خارجية الأسد تستنكر قتل الأطفال في فلسطين.. ماذا عن قتل النظام أكثر من 30 ألف طفل في سوريا..!!؟
اعتبر وزارة خارجية نظام الأسد، في بيان، أن قتل أطفال فلسطين حديثي الولادة وهم في حاضنات المشافي، وطرد المرضى من العيادات الطبية في قطاع غزة ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، مطالبة بمساءلة مسؤولي الاحتلال الإسرائيلي وجيشهم المنفلت عن هذه الجرائم، لم تتطرق لقرابة 30007 طفلاً قتلتهم قوات الأسد في سوريا خلال أكثر من عقد من الزمن.
وقالت الوزارة: “كشفت هجمات قوات الاحتلال الإسرائيلي على مشفى الشفاء خلال الأيام الأخيرة وارتكابها جريمة حرب فيه وانتهاكاتها الفاضحة للقانون الدولي الإنساني الكيان الصهيوني أمام أنظار شعوب العالم في كل القارات، فالدبابات والطائرات والصواريخ لم تستخدم بمثل هذه الوحشية منذ الحرب العالمية الثانية”.
واعتبرت خارجية الأسد: “أن قتل أطفال فلسطين حديثي الولادة وهم في حاضنات المشافي وطرد المرضى من العيادات الطبية في مشفى الشفاء والمشافي الفلسطينية الأخرى في قطاع غزة وتهجيرهم هي أعمال ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بموجب القانون الإنساني الدولي”.
وأضافت: “إننا نذكر العالم بأن جرائم “إسرائيل” أدت حتى الآن إلى مقتل ما لا يقل عن 11 ألف فلسطيني نصفهم من الأطفال، ناهيك عن سياسة الأرض المحروقة والدمار الهائل الذي نفذته “إسرائيل” بدعم غربي لإزالة قطاع غزة عن الوجود”.
هذه التصريحات باتت موضع استغراب كبير، ففي الوقت الذي تُدين خارجية النظام جرائم الاحتلال الإسرائيلي، تتغافل عن حجم الانتهاكات وجرائم الحرب التي لاتزال مستمرة في سوريا، فنظام الأسد وفي آخر تقرير شامل لـ "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" سجل مقتل ما لا يقل عن230224 مدنياً بينهم 30007 طفلاً و16319 سيدة (أنثى بالغة) على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة في سوريا، قتل 201055 بينهم 22981 طفلاً، و11976 سيدة على يد قوات النظام السوري. فيما قتلت القوات الروسية 6950 بينهم 2048 طفلاً، و977 سيدة.
ولعل الفارق في المشهدين الدمويين، أنه في غزة هناك عدو متأصل للشعب الفلسطيني والعرب بشكل عام منذ عشرات السنين ولايخفي عداوته ويجاهر بها، لكن في سوريا العدو للشعب السوري هو نظام يدعى نصرة المظلومين والمقاومة والممانعة ويزعم تبني القضية الفلسطينية وحقوق الشعوب، في وقت يقتل وينكل بشعبه وباللاجئين الفلسطينيين أيضاً.
هذه الجرائم على مرآى ومسمع العالم أجمع، الذي يتحمل مسؤولية الدماء التي تسيل في كل بقعة من العالم، بسبب تخاذله عن نصرة المظلومين، وتطبيق الاتفاقيات الدولية ذات الصلة بحقوق الإنسان، وتطبيق العقوبات على من يمارسها، لكن القوى الدولية الكبرى هي نفسها من تدعم هذه الجرائم سواء في سوريا أو فلسطين.
وفي مفارقة عجيبة وعُهر إعلامي، يضعك الموقف الذي يتخذه نظام الأسد من جرام الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، في موقع الذهول والاستغراب، فكيف لمجرم حرب قتل ونكل بشعبه ولايزال يمارس كل أصناف الموت بحقهم، أن يتعاطف من أهالي غزة ضد إجرام شبيه بإجرامه، فـ "إسرائيل والأسد" وجهان لمجرم واحد، لم يشبع من دماء الأبرياء.
منذ سنوات ونظام الأسد، يحاول أن يُقنع مواليه، أنه في خندق واحد مع حلف "المقاومة والممانعة" المزعوم، ويضع نفسه في موضع المدافع عن القدس، وهو الذي باع الجولان السوري لإسرائيل، وترك القضية الفلسطينية خلف ظهره، ليدير مدافعه وراجماته لصدر الشعب السوري الأعزل، فيقتل ويُدمر ويُهجِّر ويَرتكب أبشع الجرائم بحقهم.
ولم يتردد الأسد يوماً في استهداف الشعب السوري، في مدنه وبلداته، بكل أصناف القذائف والمدافع وصواريخ الطائرات، ولم يتردد في استخدام الأسلحة المحرمة دولياً، فيقتل مئات الآلاف، ولايزال، بشراكة حلفائه في المقاومة "إيران وحزب الله والميليشيات الفلسطينية التي تزعم انتماءها لقضية فلسطين في سوريا"، ثم ليخرج اليوم ويعلن إدانته لجرائم الاحتلال الإسرائيلي في غزة.