالمواطن يعاني موضوع سحب راتبه من الصراف.

وذكر عضو مجلس إدارة غرفة تجارة دمشق "محمد الحلاق"، لدى نظام الأسد أن هناك الكثير من المعوقات التي تقف في وجه انتشار هذه الخدمة لتشمل كل القطاعات، لافتاً إلى أن إيداع وسحب الأموال من المصارف أصبح اليوم مشكلة بحد ذاته.

وكان زعم مدير أنظمة الدفع الإلكتروني في مصرف النظام المركزي "عماد رجب"، بأن "قيم التعامل والدفع عبر تطبيقات الدفع الإلكتروني ارتفعت لأكثر من 100% منذ بداية العام 2023، مدعيا أن هذه الخدمات تقدم لجميع المواطنين.

هذا وزعم توفر تقنيات اتصال متعددة للخدمة، عبر شبكة الانترنت أو الخليوي، وكذلك ادعى أن خدمات الدفع الالكتروني تستند على شبكة مستقرة وناجحة، وبحالات نادرة يحدث انقطاع في الشبكة، وأشاد بتجربة ربط أنظمة الدفع الإلكترونية مع عدة فعاليات وتحدث عن إقبال كبير عليها.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ