لاحلول مجدية .. منظمات دولية تتعهد بدعم الناجين وأسر ضحايا غرق مركب المهاجرين بطرطوس
أصدرت ثلاث منظمات دولية هي "المنظمة الدولية للهجرة، والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ووكالة الأونروا" بياناً مشتركاً حول حادثة غرق قارب المهاجرين قبالة سواحل طرطوس، متعهدة بتقديم الدعم للناجين وأسر الضحايا، دون أن تتطرق للأسباب التي دفعت هذه العائلات للمغامرة عبر البحر للوصول إلى بر الأمان.
وعبر "فيليبو غراندي"، مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين عن أسفه بالقول: "إن هذه مأساة أخرى تدمي القلب، ونحن نعرب عن أعمق تعازينا لجميع المتضررين"، وقال: "إننا ندعو المجتمع الدولي إلى التضامن الكامل للمساعدة في تحسين ظروف النازحين قسرا والمجتمعات المضيفة في الشرق الأوسط، وخاصة في البلدان المجاورة لسوريا. يتم دفع الكثير من الناس إلى حافة الهاوية".
بدوره، قال أنطونيو فيتورينو، المدير العام للمنظمة الدولية للهجرة: "لا ينبغي إجبار الأشخاص الذين يبحثون عن الأمان على القيام برحلات هجرة محفوفة بالمخاطر ومميتة في كثير من الأحيان. يجب أن نعمل معا لزيادة المسارات الآمنة والقانونية للهجرة النظامية للمساعدة في الحد من الخسائر في الأرواح وحماية الأشخاص الضعفاء أثناء التنقل".
وقال المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني: "إن هذا ببساطة أمر مأساوي. لا أحد يركب قوارب الموت هذه باستخفاف. يتخذ الناس هذه القرارات المحفوفة بالمخاطر، ويخاطرون بحياتهم بحثا عن الكرامة. ويجب علينا أن نفعل المزيد لتوفير مستقبل أفضل ومعالجة الشعور باليأس في لبنان وفي جميع أنحاء المنطقة، بما في ذلك في أوساط لاجئي فلسطين".
ودعا البيان الدول الساحلية إلى زيادة جهودها لبناء قدراتها على توفير خدمات البحث والإنقاذ والعمل على ضمان إمكانية التنبؤ في تحديد أماكن الإنزال الآمنة، بعد زيادة عمليات المغادرة البحرية من المنطقة خلال الأشهر الماضية، مع التشديد على أهمية اتخاذ إجراءات لمعالجة الأسباب الجذرية لهذه التحركات.
وأكد على ضرورة أن يقوم المجتمع الدولي، تماشياً مع مبدأ تقاسم المسؤولية، بالعمل على تعزيز سبل الوصول إلى مسارات بديلة أكثر أماناً لمنع الناس من اللجوء لرحلات محفوفة بالمخاطر.
وشدد على ضرورة تقديم المزيد من الدعم الإنساني والإنمائي إلى النازحين والمجتمعات المضيفة في كافة أرجاء المنطقة للمساعدة في وقف معاناتهم وتحسين ظروف وفرص المعيشية لديهم، وفي حال فشل ذلك، فسيستمر اللاجئون وطالبو اللجوء والمهاجرون والنازحون داخليا بالقيام برحلات محفوفة بالمخاطر بحثا عن الأمان والحماية والحياة الأفضل.
وكانت ارتفعت حصيلة ضحايا الزورق اللبناني الغارق قبالة ساحل محافظة طرطوس، إلى 94 شخصاً، وأعلن الجيش اللبناني اعتقال المتورط بغرقهم، في حين توضح التوثيقات الأولية للضحايا إلى أن جلهم من الجنسية السورية، التي أجبرتهم ظروف الحرب كما غيرهم على ركوب الأمواج ومواجهة الموت بحثاً عن حياة أفضل.