"خطوط إيران الحمراء" أمام محنة غـ ـزة .. صواريخ استعراضية وتصريحات متناقضة
انطلاقاً من "محور المقاومة" الذي تتزعمه وتدعمه إيران، وجدت الأخيرة نفسها أمام تحدٍ يختبر حقيقتها، في جديتها بمساندة حركة حماس في غزة، تنفيذاً لتهديداتها المعلنة مراراً ضد كيان الاحتلال الإسرائيلي، وأهدافها السامية التي تطلقها في الوصول للقدس.
لكن محنةَ غزة، وبعد أكثرَ من عشرينَ يوماً على بد المعركة وحربِ الإبادة، كشفت الوجهَ الحقيقي لإيران، وتخاذلها، في خضم تصريحات متضاربة ومتناقضة، وتهديدات بأنهم يضعون "أصابعهم على الزناد" تارة، وأخرى تناقضها:: بأن طهران "لا تريد توسيع حرب غزة".
وصرح وزير خارجية إيران بعد لقائه قائد ميليشيا حزب الله اللبناني "نصر الله"، بأن الأوان يكون قد فات خلال ساعات قليلة. وقال: "أعلم بالسيناريوهات التي وضعها حزب الله... أي خطوة تقوم بها المقاومة ستسبب زلزالاً لإسرائيل"، إلا أن هذا الزلزال لم يظهر بعد.
كما حذر الوزير من أن الولايات المتحدة لن تسلم من نيران الحرب إذا استمرت الإبادة في قطاع غزة، فكان الرد ببضع صواريخ وطائرات مسيرة على قواعد أمريكية في سوريا والعراق، أما مندوب إيران لدى الأمم المتحدة فقال: "إذا لم تهاجم إسرائيل إيران، فلن تتدخل طهران في هذا الصراع"، معتبراً أن "جبهة المقاومة لديها القدرة على الدفاع عن نفسها".
وعلق وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، على الضربات الأمريكية التي استهدفت منشأتين لـ"الحرس الثوري" الإيراني في سوريا، معتبراً أن طهران "لا تريد توسيع حرب غزة".
وقال عبد اللهيان في تصريح للإذاعة الوطنية العامة الأمريكية: "لا نريد حقاً لهذه الأزمة أن تتسع"، موضحاً أن المقاتلين اللبنانيين والفلسطينيين الموالين لإيران يضعون "أصابعهم على الزناد"، تحسباً لعملية برية متوقعة للجيش الإسرائيلي في قطاع غزة.
مصادر دبلوماسية، قالت إن إيران وجهت رسالة عبر الأمم المتحدة إلى إسرائيل، تؤكد فيها أنها لا ترغب في المزيد من التصعيد في الحرب، لكنها ستتدخل إن استمرت العملية الإسرائيلية في غزة.
فتهديدات إيران، ترتبط بـ "خطوط حمراء" فتربطها تارة في حال استمرار العملية الإسرائيلية، وتارة إن واصلت إسرائيل قتل المدنيين في غزة، وتارة أخرى في حال شنت هجوماً برياً، كل تلك التهديدات باتت موضع شك واستنكار حتى ضمن القيادات الفلسطينية في حركة حماس.