مع اشتداد البرد.. مناطق سيطرة النظام تغرق بالعتمة وسط غياب الكهرباء
أكدت شبكات ومواقع إعلامية موالية لنظام الأسد تصاعد ساعات التقنين الكهربائي لمناطق سيطرة النظام وذلك بالتزامن مع اشتداد البرد، وتصل حالة وصل الكهرباء إلى معدل ربع إلى نصف ساعة كل 24 ساعة، يتخللها رغم قصر المدة انقطاعات وضعف شديد حيث لا تصلح للاستخدام وتسببت بتعطيل أدوات كهربائية.
وكشفت مصادر إعلاميّة مقربة من نظام الأسد عن تزايد الأعطال وتفجر خزانات الكهرباء، وأعلنت حديثا عن احتراق خزان الكهرباء بحي المزة 86 خزان ما زاد قلق عشرات العائلات من تأخر مدة إصلاح الخزان، ولاسيما أن التيار الكهربائي غاب عن منازلهم بشكل كامل، وتقوم ورش الإصلاح بساومة الأهالي حيث تفرض مبالغ ضخمة مقابل إصلاح الشبكة.
وتشير تقديرات إلى وصول فترة وصل التيار في اللاذقية إلى 45 دقيقة طوال اليوم وفي حلب وصلت فترة انقطاع الكهرباء إلى 8 ساعات مقابل ساعة وصل، بالرغم من إعادة تأهيل المجموعة الأولى في المحطة الحرارية وإعادتها للخدمة مطلع الشهر الماضي بطاقة إنتاجية تصل إلى 200 ميغاواط.
وفي دمشق فقد كان وسطي الوصل لمدة ساعتين، وأحياء أخرى مهملة ومهمشة فيها أقل من ساعة، بينما تنعم بعض الأحياء الراقية بساعات وصل طويلة، وقدرت مصادر أن ساعة وصل واحدة مقابل 8 أو 9 أو حتى 5 ساعات قطع غير كافية لشحن بطاريات الإنارة، خاصة في هذا الوقت من السنة حيث تزداد ساعات الليل ويمسي المواطن بحاجة إلى إنارة جيدة تضمن له الرؤية، وتمكن أطفاله من الدراسة.
إضافة إلى هذا الواقع المجحف بحق المواطنين الذين باتوا يعانون أيضاً من كثرة انقطاع الكهرباء في ساعة الوصل لفترات طويلة وبشكل متكرر، إضافة إلى عدم انتظام ساعات التغذية في الكثير من المناطق، وأضافت: "من الواضح أن الحكومة غير جاهزة لتأمين كميات الكهرباء في حدودها الدنيا للمواطنين
وبرّرت محافظة دمشق التابعة للنظام، عتمة الشوارع الرئيسة في العاصمة بالكلفة العالية لأعمدة الإنارة بالبطاريات، وكشف مدير الحدائق في محافظة دمشق سومر فرفور عن تعرض مرافق الحدائق العامة والمسطحات الخضراء في الفترة المسائية للسرقة.
وذكر أن كل شيء بات معرض للسرقة؛ ففي الحدائق العامة تتواجد الحنفيات، ولمبات الإنارة، والأكبال الكهربائية وكلها تسرق بغرض بيعها ولو بمبالغ زهيدة، وسط تكرار سرقات شبكات الكهرباء بإشراف مباشر من ميليشيات نظام الأسد.
وقدر مدير الإنارة والكهرباء في مجلس محافظة دمشق التابع لنظام الأسد "وسام محمد"، بأن إعادة تأهيل وصيانة الإنارة تتطلب مبلغ يقدر بعشرات ملايين الليرات، مشيراً إلى أن هذا المبلغ لا يتوافر لدى المحافظة، وفق تعبيره.
وذكر أن موازنة الإنارة العامة قبل 2011 كانت ملياري ليرة، واليوم لا تتجاوز 3 مليارات وهذا الرقم لا يشكل شيئاً قياساً بالاحتياجات، مشيراً إلى أن الحاجة الفعلية لإعادة تأهيل وصيانة الإنارة تقارب 500 مليار ليرة تقريباً.
واعتبر أن كل المشاريع التي تم تنفيذها منذ بداية العام وحتى اليوم هي أعمال تركيب أجهزة إنارة تعمل على الطاقة البديلة في عدة مناطق في العاصمة، وتحدث عن تنفيذ مشاريع في الشارع المستقيم في دمشق القديمة.
وأضاف، أن مشاريع الطاقة البديلة تم تنفيذها من خلال (تبرعات عن طريق فعاليات المجتمع الأهلي وشركات خاصة)، لأن تكلفة هذه المشاريع مليارات الليرات والمحافظة ليس لديها القدرة والإمكانات لتنفيذها نتيجة ارتفاع تكاليف الطاقة البديلة.
وزعم العمل جارٍ لتغذية 3 شوارع رئيسية في مدينة دمشق بإنارة الطاقة البديلة وهي اوتستراد العدوي وشارع شكري القوتلي، واوتستراد المزة، مبيناً أهمية الطاقات البديلة والتي تعد الطاقة الشمسية أبرزها لتقديم طاقة نظيفة وداعمة لشبكات الكهربائية.
وأكد أن البنية التحتية لإنارة الشوارع بالكهرباء العادية متهالكة في أغلب المناطق بالعاصمة وبحاجة لمبالغ مالية كبيرة لإعادة إصلاحها، ولكن نقوم بشكل عام بصيانات دورية للإنارة في المناطق القابلة للإصلاح، معلناً فقدان قسم كبير من أسلاك الشبكة الكهربائية في مناطق متفرقة بدمشق، وخاصة في الحدائق التي يتم تخريبها بشكل متعمد من قبل "ضعاف النفوس".
وأشار إلى أن هناك عقداً منذ 40 عاماً مع الشركة السورية لأعمال الكهرباء أو الاتصالات وهي شركة متخصصة تابعة لوزارة الأشغال العامة لديها فنيين وكوادر ورافعات وعمال وهي من تقوم بأعمال صيانة الإنارة بدمشق، وفق حديثه لوسائل إعلام تابعة لنظام الأسد.
يشار إلى أنّ مناطق سيطرة النظام تشهد تدني مستوى عموم الخدمات الأساسية ومنها الكهرباء، وذلك عقب اتّباع "نظام التقنين الساعي" من قبل وزارة كهرباء الأسد ليصل الحال ببعض المناطق إلى الحصول على ساعة واحدة فقط، في حين باتت بعض المناطق تعاني من عدم توفر الكهرباء لأيام متواصلة، بحسب مصادر إعلامية موالية.